الشاب عراس والشيخ بوزاهر يلمعان في سماء كويكول السهرة الثانية من فعاليات مهرجان جميلة العربي كانت من توقيع الشيخ بوزاهر، والفنان يوسف دالي والشاب ميلود والشاب عراس وسعيد الصنهاجي من المغرب، حيث استمتع الجمهور بكوكتيل الإيقاع الموسيقي لطبوع الأغنية العربية والمحلية. كان الجمهور طيلة السهرة يهتف باسم الشاب عراس، فقد ساد السهرة حالة من الركود مع تراجع نسبة الإقبال مقارنة بالسهرة الأولى التي شهدت حضورا قياسيا. فالشباب وهم الأغلبية التي تشكل رواد السهرات يقدمون دعمهم لمن يغني ويعزف على أوتارهم. فكما كان للشاب عراس نصيب في هذه السهرة، كان أيضا للمغربي القادم من الدارالبيضاء سعيد الصنهاجي نصيب من تجاوب الجمهور وهو الذي قال قبل اعتلائه المنصة أنه يعرف ميولات الشباب، لذلك اختار الدخول ب "العيطة" ليستميل قلوب عشاق الأغنية الشبابية. جمهور جميلة رحب كثيرا بنجم الأغنية الشاوية الشيخ بوزاهر ابن خنشلة الذي صال وجال في رحاب الأغنية البدوية، حيث كشف قبل اعتلائه المنصة أنه سيفاجأ الجمهور بأغنية ابدعها منذ نصف ساعة فقط بعنوان "جميلة" التي يقول مطلعها جميلة.. جبل هبلني.. وخلالي قلبي محتار، وتواصلت أغانيه على ايقاع الناي والبندير، رددت الأطلال معه ايقاعاتها القوية، وقد أنتشى الجمهور بسحر الأغنية البدوية بالموال الذي تختزله حركة الرحابة فوق المنصة. ولم يأت الشاب دالي والشاب ميلود بأي جديد ، ومن الراي إلى الأجواء الأندلسية مع الفنان عزالدين بوعبدالله ابن تلمسان الذي استهل الحفل بتبريكة "الحمد لله نلت قصدي وبلغت منايا"، هذا الفنان يشارك لأول مرة في مهرجان جميلة ورغم ذلك ترك بصمات على ركح المسرح الروماني حيث استطاع أن يندمج مع الحضور ويستقطب اهتمام عشاق الأغنية الأندلسية رغم أن الجمهور كان ينتظر المزيد من الايقاعات الرايوية التي يميل لها الشباب في مثل هذه التظاهرات ولكن التنويع في الطبوع ترك المجال مفتوحا للمفاجأة طبعا، حيث لم يستطع الحضور المغادرة رغم تجاوز عقارب الساعة منتصف الليل، لم تنقطع صيحات المشجعين وتمايلهم حيث استطاع الشاب عراس أن يضفي الحيوية كما فعلها قبله الصنهاجي الذي أطلق "الطكطوكة" – تدير رايها- ويبدو أن المنظمين قد تداركوا النقص الذي سجل في اليوم الأول الذي كاد أن يحدث مالا يحمد عقباه أمام التدفق الكبير للمواطنين، فرغم الإجراءات الصارمة وجدوا أنفسهم أمام تحد كبير، إلى أن عادت الأمور إلى نصابها في اليوم الثاني وما ساعد على ذلك أيضا الانتشار الكبير لأعوان الأمن. وما يقال عن التنظيم يقال أيضا عن البرمجة، فالملاحظة التي يثيرها المتتبع للسهرات هو وجود تنسيق بين مختلف الطبوع، فالسهرة الواحدة تضع أمام الجمهور كوكتيل متنوع من الطبوع الغنائية، وهذا في الحقيقة يروق الساهرين مثلما لاحظنا ذلك في سهرة أول أمس حيث استمتع الحضور بعدة طبوع من البدوي الى العصري إلى الأندلسي، الراي، والعيطة المغربية، ما جعل الجمهور يخرج في نهاية السهرة راض عما قدم له من أطباق في برنامج اليوم الثاني. ع.مرزوق