ألمانيا اسبانيا حكاية ثأر بين الآلة الجرمانية الرهيبة والثيران الاسبانية يحتضن سهرة اليوم ملعب دوربان بجنوب إفريقيا قمة نارية ثأرية ملتهبة، ستكون نسخة مكررة لنهائي أورو 2008 الذي شهد تتويج "لاروخا" على حساب المانشافت.قمة ستضع آلة ألمانية شابة أبدعت وأمتعت أمام بطلين عالميين سابقين (انجلترا والأرجنتين)، وجها لوجه مع ماتادور اسباني أظهر في سالف خرجاته تحكما في الكرة وقدرة فائقة على الإطاحة بالمنافسين، مواجهة ستكون مفتوحة على كل الاحتمالات لاكتساب طرفيها صفات البطل وامتلاكهما مقومات النجاح ووسائل فرض الذات وإمكانات إطالة الأفراح والاحتفالات. المانشافت بقيادة مهندسها البارع يواكيم لوف وبعد طرحها أرضا كبيرين وبرباعية، ستنشط نصف النهائي الثاني عشر في سجلها بمعنويات تعانق السحاب وبهجوم رهيب سجل ثلاثة عشر هدفا يقوده مهاجم بايرن ميونيخ ميروسلاف كلوزه صاحب أربعة أهداف حتى الآن ووسط ميدان نشط يقوده شفاينشتايغر وأوزيل وبرودولسكي وخضيرة ودفاع شبيه "بجدار برلين" لم يهتز سوى في مناسبتين، وفي الجهة المقابلة يقف بشموخ الماتادور الاسباني بتشكيلة متألقة تعتمد على الكرات القصيرة، ومنسجمة عبر كافة خطوطها أين يبرز نجوم العملاقين البارصا والريال في صورة بيكي وبويول وانييستا وقزافي وراموس وكازياس والونزو والقناص فيا . ما دفع الناخب الألماني يواكيم لوف إلى التصريح " اسبانيا فريق صعب المراس ، يملك في صفوفه أكثر من ميسي واحد وهو مزيج بين العملاقين البارصا والريال" في الوقت الذي تواصل صيام الهداف البارع توريس الذي منح اسبانيا تاجها القاري قبل سنتين أمام ذات المنافس، ما يدفع إلى الاعتقاد أن "النينو" يحتفظ بأهدافه إلى الجرمان في موقعة اليوم. والجميل في موعد السهرة معرفة الفريقين بعضهما وامتلاك كل طرف أوراقا رابحة يفضل الناخبان لوف وديل بوسكي تأجيل الكشف عنها إلى حين الاحتكام إلى أرضية الميدان، فقد صرح صخرة دفاع "لاروخا" بيكي بخصوص المنافس الألماني "إنه فريق كبير، يضم لاعبين ممتازين. سوف يكون إيقافهم أمرا في غاية الصعوبة لأنهم يعيشون الآن وقتا من أزهى أوقاتهم وسيخوضون المباراة مفعمين بالثقة والحماس بعد انتصاراتهم المظفرة على إنجلترا والأرجنتين. ونحن أيضا نعيش حالة طيبة جدا. فقد أثبتنا أننا أقوياء في الدفاع، ولم تهتز شباكنا في المباراتين الأخيرتين. ولكنها ستكون مواجهة صعبة.". وجاء الرد سريعا من ضابط إيقاع المانشافت شفاينشتايغر الذي قال لوسائل الإعلام "ما يهم حاليا هو الحفاظ على حالة التركيز على الهدف المسطر وإيجاد الطريقة المثلى للإطاحة بالفريق الاسباني، ورغم صعوبة المأمورية يحدونا أمل هزم عملاق كروي آخر قبل بلوغ النهائي" وعن المنافس الأيبيري أضاف" طريقة لعبه وتتويجه قبل عامين وكيفية تأهله للمونديال، أشياء تعني الكثير وتتطلب احترامه. كما ان قزافي وانييستا وبأيكي والونزو لاعبون رائعون ، وحتى نتمكن من هزمهم علينا اللعب بطريقة جماعية كما كان الحال ضد الأرجنتين. ونحن نعلم انق زافي وانييستا هما ضبطا إيقاع الفريق وممول فيا وتوريس بالكرات". ومع ذلك يبقى اللقاء يحتفظ بكل أسراره لأن بطل أوروبا سيكون اليوم على المحك ، في ظل الصعوبة التي قد يجدها لتخطي عقبة الألمان، حيث لم يتأهل في الدورين السابقين سوى بأقل نتيجة ممكنة ومن تسجيل "الرجل 80بالمائة" دافيد فيا، في الوقت الذي اتخذت المانشافت منحى تصاعديا وقدمت أرقى المستويات في ثمن وربع النهائي، وهي اليوم مطالبة بتحقيق الفوز الأهم والفاصل عن محطة التتويج.