دعت أمس ، وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط من تيزي وزو، رؤساء المؤسسات التربوية والمفتشين التربويين إلى ضرورة التحلي باليقظة والالتزام في ظل التهديدات التي يرسمها السياق الجيو-سياسي، مذكرة بأن التربية قبل كل شيء مرفق عمومي، مما يتطلب حسبها التمسك بأخلاقيات المسؤولية ، مجددة تمسك دائرتها الوزارية بالحوار مع الشركاء الاجتماعيين مع تشجيعهم على الذهاب نحو أخلاقيات العمل النقابي. بن غبريط خلال زيارة عمل قادتها إلى ولاية تيزي وزو مساء أمس السبت والتي ستدوم يومين، قالت إن التوقف شبه الدوري لتمدرس التلاميذ، مهما كانت مشروعية أو عدم مشروعية الأسباب، يجعلنا خارج المقاييس العالمية فيما يخص عدد أسابيع الدراسة، ويحرم المتعلمين من الكفاءات الضرورية لمتابعة المسار الدراسي، مضيفة أن هذا الأمر يجعل التلاميذ في وضعيات غير متساوية ، ويخل بمبدأ الإنصاف، الذي يعتبر من الأسس التي يقوم عليها النظام التربوي الجزائري. و تساءلت وزيرة التربية الوطنية، "ألم يحن الوقت لصحوة الضمير والتجنيد الايجابي؟"، داعية إلى العمل جماعيا لضمان استمرارية التمدرس، وقالت إنه دون ذلك يكون من غير اللائق أن نطلب من التلميذ تحقيق نتائج حسنة ونطالب بترتيب أحسن للمدرسة الجزائرية في التصنيفات الدولية، داعية المفتشين التربويين والمديرين في كل ولايات الوطن ، للتواصل والإقناع على أن التلميذ يجب أن يكون فوق كل الاعتبارات، مؤكدة أن دائرتها ستبقى متفتحة على كل الاقتراحات التي يمكن أن تحسن الممارسات ومردود المنظومة التربوية. ودعت بالمناسبة المديرين إلى احترام القوانين والمساهمة الفعالة في مسعى العصرنة الذي يضمن الشفافية والسرعة والمتابعة مع الإصغاء للانشغالات والتشاور لبناء الجماعة التربوية للمؤسسة، والتي لا يمكن تجسيدها إلا بالتزام و الحياد، وقالت " أريد من المديرين أن يقيموا جسورا للحوار مع مختلف الشركاء الاجتماعيين، الذين بإمكانهم المساهمة بشكل فعلي ، في حملات التحسيس وتحسين ظروف تمدرس التلاميذ". من جهة اخرى قالت بن غبريت ، أن ممارسة مهنة التعليم لا تقتصر على تبليغ المعارف التعليمية فحسب، بل تتضمن أيضا بعدا أخلاقيا يفترض في المعلم أن يكون مثابرا في عمله، وقدوة في الإنصاف والتسامح والمواطنة والإخلاص والشعور بالمسؤولية، والحرص على أداء الواجب بمثالية لكل أعضاء الجماعة التربوية والابتعاد عن كل ما من شأنه الإساءة لمهنة التعليم و ميثاق أخلاقيات قطاع التربية الوطنية و المبادى العامة . وأكدت ، سعي وزارتها إلى حل المشاكل الاجتماعية والمهنية العالقة على المستوى المحلي، مع العمل على تحسين أداء المدرسة الجزائرية، باقتراح بدائل بيداغوجية وتعليمية مبتكرة. بن غبريت، أوضحت أن الزيارات الدورية التي تقوم بها إلى مختلف ولايات الوطن، هي إدراك منها لأهمية الإصغاء للفاعلين بالقطاع، الذين لديهم معرفة دقيقة بالميدان، وقالت أن هذا التسيير الجواري يسمح لها بتكوين صورة واضحة عن أداء المنظومة التربوية ميدانيا، لأنه من المهم كما أضافت وضع الأمور في سياقها. الوزيرة ذكرت في ذات السياق بالإمكانيات التي سخرتها الدولة لقطاع التعليم، وقالت أن الدولة لم تتوقف يوما عن إعطاء عناية خاصة لقطاع التربية الوطنية بمنحه موارد هامة، وحتى في الظرف الحالي، مضيفة أن رئيس الجمهورية يؤكد في كل مرة على المكانة الإستراتيجية للتربية، بمنح مناصب مالية ومواصلة التوظيف في القطاع مع رفع التجميد على كل المشاريع التربوية، وقالت " إننا مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بتقديم المقابل ، نظير هذا الدعم والاستثمار الكبير للدولة ، ويجب أن يتجسد هذا من خلال التزام وتجنيد كل أفراد الجماعة التربوية ،سيما رؤساء المؤسسات المدرسية والمفتشون. وفي ذات السياق، دعت وزيرة التربية الوطنية المفتشين لتحسيس المترشحين للامتحانات الوطنية، بفائدة الاطلاع على الموارد البيداغوجية التي تتضمنها الأرضية البيداغوجية الرقمية للديوان الوطني للتكوين والتعليم عن بعد، وقالت أن دائرتها الوزارية جعلت من البيداغوجيا، أولوية لهذا الموسم الدراسي 2017/2018، لذلك تضيف الوزيرة "نحن ننتظر منكم الكثير، في الوقت الذي فتحنا فيه العديد من الملفات البيداغوجية، التكوين، نظام التقييم البيداغوجي وغيرها، مؤكدة بأن وزارتها لديها قناعة بان المفتشين بإمكانهم المساهمة بشكل نوعي في رفع أداء المنظومة التربوية، وتحسين نتائج المتعلم.