صنف رئيس اتحاد عين البيضاء حليم بركاني، نجاة فريقه من السقوط إلى قسم ما بين الرابطات في خانة «المعجزة» التي تجسدت على أرض الواقع، وأكد في هذا الصدد بأن كل المعطيات كانت ترشح «الحراكتة» للسقوط، بالنظر إلى الظروف الاستثنائية التي مر بها النادي، خاصة في منتصف الموسم. بركاني، وفي حوار خص به النصر، أشار إلى أن تحرك بعض الغيورين في المنعرج الحاسم كان كافيا لقلب الموازين، وذلك بتشكيل لجنة انقاذ، مع تدخل السلطات المحلية بصورة مباشرة سعيا لإيجاد مخرج من الأزمة المتعددة الجوانب، فكانت ثمرة هذا التجند نجاح الفريق في المحافظة على مكانته في وطني الهواة، ولو أن محدثنا تطرق أيضا إلى الوضعية التي عاشها في الجولات الأخيرة من الموسم، ومستقبله على رأس النادي، وأمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في الدردشة التي كانت على النحو التالي: ما هو شعورك بعد النجاح في تفادي السقوط، خاصة بعد الفوز المحقق في تبسة؟ لا أخفي عليكم سرا، إذا قلت بأن محافظة الاتحاد على مقعده في حظيرة الهواة عبارة عن معجزة، لأن كل المتتبعين كانوا قد جزموا بأن فريقنا سيكون أول النازلين إلى قسم ما بين الرابطات، وهذا بمراعاة الوضعية التي كان يتخبط فيها، لأنه ومنذ الفوز المحقق على اتحاد عنابة في الجولة 18 تعرض الاتحاد لعقوبة الحرمان من اللعب داخل الديار في 4 مباريات، فضلا عن العقوبات الشديدة التي سلطت على الكثير من عناصرنا، إثر الأحداث التي تخللت مقابلتينا ضد كل من وفاق القل وهلال شلغوم العيد، وقد بلغت الأمور حد تواجد 19 لاعبا دفعة واحدة تحت طائلة العقوبة، دون تجاهل الأزمة الخانقة التي عاش على وقعها النادي، بسبب انسحاب اعضاء المكتب المسير، ومقاطعة اللاعبين للتدريبات والمباريات الرسمية في فترة جد حساسة. لكن المصير بقي معلقا إلى غاية آخر مباراة في الموسم؟ الأكيد أن هذه الظروف الاستثنائية لم تكن تساعد أي فريق على التواجد في أريحية، غير أن تحرك بعض الأطراف في الوقت المناسب سعيا لتدارك الوضع، وترتيب البيت ساهم في بعث بصيص من الأمل في القدرة على تحقيق «المعجزة»، فوجدنا أنفسنا مجبرين على الفوز في تبسة للخروج نهائيا من منطقة الخطر، وهو أمر لم يكن أكبر المتفائلين يراهن عليه، لكن سلسلة الانتصارات التي سجلها الاتحاد في نهاية الموسم، عادلت ما أحرزه على مدار ثلثين من المشوار، وما تحقق في الجولة الختامية بتبسة كان بفضل سلاح الإرادة، لأن اللاعبين أبدوا إصرارا كبيرا على رفع التحدي، وانقاذ الفريق من السقوط، خاصة وأن هذه المقابلة تزامنت مع دخول اتحاد تبسة، في أجواء العطلة منذ جولتين بعد ترسيم البقاء، بدليل أن إدارته راهنت في آخر لقائين على تشكيلة الأواسط، فعرفنا كيف نستثمر في هذه الوضعية ونحرز 3 نقاط غالية، كانت بوزن البقاء. وماذا عن مهمة لجنة الانقاذ والمخطط الذي نفذته لتحقيق البقاء؟ لم يكن من السهل الخروج من الأزمة متعددة الجوانب، التي تخبط فيها النادي، لأن تهاطل عقوبات الرابطة عليه بلغ الذورة، ومقاطعة اللاعبين تواصلت، وحتمية اللعب خارج القواعد، في غياب الجمهور زادت الطين بلة، فما كان على أعضاء «الديريكتوار» سوى رفع الراية البيضاء، ودق جميع الأبواب بحثا عن حلول ميدانية كفيلة باخراج الفريق من عنق الزجاجة، سيما وأن النتائج كانت سلبية على طول الخط، لنجد أنفسنا مرغمين على تلبية النداء، بالموافقة على التواجد ضمن لجنة الانقاذ التي شكلها رئيس البلدية، غير أن الجميع انسحب، فبقيت وحيدا مع بعض أعضاء المكتب المسير، لأن مشاكل النادي كانت كثيرة، وغياب الأموال كان السبب الرئيسي في هذه الأزمة، بسبب اشكالية الرصيد البنكي المجمد، وهنا بودي أن أفتح قوسا لتوضيح شيء مهم. تفضل ... ما هو؟ موافقتي على التواجد على رأس لجنة الإنقاذ، كانت بنية المساهمة في انقاذ الفريق من السقوط، لأن الخبرة التي أمتلكها في التسيير جعلتني أقتنع بأن سقوط الاتحاد إلى قسم ما بين الرابطات يكون خطوة لانهيار كبير نحو الأقسام السفلى، لأنني أعرف البيت جيدا، بعدما ترأست النادي لموسمين في بداية العشرية الجارية، رغم أنني كنت على دراية مسبقة بأن المهمة جد معقدة، والخطوة الميدانية الأولى التي قمنا بها تمثلت في محاولة لم الشمل، واقناع اللاعبين بالعودة إلى أجواء التدريبات، على اعتبار أنهم كانوا قد قاطعوا المنافسة على خلفية عدم تلقي مستحقاتهم، وقد تحدثت معهم في هذا المجال، وأقدمت على منحهم رواتب شهرين، مع تسديد علاوات الفوز بالمباريات على الفور، بعد نهاية كل لقاء، في إجراء كان المغزى منه محاولة تحفيز التشكيلة، والرفع من معنوياتها، مع خلق جو عائلي داخل المجموعة، بالتفكير في مستقبل الفريق بعيدا عن اشكالية المستحقات. الأكيد أن مؤشر المصاريف تصاعد في الجولات الأخيرة من البطولة بالنظر إلى هذه المعطيات؟ إقناع اللاعبين بالعودة إلى الفريق، والموافقة على اتمام الموسم لم يكن بالأمر السهل، كما أن اشكالية تجميد الرصيد البنكي زادت في تعقيد الوضع، في غياب اي دعم مالي من السلطات المحلية، ولو أن المهم في مثل هذه الظروف انقاذ الفريق من السقوط، وترتيب البيت كلفنا قرابة 1,5 مليار سنتيم من مالي الخاص، لأنه لم يكن من السهل إعادة القطار إلى السكة الصحيحة، لكن تجاوب اللاعبين مع المخطط الذي رسمناه قابله رد فعل إيجابي من الأنصار، لأننا حظينا بدعم جماهيري كبير في المباريات الأخيرة من البطولة، بتجند كل «الحراكتة»، وقوفهم إلى جانب الفريق، وهو عامل جد مهم، زاد في تحفيز التشكيلة من أجل الوصول إلى المبتغى، لتكون ثمار ذلك إحراز 4 انتصارات متتالية في آخر 4 جولات من الموسم، ومع ذلك فإن النجاة من السقوط تحققت بفارق نقطتين فقط عن حمراء عنابة، وهذا دليل على الوضعية الخطيرة جدا التي كان يتواجد فيها الاتحاد. وماذا عن مستقبلكم على رأس النادي؟ الحقيقة أن مهمة لجنة الانقاذ كانت واضحة، والنجاح في الوصول إلى المبتغى يجعلنا نستغل الفرصة لتوجيه نداء إلى كامل أسرة الاتحاد، من أجل استخلاص العبر من الدرس القاسي الذي عشناه هذا الموسم، لأننا لم نحفظ الدروس جيدا، ونفس الوضعية كان الفريق قد مر بها منذ موسمين، وشخصيا فإنني لم أفكر في تولي رئاسة النادي الموسم القادم، لكن هذا الحديث يبقى في نظري سابقا لأوانه، لأننا يجب أن نجلس على الطاولة لتشريح الأزمة، والوقوف على الأسباب التي تؤدي إلى تدهور أوضاع الاتحاد، فضلا عن السعي لإيجاد مخرج لقضية التجميد التي تطال الرصيد البنكي، بحثا عن نقطة انطلاق فعلية للفريق، لأن اللعب كل موسم من أجل تفادي السقوط أمر غير منطقي.