كفّرته مصر وقتله فيروس أندونيسي توفي أمس الاثنين المفكر المصري نصر حامد ابو زيد، الذي اثارت كتاباته في الفكر الاسلامي جدلا واسعا، عن 67 عاما في احد مستشفيات القاهرة اثر إصابته بفيروس مجهول خلال زيارة له الى اندونيسيا قبل اسابيع وقالت ابتهال يونس زوجة المفكر المصري ان زوجها توفي صباح الاثنين في مستشفى الشيخ زايد التخصصي في مدينة 6 اكتوبر قرب القاهرة. وشيع جثمانه في قريته في نفس اليوم..وكان أبو زيد أثار جدلا واسعا بكتاباته في الفكر الاسلامي ومعارضته سلطة النص المطلقة. وقد أصدرت محكمة الأحوال الشخصية بناء على مراجعة قرارا بتطليقه من زوجته لأنه اعتبر مرتدا عن الاسلام.واثر هذا الحكم اضطر للجوء مع زوجته استاذة الادب الفرنسي في جامعة القاهرة إلى هولندا.ولد أبو زيد في قرية قحافة بمحافظة طنطا (90 كلم شمال القاهرة) في العاشر من جويلية 1943 وحصل على دبلوم المدارس الثانوية الفنية الصناعيةقسم اللاسلكي عام 1960 وعمل بضع سنوات حتى استطاع ان يوفر لنفسه فرصة الدراسة الجامعية.وفي 1972 حصل على الليسانس من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب في جامعة القاهرة بتقدير ممتاز، ثم ماجيستير من الكلية نفسها في الدراسات الاسلامية في 1976 بتقدير ممتاز أيضا. وفي 1979 حصل على دكتوراه في الدراسات الاسلامية من الكلية نفسها. وعمل استاذا في جامعة القاهرة. واصدر ابو زيد العديد من الكتب من اهمها "الاتجاه العقلي في التفسير: دراسة في قضية المجاز في القران عند المعتزلة" و"فلسفة التأويل: دراسة في تأويل القرآن عند محيي الدين بن عربي" و"أنظمة العلامات في اللغة والأدب والثقافة: مدخل إلى السميوطيقا" و"مفهوم النص: دراسة في علوم القرآن".كما ألف "إشكاليات القراءة وآليات التأويل" و"الامام الشافعي وتأسيس الايديولوجية الوسطية" و"نقد الخطاب الديني" و"المرأة في خطاب الازمة" و"التفكير في زمن التكفير" و"الخلافة وسلطة الامة" و"القول المفيد في قصة ابو زيد" و"النص، السلطة، الحقيقة" و"دوائر الخوف: دراسة في خطاب المراة" و"الخطاب والتأويل" و"هكذا تكلم ابن عربي" و"اليسار الاسلامي: اطلالة عامة".وقام بالتدريس أيضا في جامعة اوساكا اليابانية وكان كذلك أستاذا زائرا في جامعة ليدن في هولندا.ومن اهم المعارك الفكرية التي خاضها، تلك التي اندلعت اثر تقديمه أبحاثه للحصول على درجة الأستاذية في جامعة القاهرة واتهامه بالكفر من قبل المفكر الإسلامي المقرب من شركات توظيف الأموال في حينها عبد الصبور شاهين الذي كان عضوا في لجنة للترقيات، وأيده في تكفيره أساتذة آخرون في الجامعة بينهم محمد بلتاجي واحمد هيكل وإسماعيل سالم الذين الفوا كتبا تكفر ابو زيد.ومن ابرز افكار ابو زيد التي استند اليها شاهين في تكفيره "الدعوة للتحرر من سلطة النصوص و أولها القرآن الكريم، النص الأول والمركزي في الثقافة والنص المهيمن والمسيطر في الثقافة"، مشيرا الى ان "النص نفسه "القرآن" يؤسس ذاته دينا وتراثا في الوقت نفسه".ورأى ابو زيد انه "آن أوان المراجعة والانتقال الى مرحلة التحرر لا من سلطة النصوص وحدها، بل من كل سلطة تعوق مسيرة الانسان في عالمنا، وعلينا أن نقوم بهذا الآن وفورا قبل أن يجرفنا الطوفان".وكان أبو زيد في الفترة الاخيرة يقوم بزيارات متقطعة الى مصر، وقد شارك في عدد محدود من الندوات التي نظمت له في بلده الى ان توجه الى اندونيسيا حيث اصيب بفيروس غامض عاد على اثره الى مصر للعلاج.وفاز ابو زيد بالعديد من الجوائز بينها جائزة عبد العزيز الأهواني للعلوم الانسانية من جامعة القاهرة (1982) ووسام الاستحقاق الثقافي من الرئيس التونسي زين العابدين بن علي (1993) وجائزة اتحاد الكتاب الاردني لحقوق الانسان (1996) وميدالية "حرية العبادة" من مؤسسة اليانور وتيودور روزفلت (2002) وجائزة مؤسسة ابن رشد للفكر الحر (2005). وكالات