حققت حمراء عنابة فوزا صعبا على حساب شباب حي موسى في مباراة احتفظت بكامل أسرارها إلى غاية الوقت بدل الضائع قبل أن ينجح "الجوكير" رحيم في ترجيح كفة أصحاب الأرض، بهدف قاتل، لتتذوق بذلك الحمراء طعم الفوز لأول مرة بعد 7 جولات عجاف. المقابلة سارت في بدايتها على وقع سيطرة مطلقة للمحليين، لأن تشكيلة "الفيلاج" ركنت كلية إلى الدفاع، لكن غياب الفعالية لهجوم أصحاب الأرض أبقى الشباك نظيفة طيلة المرحلة، رغم الفرص الكثيرة التي أتيحت لكل من مصدق، حراز وبن فيالة، والتي كانت أخطرها في الدقيقة 29، لما كانت رأسية المدافع بولحليب متجهة إلى شباك الحارس سويعد، إلا أن قردوح أبعد الكرة من على خط المرمى. إلى ذلك فإن الزوار اعتمدوا على بعض المرتدات الهجومية و التي لم تشكل خطورة كبيرة على مرمى الحارس كحول، خاصة وأن المهاجم قاسمي كان معزولا وسط الدفاع العنابي، بينما كان اللعب منحصرا في منطقة الشباب، من دون النجاح في تجسيد الفرص الكثيرة. فيزيونومية اللعب تغيرت مع بداية الشوط الثاني، لأن أبناء "الفيلاج" تمكنوا من افتتاح باب التسجيل في الدقيقة 51، بعد خطأ فادح من الحارس كحول في التعامل مع الفتحة العرضية لقردوح، وهو الخطأ الذي استغله بولبريمة و يودع الكرة بكل سهولة في الشباك. هذا الهدف المباغت الذي جاء عكس مجرى اللعب دفع بالمحليين إلى الرمي بكامل ثقلهم في الهجوم سعيا لتدارك الوضع، في الوقت الذي ارتأى فيه المدرب رواس المراهنة على ورقة البديل رحيم لتفعيل القاطرة الأمامية، و هو الكوتشينغ الذي كان ناجحا، بدليل أن هذا "الجوكير" قلب الموازين، و تمكن في الدقيقة 62 من الحصول على مخالفة على مشارف منطقة العمليات، نفذها مصدق وأسكن من خلالها جوامع الكرة في شباك الحارس سويعد برأسية محكمة. باقي الدقائق سارت على وقع سيطرة مطلقة للمحليين، مع تحمل دفاع الشباب عبء المباراة، ولو أن الدقيقة 84 عرفت توقف اللقاء لمدة قاربت 10 دقائق إثر احتجاجات عارمة للاعبي ومسيري حمراء عنابة على طاقم التحكيم، على اعتبار أن بن فيالة سجل هدفا برأسية، أقر حكم الساحة بن جهان بشرعيته، لكن المساعد بن سنوسي رفضه بداعي التسلل، وهو القرار الذي فجر موجة من الاحتجاجات. منعرج اللقاء كانت في الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع، لما استغل "الجوكير" رحيم كرة مرتدة ليوجه تسديدة أرضية من خارج منطقة العمليات خادعت الحارس سويعد واستقرت في شباكه مفجرا فرحة كبيرة في المدرجات.