عمليات قصف عنيفة تهز طرابلس بعد ساعات من خطاب القذافي ساعات بعد خطاب صوتي للزعيم الليبي معمر قذافي بثه التلفزيون الحكومي مساء الجمعة الماضية، هزتّ انفجارات قوية صباح أمس السبت العاصمة طرابلس نتيجة عن عمليات قصف للناتو حسبما أكدته وكالات الأنباء العالمية. وكان القذافي قد جدّد خلال خطابه أن نظامه لن يسقط، مطالبا حلف شمال الأطلسي الذي يشن حملة عسكرية ضد قواته بوقف عمليات القصف، كما هدد الزعيم الليبي بإرسال" مئات الليبيين" لشن هجمات في أوروبا، رداً على الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضده، وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون إن مئات الليبيين "سيستشهدون" في أوروبا، وأن "العين بالعين والسن بالسن"، مضيفاً أنه سيمنح الأوربيين فرصة للعودة إلى صوابهم، كلمة القذافي التي تزامنت مع تظاهرة شارك فيها الآلاف من أنصاره في منطقة سبها، التي تشكل معقله في جنوب غرب البلاد، أوضح خلالها أن نظامه لن يسقط، مشدداً على أن الحلف الأطلسي مخطئ إذا ظن أن بإمكانه إسقاط حكمه. وأضاف الزعيم الليبي أن حلف الأطلسي يواجه في ليبيا شعباً مسلحاً بكامله، وقال أن مواجهة ليبيا هي مواجهة الملايين الذين لا يخافون من شيء، كما أكد القذافي أن النظام السياسي السائد في ليبيا هو نظام الشعب الليبي الذي اختاره وأقره ويمارسه حسبما أضاف.وقد احتشد ا عشرات الآلاف من أنصار القذافي في الساحة الخضراء بطرابلس لأداء صلاة الجمعة الأمر الذي يؤكد رفضه التنحي وهدد القذافي بإرسال مئات الليبيين لشن هجمات في أوروبا ردا على الحملة العسكرية التي يقودها حلف شمال الأطلسي ضده.أنصار القذافي وزعماء القبائل احتشدوا في الساحة الخضراء في طرابلس لأداء صلاة الجمعة والاستماع إلى الخطبة التي توقعت نهاية سريعة للتمرد، وقال الخطيب فيها لآلاف المصلين إن ليبيا يمكنها تنفيذ إصلاح دون تدخل من الغرب متهما المعارضين بأنهم "عملاء للغرب"، متسائلا كيف يمكن السماح بمثل هذا التدخل على ضوء ما حدث في العراق وأفغانستان، كما أشاد بالسعودية لعدم اعترافها بالمجلس الانتقالي. وقد رفض القذافي أي اقتراح يتضمن تخليه عن السلطة ووصف حملة حلف شمال الأطلسي بأنها عدوان استعماري يهدف إلى الاستيلاء على النفط الليبي.وفي المقابل قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في تصريح صحفي أول أمس الجمعة أنه يعتقد أن الوضع يتجه نحو نهاية حاسمة "عندما يدرك العقيد القذافي أن رحيله أمر ضروري لمستقبل ليبيا وشعبها" كما أضاف، وأوضح أثناء زيارته لأديس ابابا، أن الضغط على النظام الليبي يتصاعد ضد يزيد طوال الوقت، من خلال تكثيف الحملة العسكرية وزيادة الضغط الاقتصادي والدبلوماسي أيضا، وفي هذا الإطار وفيما قد يكون أحدث الضغوط المالية على القذافي، قالت صحيفة تركية أمس أن تركيا جمّدت ما قيمته مليار دولار من احتياطيات البنك المركزي الليبي المودعة في بنوكها.وفي الوضع الميداني قال مسعفون إن ستة مقاتلين على الأقل من المعارضة المسلحة قتلوا وأصيب 17 آخرين على خط المواجهة بالقرب من مصراتة على ساحل البحر المتوسط، وقال شهود عيان أن مقاتلي المعارضة يتحركون صوب مدينة زليتن المجاورة وهي ضمن سلسلة من المدن التي تسيطر عليها القوات الحكومية مما يعيق تقدمهم إلى طرابلس، في حين ينتظر مقاتلو المعارضة دعم حلف شمال الأطلسي أو نفاد ذخيرة قوات القذافي للتحرك من أجل السيطرة على وسط المدين"