مباركي هلال.. مير يثير الجدل بالإستقالة عبر الفايسبوك يعتبر السيد هلال مباركي أول رئيس بلدية يستقيل عبر فيسبوك، وقد صنع الحدث خلال الساعات الماضية ببلدية وادي سقان بميلة التي يرأسها، وشغل الرأي العام حتى خارج نطاق ولايته، بعد أن تم تداول رسالة الاستقالة و الاعتذار من السكان، التي نشرها على صفحته على فيسبوك بشكل واسع. حيث تم تداول وبشكل موسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي والصفحات الخاصة بولاية ميلة تحديدا، خبر استقالة رئيس بلدية وادي سقان الواقعة جنوب ولاية ميلة، السيد هلال مباركي من منصبه كرئيس المجلس الشعبي البلدي، وهو ما تعقبته جريدة النصر و أكده محيطه العائلي و الحزبي، فيما لم يظهر للمعني أي أثر. الإستقالة الفيسبوكية كان سببها «إخفاق» المير في جلب مشاريع سكنية لفائدة سكان البلدية التي شغل منصب رئيس مجلسها لعهدتين سابقيتن ليستقيل في بداية العهدة الثالثة رغم مساعي أعيان البلدية لمنعه من ذلك. السيد هلال مباركي نشر، يوم الجمعة المنقضي، على صفتحه الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك رسالة اعتذار من جميع المواطنين طالبي السكن الاجتماعي ببلدية وادي سقان، من الذين علقوا عليه آمالهم الكبيرة في تمكينهم من سكن ، وكان ذلك عقب عملية الإفراج الأخيرة عن قوائم المستفيدين من السكن الخاصة بوادي سقان التي تمت يوم الخميس المنقضي و شملت القائمة 53 اسما مستفيدا، الشيء الذي أثار انتقادات كبيرة للمير من قبل السكان طالبي السكن، الذين تعجبوا عن سبب عدم الإفراج عن قوائم الحصص السكنية الخاصة بالبلدية ، والتي تضم 183 وحدة منها 53 التي أعلن عن أسماء المستفيدين منها. وشرح المير المستقيل كما ورد في نص رسالته التي تم تداولها بكثرة عبر الفايسبوك، أن ما تم الإفراج عن أسماء المستفيدين منه يوم الخميس والذي يضم 53 وحدة هو جزء من 183 سكنا اجتماعيا تتوفر عليه البلدية فقط من هذه الصيغة، يقابله ألفي ( 2000) طلب غالبيتها تستحق السكن ، وأضاف المير المستقيل في الرسالة بأنه، حاول جاهدا تلبية حاجات البلدية من السكن وهو الذي تقلد 03 عهدات على التوالي بالبلدية، إلا أن صلاحياته تبقى محدودة اتجاه إنشاء تجمعات سكنية ريفية ، أو خلق تحاصيص اجتماعية في ظل شح البرامج السكنية، ما جعله يقر بعجزه للجميع أمام هذه الوضعية السيئة كما وصفها، وأنه غير قادر على إنقاذ باقي العائلات التي تقطن مساكن هشة أو غير لائقة أو مكتظة وأخرى مستأجرة دون استطاعة قاطنيها دفع حقوق الإيجار، ما دفعه صبيحة الجمعة المنقضية لإعلان استقالته عبر الفايسبوك من منصبه كرئيس المجلس الشعبي البلدي لبلدية وادي سقان، مخليا مسؤوليته أمام الله وأمام الجميع كما عبر عن ذلك.. وتعقبا للخبر لتأكيده أو نفيه وتقصيا لما خلفه في الشارع ببلدية وادي سقان تنقلت النصر، أمس، إلى بلدية وادي سقان للقاء السيد مباركي هلال ولكن تعذر اللقاء وحتى الاتصال به ، لكننا التقينا شقيقه الذي أكد الخبر وقال أنه أودع رسميا استقالته لدى رئيس دائرة التلاغمة التابعة لها بلدية وادي سقان، وهو ما أكده أيضا منخرط معه بحزب جبهة التحرير الوطني وكان معه بالقائمة التي دخل بها مباركي محليات ال23 من نوفمبر 2017، حيث قال أنه التقاه عشية الجمعة المنقضية بمنزله وصرح له بالاستقالة، وحاولنا أيضا لقاء نواب من المجلس البلدي أو موظفي البلدية ولكن تعذر ذلك لأن مقر البلدية كان مغلقا بسبب احتجاجات السكان على خلفية الإعلان عن قوائم السكن، وعلمنا أن النواب كانوا في اجتماع مع رئيس الدائرة لبحث الوضع بعد الاستقالة واحتجاجات السكان. تدخل أعيان المدينة لمنعه عن قراره وكان لهذا القرار المفاجئ أثره ووقعه في نفوس مواطني البلدية، الذين قال بعضهم أنه سبق واتخذ هكذا قرار العام الماضي وعدل عنه، في حين أكد آخرون نيته الاستقالة خصوصا بعدما لقيه من انتقادات لاذعة عقب الإفراج عن قائمة المستفيدين من السكن الخميس المنقضي، فاختلف سكان بلدية وادي سقان ما بين متعاطف مع المير المستقيل ومدافع عنه و مطالب ببقائه على رأس البلدية، كونه «حقق الكثير من الإنجازات على الصعيد التنموي والتهيئة» وما إلى ذلك، ناهيك عن العمل الخيري و الجمعوي الذين يقولون أنه كان يحرص على فعله دائما ومن ماله الخاص، وكان هذا الرأي من سكان لهم طلبات للاستفادة من السكن إلا أنهم لم يكونوا في القائمة المعلن عنها، ووجدنا في الجانب الآخر من اعتبر قراره هروبا من قضية السكن، حيث قالت هذه الفئة الأخيرة أنه كان بإمكانه الاستقالة قبل الإعلان عنها وليس بعده. كما أكد مواطنون أن مجموعة من أعيان المنطقة زاروا المير مباركي مرتين في منزله محاولين إقناعه عن العدول على قرار استقالته، حفاظا على مصلحة البلدية ومواطنيها الذين اختاروه لثلاث عهدات متتالية لشغل منصب رئيس مجلسها وهذا دليل الثقة في شخصه، إلا أنه تمسك بقراره. وصفوا قراره بالاستقالة الفايسبوكية هذا و قوبل قرار استقالة السيد مباركي هلال خلال اليومين الأخيرين في العالم الأزرق بالعديد من التداول والتعليقات فهناك من وصف قراره بالاستقالة الفايسبوكية، كونها جاءت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كما أنها حظيت بآراء كثيرة متعاطفة معه من قبل سكان ولاية ميلة عبر الصفحات الخاصة بالولاية ، فاعتبر المعلقون هذا التصرف تصرف المسؤول الحقيقي الذي يعتبر إخفاقه ضرورة لترك المكان لغيره ممن يتوفر على الجدارة الكافية لحل المشاكل المطروحة، فكانت هناك تعليقات ايجابية ولصالح هذا الرجل الذي صنع الحدث بميلة، فيما وصفته أخرى بالمتهرب من المسؤولية.