أكد المدرب التوهامي صحراوي على أن ترسيم صعود نجم مقرة إلى الرابطة المحترفة الثانية لم يكن بالأمر الذي يسهل تجسيده ميدانيا، خاصة «السيناريو» الهيتشكوكي الذي سارت على وقعه مباراة أول أمس، لكنه أوضح بأن الانجاز يبقى مستحقا بالنظر إلى ما قدمه اللاعبون في الثلث الأخير من البطولة. صحراوي، وفي حوار خص به النصر، تحدث عن مشوار نجم مقرة بلغة الأرقام، وأحقيته في الصعود، لكنه لم يخف أيضا كلمة السر بخصوص تألقه شخصيا في بطولة الهواة، بتحقيقه الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية مع 3 أندية مختلفة، كما تطرق لعديد النقاط التي نكشفها في هذه الدردشة: في البداية نهنئكم على الصعود، وما تعليقكم على الانجاز المحقق؟ الأكيد أن فرحة الصعود كبيرة، لأن الهدف الذي سطرناه مع الطاقم المسير تجسد ميدانيا، وحلم آلاف المناصرين برؤية فريقهم في الرابطة المحترفة الثانية تحقق، رغم أنه كان بالنسبة للكثيرين منهم أشبه بالمعجزة، وما عشناه من أجواء هيستيرية في ملعب بوروبة، وكذا عند العودة إلى مقرة سهرة السبت يجعلنا نحس بقيمة الانجاز الذي حققناه، لأن اسعاد الأنصار يبقى أهم مكسب في مثل هذه الظروف. وكيف كانت الأجواء في ترسيم الصعود ضد خميس الخشنة؟ هذه المقابلة سنحتفظ بأطوارها للذكرى، لأنها تلاعبت بأعصاب ومشاعر الأنصار وكل أفراد اسرة نجم مقرة، خاصة وأن المستضيف كان متحررا من جميع الضغوطات، على العكس منا، حيث بدت على عناصرنا اضطرابات كثيرة، ناتجة بالأساس عن الضغط النفسي الرهيب الذي نعيشه منذ اعتلائنا كرسي الريادة، والتخوف من أي تعثر جعل اللاعبين يحسون بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، وما زاد في ارتباك التشكيلة تلقينا هدفا في المرحلة الأولى من عمر اللقاء، بسبب خطأ فادح في المراقبة، ليكون رد فعلنا سلبيا، وذلك نتيجة تزايد الضغط، خوفا من الهزيمة وعواقبها الوخيمة على وضعيتنا، قبل أن ننجح في تدارك الوضع في الشوط الثاني، إذ عدلنا النتيجة، وكان باستطاعتنا توقيع هدف الانتصار. لكنكم كنتم بحاجة إلى نقطة فقط للاطمئنان على تأشيرة الصعود، فما سبب هذا الاضطراب؟ حساباتنا كانت مبنية فعلا على ضرورة تفادي الهزيمة، ومع ذلك فإنني طالبت اللاعبين بالفوز، لتفادي أي «سيناريو» مفاجئ، وعليه فقد دخلنا المقابلة بنية الفوز، واضطراب اللاعبين كان أمرا منطقيا، لأن عدم ظهور التشكيلة بمستواها الحقيقي في بداية اللقاء جعل الأنصار يعيشون «سيناريو» دراماتيكي، خاصة بعد تلقي هدف، لأن شباكنا لم تهتز منذ 6 مباريات، وتخوف المناصرين من تضييع الصعود في هذا المنعرج ألقى بظلاله على عطاء اللاعبين، لكن ومع مرور دقائق الشوط الثاني تحسن الأداء، وقد تزامن ذلك مع وصول خبر انهزام بني دوالة وأمل الأربعاء، فتحولت أجواء التخوف إلى فرحة هيستيرية. وهل كنتم تنتظرون النجاح في تحقيق هذا الهدف؟ الجميع يعلم بأنني مدرب أفضل دوما المغامرة، خاصة في قسم الهواة، وعند موافقتي على تدريب نجم مقرة كان الفريق يحتل المركز الرابع قبل 10 جولات من نهاية الموسم، ومع ذلك فقد اتفقت مع الرئيس عزالدين بن ناصر على تنصيب الصعود كهدف رئيسي، لتكون حصيلة هذه الفترة جد إيجابية، لأننا أحرزنا 8 انتصارات، مقابل تعادلين فقط، ومن دون تلقي أي هزيمة، وهي الأرقام التي تدل على أحقيتنا في اعتلاء منصة التتويج في آخر منعرج من الموسم. هذا الصعود هو الثالث من نوعه بالنسبة لك شخصيا في بطولة الهواة، فهل لنا ان نعرف سر ذلك؟ تجربتي الناجحة الموسم الفارط مع جمعية عين مليلة جعلت الكثير من المتتبعين يعتبروني المدرب القادر على تحقيق الصعود من وطني الهواة إلى الرابطة المحترفة الثانية، بعدما كنت قد حققت نفس الانجاز مع اتحاد بسكرة، وهذا الموسم كنت قد عبّدت الطريق أمام اتحاد عنابة للصعود، لكن بعض الظروف حالت دون مواصلتي المشوار، لأجد نفسي أحقق حلم أنصار نجم مقرة، والسر في كل هذا أنني أحب العمل في اقسام الهواة، بالمراهنة على لاعبين يبحثون عن التألق، كما أن طريقتي في اللعب والميالة أكثر إلى الدفاع تساعدني كثيرا في الوصول إلى الأهداف المرجوة، والدليل على ذلك أن نجم مقرة لم يتلق سوى 3 أهداف في المباريات العشر التي أشرفت فيها على تدريبه.