89 بالمائة من المنتسبين لكاسنوس يسددون الحد الأدنى من الاشتراكات كشف المدير العام للصندوق الوطني للعمال غير الأجراء شوقي عاشق أمس أن 89 بالمائة من المنتسبين للصندوق المقدر عددهم بأزيد من 1.7 مليون، يسددون الحد الأدنى من الاشتراكات سنويا المحددة ب32 الف دج، بسبب التصريح الكاذب بالمدخول السنوي، معلنا عن تجنيد فرق الرقابة لتصحيح الوضع والحفاظ على الوضعية المريحة التي بلغها الصندوق. أبدى المدير العام لكاسنوس في ندوة صحفية نشطها بفوروم المجاهد امتعاضه من بعض المنتسبين للصندوق من بينهم تجار وحرفيون وأصحاب مهن حرة بسبب اكتفائهم بتسديد أدنى قيمة من الاشتراكات المحددة قانونا بحوالي 32 ألف دج سنويا، ما يمثل مدخولا لا يزيد عن 21 مليون سنتيم في العام، ويعادل هذا المبلغ الحد الأدنى للأجور ، موضحا أن من يتقاضى 18 ألف دج شهريا يسدد سنويا اشتراكات بقيمة 70 ألف دج أي ضعف ما يجنيه الصندوق من ممارسي المهن الحرة، وأرجع السيد عاشق هذه الوضعية إلى لجوء أغلب المشتركين إلى التصريح الكاذب للتهرب من دفع القيمة الكاملة للاشتراكات التي تناسب ما يجنونه من مداخيل، لذلك قام بتكليف فرق الرقابة للتحري في الأمر، وحث المعنيين على الامتثال للقانون، حفاظا على التوازن المالي للصندوق والوضعية المريحة التي حققها، المزمع استمرارها إلى غاية سنة 2025 في حال الحد من التجاوزات، مفيدا أيضا أن نسبة 2 بالمائة فقط ممن يدفعون أقصى قيمة من الاشتراكات بقيمة 64 مليون سنتيم سنويا. وقال المدير العام «لكاسنوس» إن إصرار أصحاب التصريحات الكاذبة على تسديد الحد الأدنى من الاشتراكات، سيتبعه تشكيل فرق رقابة مشتركة تتكون من مفتشي العمل ومراقبين من «لكناس» و»كاكوبات» وكذا أعوان من مصلحة الضرائب، للتحقق من الوضع المالي للمنتسبين للصندوق، للتحري بشأن التصاريح الكاذبة، ليتم جدولة الديون المترتبة عن ذلك مع المتعاملين، او إحالة الملفات على العدالة في حال التعنت، مصرا على ضرورة أن تتناسب الاشتراكات مع المدخول، لأن من غير المعقول أن يستمر الوضع على ما هو عليه، مضيفا أن الصندوق يقوم حاليا بعملية تحسيسية قبل أن يرفع الملفات العالقة إلى العدالة. وحقق الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للعمال غير الأجراء مداخيل بقيمة 70 مليار دج خلال سنة 2017، بارتفاع نسبته 60 بالمائة مقارنة بما جناه سنة 2016، بفضل العمل التحسيسي، ويمثل هذا المبلغ قيمة الاشتراكات التي تمثل 66.7 مليار دج، وكذا تحصيل الاشتراكات المتأخرة بقيمة 3.3 مليار دج، ويقدر العدد الإجمالي للمنتسبين للصندوق الذين يسددون اشتراكات بطريقة منتظمة أزيد من 891 ألف مشترك، وذلك من ضمن أزيد من 1.7 مليون منتسب للصندوق، من مجموع حوالي 3 ملايين شخص يمارسون مهنا حرة، على غرار التجارة والفلاحة والصناعات الحرفية وكذا مكاتب المحاماة والطب وغيرها. ويشكل هدف ضم جميع ممارسي المهن الحرة تحديا فعليا أمام الصندوق، الذي تمكن من تحقيق التوازن المالي بعد أن كانت نفقاته تفوق بكثير المداخيل، كما قام بتسديد ديونه اتجاه عدة هيئات بقيمة 34 مليار دج، وتتمثل خاصة في مصاريف علاج المرضى المشتركين في كاسنوس، من خلال التعاقد مع عدد من المؤسسات الصحية، من بينها عيادات جراحة القلب التابعة للقطاع الخاص. واعتبر السيد عاشق أن دفع القيمة الفعلية للاشتراكات من شأنه أن يضمن مستقبلا مريحا للمنتسبين للصندوق من أصحاب المهن الحرة، عن طريق منحة التقاعد التي سيستفيدون منها بعد سنوات من العمل، وأن العمل ما يزال طويلا أمام الصندوق لتصحيح بعض الوضعيات العالقة، جراء عزوف نسبة 55 بالمائة من أصحاب المهن الحرة على الانضمام للصندوق، في حين أن نسبة 48 بالمائة من المنتسبين لا يدفعون الاشتراكات، ويضاف إلى ذلك أن 89 بالمائة من المشتركين يسددون الحد الأدنى، ومع ذلك استبعد المصدر رفع القيمة الدنيا للاشتراكات، مقابل تكثيف العمل لتحصيل المستحقات والتشجيع على الانتساب للصندوق لضمان صحته المالية على المدى البعيد.