خصوصية المنافسة في الوسط تختلف تماما عن مثيلتها بالشرق اعتبر المدرب التوهامي صحراوي، نجاح نجم مقرة في اقتطاع تأشيرة الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية انجازا مستحقا، بالنظر إلى المشوار الذي أداه الفريق في الثلث الأخير من الموسم، رغم أن هذا التتويج كان من بين أكبر المفاجآت بالنسبة للمتتبعين لبطولة الهواة في مجموعة الوسط، بحكم أن النجم من الضيوف الجدد على هذا الفوج، ومع ذلك فإنه نجح في اعتلاء المنصة. صحراوي، وفي حوار خص به النصر، أكد على أن مشوار الصعود لم يكن سهلا، خاصة في ظل تمسك فريقي بني دوالة وأمل الأربعاء، بحظوظهما إلى غاية الجولة ما قبل الأخيرة، كما أوضح بأن التتويج باللقب للموسم الثالث على التوالي في بطولة الهواة، يسمح له بإثراء سجله، فضلا عن تعريجه على بعض المحطات الهامة في المسيرة، التي كانت له مع النجم هذا الموسم، والتي نقف عليها بالتفصيل في رحلة الأسئلة والأجوبة، التي جاءت على النحو الآتي: ما تعليقكم على الانجاز الذي حققتموه مع نجم مقرة بالصعود التاريخي إلى الرابطة المحترفة الثانية؟ هذا الصعود كان بطعم خاص بالنسبة لي، لأنه الأول من نوعه في مجموعة الوسط لقسم الهواة، كوني لست متعوّدا على قيادة فرق في هذا الفوج، ومع ذلك فإن النجاح كان حليفنا، على اعتبار أنني كنت قد استلمت المشعل قبل 11 جولة من نهاية الموسم، وكان الفريق حينها يحتل الصف الرابع، لكن الثقة في النفس والامكانيات مكنتنا من قلب الموازين في المنعرج الحاسم من السباق، واعتلاء المنصة، مع الاطمئنان على تذكرة الصعود قبل جولة من نهاية الموسم، وهذا أمر ليس بالإمكان تحقيقه ميدانيا. نفهم من كلامكم بأن بصمتكم في الصعود تبقى واضحة وبصورة جلية؟ لا يمكن لأي مدرب أن يحقق الصعود بمفرده، بل هو عنصر فعال من مجموعة، والنجاح ينطلق من طريقة العمل الذي ينتهجها المكتب المسير، ثم يمر إلى اللاعبين، ومدى تحمسهم لتحقيق الغاية المرجوة، وصولا إلى المدرب، والمؤهلات التي يمتلكها كسلاح، ولو أن الإيمان بقدرتي في رفع التحدي جعلني أوافق على تدريب النجم في الثلث الأخير من المشوار، على اعتبار أن إدارته ظلت متمسكة بآمالها في الصعود، لكن دون النجاح في اعتلاء عرش الصدارة، كما أن رزنامة الجولات الأخيرة من الموسم كانت صعبة للغاية بالنسبة لنجم مقرة، بالتنقل إلى بن عكنون والرويسات وبوفاريك وخميس الخشنة، وكذا استقبال اتحاد بني دوالة، وهي مباريات كلها صعبة للغاية، لم يكن أكبر المتفائلين يراهن على نجاحنا في الخروج منها جميعا بسلام، غير أن الاستراتيجية التي رسمها الرئيس بن ناصر كللت بثمارها، وذلك بتجنيد اللاعبين لمرحلة الحسم، مع اللجوء إلى المراهنة على ورقة التحفيزات المقترنة بمنح المباريات بحثا عن نتائج ميدانية أفضل. وما سر النجاح في قلب الموازين وخطف ورقة الصعود في هذا المنعرج؟ ليس هناك أي سر، لأن موافقتي على تدريب النجم بداية من الجولة 20 كانت بنية المساهمة في رفع التحدي، لأنني مدرب أحب دوما صنع الحدث، ومغامرتي الناجحة مع كل من اتحاد بسكرة وجمعية عين مليلة بتحقيق الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية جعلتني أقرر خوض تجربة أخرى مع نجم مقرة، رغم انني لم أكن أتوفر على أبسط المعلومات بخصوص مجموعة الوسط، كوني متعوّد على العمل في فوج الشرق، وفريق مقرة كان بالنسبة للمتتبعين بمثابة الضيف الجديد على هذا الفوج، مع التقليص من حظوظه في التتويج باللقب، سيما بعد انطلاقته المتعثرة، فضلا عن تواجده في الصف الرابع قبل الثلث الأخير من الموسم، وكل الحسابات كانت تحصر التنافس بين أندية بني دوالة، الأربعاء، بن عكنون وبوفاريك، لكن الانتصار الثمين والمستحق الذي أحرزناه في بن عكنون في الجولة 26 فتح لنا باب الطموحات على مصراعيه، لأنه جاء قبل اسبوع واحد من استضافة اتحاد بني دوالة، فكان الفوز بقمة الموسم كافيا لتنصيبنا في الريادة لأول مرة منذ انطلاق المشوار، لكنها المحطة الأهم، خاصة وأن هذا الانجاز تزامن مع انهزام أمل الأربعاء بجيجل. برأيكم، هل أن انتقال نجم مقرة إلى مجموعة الوسط كان سببا في صعوده؟ قيادتي للفريق على مدار 10 مباريات مكنتني من اكتشاف أجواء البطولة في هذا الفوج، والتي تختلف كثيرا عن طابع المنافسة في المجموعة الشرقية، لأن البطولة في المجموعة الوسطى تعتمد أكثر على الجانبين التقني والتكتيكي، على العكس من المنافسة في الشرق، والتي تبقى خصوصيتها الاندفاع البدني الكبير، مع طغيان طابع "الديربي" على أغلب المقابلات، ولو أن الحصانة الدفاعية كانت أهم مفتاح تمت المراهنة عليه لقيادة نجم مقرة إلى الصعود، في وجود حارس متألق، وهو بوكلوش، الذي لم يتلق سوى 5 أهداف في آخر10 جولات، كما أن الفعالية في الهجوم كانت حاضرة بقوة، سيما وأن المهاجم كفي كان فعالا للغاية، وجسد ذلك بتتويجه بلقب هداف البطولة في مجموعة الوسط، دون التقليل من المجهودات الجبارة التي بذلتها كامل المجموعة، على اعتبار أن حصيلة النجم في الثلث الأخير من المشوار كانت جد إيجابية، بحصد 8 انتصارات وتعادلين، دون تجرع طعم الهزيمة وماذا عن المستقبل، ونظرتكم لتواجد الفريق في الرابطة المحترفة الثانية؟ ما حز في نفسي أن صعود نجم مقرة لم يحظ بالمتابعة الاعلامية الكافية، بالمقارنة مع فرق أخرى حققت نفس الانجاز، وكأن المنطقة تبقى بعيدة عن أعين الاعلاميين واهتماماتهم، رغم أن النجم سيكون الموسم القادم من بين كبار الرابطة المحترفة الثانية، لكن مستقبله يبقى مرهونا بالحصول على الدعم الكافي من السلطات، ولو أنه يتوفر حاليا على مقومات النجاح، التي تسمح بالانطلاق في مغامرته الاحترافية من على أسس صحيحة، لأن إدارته كانت قد مهدت لهذا المشروع، بانجاز ملحق، يحتوي على فندق ومطعم، فضلا عن حيازة النادي على حافلة، لكن الاشكال يكمن في الملعب وكذا التعداد القادر على ضمان البقاء في الرابطة المحترفة الثانية. وهل ستكون معنيا بمواصلة العمل على رأس العارضة الفنية للفريق؟ الحديث عن هذه القضية سابق لأوانه، لأننا مازالنا نعيش أجواء الفرحة بالصعود، والفريق حظي في نهاية الاسبوع الفارط بحفل استقبال اقامته السلطات الولائية على شرف اللاعبين والطاقمين الفني والإداري، في انتظار اتضاح الرؤية اكثر بخصوص الموسم القادم.