قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى أمس إن الوهابية لا تمثل أي مشكل، وأن الخطر يكمن في الشحن الطائفي، واتهام الآخر بأنه خرج عن الدين، موضحا بأن المبدأ السائد في المملكة العربية السعودية بالنسبة لكافة وفود الحج يقوم على حرية الأداء والتوجيه والمرافقة، مؤكدا بأن الوهابية ليست البعبع الذي تتحدث عنه بعض الدوائر. وانتقد وزير الشؤون الدينية في ندوة صحفية نشطها عقب افتتاح صالون الحج والعمرة بقصر المعارض بالعاصمة بحضور سفير المملكة العربية السعودية سامي عبد الله، ووزراء الإعلام والصحة والسياحة، ما أثير مؤخرا بشأن التهديدات التي تمثلها الطائفة الوهابية على المرجعية الدينية الوطنية، موضحا بأن الجزائريين طيلة عشرات السنين وهم يؤدون مناسك الحج، لم تعترضهم أي مشاكل من هذا القبيل، مضيفا إن «البعبع الذي نسمع عنه في بعض الدوائر ضد عدو خيالي ليس صحيحا»، وإنما العدو الحقيقي هو الشحن الطائفي، واتهام الآخر، أي من ينتهجون الوهابية أو الصوفية وكذا الإخوان وحتى السلطة بالخروج عن الدين. وأكد محمد عيسى أنه لم يتعرض لأي تشويش حينما كان يترأس هيئة الفتوى في الحج خلال سنوات ماضية، لأن المبدأ السائد في المملكة العربية السعودية يقوم على حرية الأداء والتوجيه والمرافقة بالنسبة لكافة وفود الحج، مطمئنا باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتحصين الحجاج الجزائريين من الطائفية، من خلال تنصيب خمسة لجان تتولى إلى جانب الإعاشة والمرافقة والنقل والتأطير، شرح الخطاب الديني بالتنسيق مع وزارة الحج السعودية، التي تتقاسم معها وزارة الشؤون الدينية الانشغال المتعلق بإمكانية اختراق أفكار ثورية ومنحرفة صفوف الحجاج، خاصة وأن موسم الحج سيشهد وفود أزيد من 3 ملايين حاج من كل أصقاع المعمورة، وأضاف الوزير أن هيئته وجهت تعليمات لاعتماد مبدأ التيسير في تقديم فتاوى ميسرة لتسهيل الأمر على الحجاج ورفع الحرج عنهم، لتمكينهم من أداء المناسك على أكمل وجه، على غرار ما تقوم به باقي هيئات الإفتاء. وفي سياق تنظيم الحج، أعلن الوزير عن تمكين أصحاب تأشيرات المجاملة لأول مرة من نفس الخدمات التي يحصل عليها الحجاج النظاميون من قبل ديوان الحج وكذا الوكالات المؤطرة للموسم، خاصة بمشعر منى، دون أن يضطروا لمزاحمة باقي الحجاج في الخيام، مما سيرفع الحرج عنهم شريطة تسديد كافة التكاليف على مستوى البنك، وذلك بقرار من المجلس الوزاري المشترك الخاص بالتحضير لموسم الحج المقبل، وبشأن تصحيح الاختلالات التي اعترضت مسار الإسكان الإلكتروني، طمأن المصدر بسهر مصالحه على تصحيح مواضع النقض، سيما وأن مشاكل الإسكان خصت بعض الحجاج فقط، على أن يتم استغلال الفترة الممتدة ما بين منتصف شهر ماي المقبل، موعد انتهاء كافة الإجراءات التحضيرية لموسم الحج، و25 جويلية المقبل موعد انطلاق أول رحلة باتجاه البقاع لمراجعة كافة المخططات. كما قرر ديوان الحج والعمرة بالتنسيق مع وزارة الصحة تدعيم بعثة الحج بأطباء أخصائيين في الأوبئة بطلب من وزارة الحج السعودية، للتكفل الأمثل بالحجاج الجزائريين، إلى جانب رفع عدد أعوان الحماية المدنية إلى 200 عضو بعد أن أكدوا كفاءة عالية في تأطير ومرافقة الحجاج خاصة في المشاعر، وبشأن تكلفة الحج الإجمالية، قال محمد عيسى إنها الأخفض مقارنة بدول الجوار، بالنظر إلى دعم الدولة ، فضلا عن تأجير فنادق قريبة من الحرم لكن بأسعار معقولة، إضافة إلى ضمان الأدوية والتغطية الصحية للحجاج. وفي تعقيبه على انشغالات حجاج المهجر بشأن ارتفاع تكلفة الحج والعمرة، ورغبتهم في الانضمام إلى الرحلات التي تنظم داخل الوطن باتجاه البقاع المقدسة، أكد محمد عيسى أن حجاج الجالية لديهم نفس الحقوق، ويمكنهم التسجيل في المسار الإلكتروني، وأن هيئته اقترحت التنسيق ما بين مسجد باريس وديوان الحج والعمرة في كراء العمائر للاستفادة من نفس التخفيضات، علما أن تكلفة الحج بالنسبة لحجاج الجالية تقدر بحوالي 2600 أورو بالنسبة لكل حاج، وفيما يتعلق بإمكانية رفع حصة الجزائر من حيث العدد الإجمالي للحجاج المقدر حاليا ب 36 ألف حاج، ليتناسب مع عدد السكان البالغ حوالي 41 مليون نسمة، أرجأ محمد عيسى رفع هذا الطلب إلى غاية قيام السلطات السعودية بفتح مجال رفع الحصص، مضيفا بأن الإجراء مرهون بظروف الاستقبال بمشعر منى، في ظل وجود اجتهادات لجعل الإقامة أكثر يسرا بالمكان.