أصر الحلف الأطلسي "ناتو" على مواصلة عملياته العسكرية في ليبيا رغم المنحى الخطير الذي بلغه تدخله في هذا البلد كانت أخر صوره الغارة التي قتل فيها يوم السبت نجل قائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي . وقد جاءت غارة الحلف الأطلسي بعد ساعات قليلة من دعوة العقيد معمر القذافي إلى وقف إطلاق النار بشكل متبادل وإجراء مفاوضات مع الناتو لإنهاء حملة القصف المستمرة منذ ستة أسابيع. وأعربت أوساط سياسية عن مخاوفها من استمرار خروج نشاط التحالف عن أطار تفويض مجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار رقم 1973 بما يشكل "تدخلا سافرا" في شؤون الدولة الليبية. وقد نفى الحلف الاطلسي استهداف نجل القذافي في تلك الغارة التي أقر بانه قصف خلالها "مبنى للقيادة والسيطرة في حي باب العزيزية" وأصر على ان اهدافه كانت عسكرية مرتبطة بالهجمات النظامية التي تشنها قوات القذافي على السكان. وكانت غارة مساء يوم السبت الاولى من نوعها التي تصيب افراد اسرة القذافي مباشرة. وأعلنت الحكومة الليبية في وقت متأخر من أمس مقتل سيف العرب القذافي وعدد من أحفاده في قصف الحلف استهدف منزله في طرابلس بيما نجا العقيد وزوجته . واتهم مصدر رسمي ليبي قوات التحالف الدولي بمحاولة اغتيال القذافي من خلال قصفها فجرأمس لمبنى في العاصمة طرابلس في الوقت الذي كان يتم بث خطاب له من مبنى مجاور . وقال التلفزيون الليبي ان العدوان الأطلسي اقترف محاولة إرهابية جبانة جديدة لاغتيال قائد الثورة في الساعات الأولى من صباح امس مشيرا الى "صواريخ طائرات الناتو أخطأت هذا المبنى وأصابت مبنى مجاور يضم مكتب النائب العام ومقر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان واللجنة الوطنية للطفولة الواقعة بالمبنى المجاور للإذاعة". وكان العقيد معمر الذافي كرر في خطابه دعوته الى التفاوض على وقف لإطلاق النار وقال ان على "الناتو" ان يفقد الأمل من مسألة رحيله أو تغيير النظام في بلاده. وقال القذافي "ليبيا ترحب بوقف إطلاق النار.. ومستعدة حتى هذه اللحظة أن تقبل بوقف إطلاق النار من طرفها لكن لا يمكن تنفيذ وقف إطلاق النار من طرف واحد". وأبدت الخارجية الروسية شكوكها إزاء تصريحات حلف شمال الأطلسي بأن اغتيال الزعيم الليبي معمر القذافي وأفراد أسرته ليس هدفا للغارات التي يشنها طيران التحالف الغربي على ليبيا. وحذرت الخارجية الروسية مجددا اليوم من العواقب الوخيمة لتطورات الوضع في ليبيا مع تصاعد حدة الضربات الصاروخية لطرابلس وبقية المدن الواقعة في غرب ليبيا. وقالت في بيان لها ان "المبالغة في استخدام القوة والخروج عن التفويض الذي منحه مجلس الامن الدولي في قراره 1973 سيؤدي الى عواقب وخيمة والتسبب في مقتل مزيد من المدنيين"مؤكدة ان نشاط التحالف يخرج عن أطار تفويض مجلس الأمن الدولي لتنفيذ القرار رقم 1973 ويشكل "تدخلا سافرا" في شؤون الدولة الليبية. كما طالب قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشئون الدولية بمجلس الدوما الروسي اليوم قادة الحلف بضرورة سرعة المبادرة بتقديم ايضاحات للمجتمع الدولى بشأن هذه الواقعة معربا عن قناعته بأنهم سيظهرون وكأنه لم يحدث أى شىء خطير, رغم أن العملية تنحرف أكثر فأكثر نحو تسوية النزاع بصورة غير مشروعة. يذكر أن 14 دولة من أصل 28 عضوا بحلف شمال الاطلسى تشارك فى العملية العسكرية ضد ليبيا وتتضمن شن غارات جوية وفرض حظر طيران بري وبحري لتطبيق حظر وصول أسلحة إلى ليبيا. كما ادان الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز مقتل احد ابناء العقيد الليبي وثلاثة من احفاده في غارة الناتو مبديا دهشته من كيفية استمرار القادة الاوروبيين في اسبانيا وفرنسا وايطاليا في دعم الغارات الجوية في ليبيا. وانتقد تشافيز الولاياتالمتحدة وحلف الناتو لشنهم الغارات الجوية على ليبيا, ووصف التدخل العسكري ب"الجنون".