عودة مظاهر التجارة الفوضوية عادت التجارة الموازية إلى الظهور بقوة في علي منجلي بقسنطينة، ما أدخل المدينة في فوضى عارمة تتسبب مساء في ازدحام مروي كبير، ناهيك عن انتشار الأوساخ والقمامة التي يخلفها الباعة، في الوقت الذي ما تزال فيه العديد من الأسواق الجوارية مغلقة. و سقطت غالبية الأحياء والشوارع الرئيسية لعلي منجلي وحتى محيطات مساجد في قبضة الباعة الفوضويين، إذ انتشرت كالفطريات طاولات وشاحنات الخضر والفواكه و الخبز وكذا الحلويات وحتى الملابس عبر مختلف المواقع، في مشاهد شوهت كثيرا المحيط العام، ولم تسلم منها حتى دور العبادة. و تحول محيط مسجد السلام بالوحدة الجوارية 1، إلى سوق تعرض فيه شتى أنواع السلع، وهو ما حول المكان إلا ما يشبه المفرغة العمومية، ناهيك عن انبعاث الروائح الكريهة، رغم محاولات لجنة المسجد الحثيثة في إبعاد الباعة عن المكان لكن دون جدوى، كما احتل العشرات منهم محيط مسجد الاعتصام وركنت الشاحنات بالقرب منه. وبمدخل المدينة من جهة الطريق السيار و تحديدا قرب جامعة قسنطينة 3، عاد الباعة بقوة إلى المكان، حيث أصبح يطلق عليه بعض سكان المدينة اسم «سوق الجامعة»، كما احتُلت أرصفة الوحدة الجوارية 13 إلى غاية الوحدة 2، وأحاطت الطاولات حتى بمراكز تجارية كبرى، مثلما عليه الأمر حاليا بالوحدة 6، أين تصعب الحركة طوال اليوم. نفس الأمر سجل بالوحدة الجوارية 14 بظهور أكواخ جديدة لبيع مختلف السلع، فضلا عن الشاحنات التي تركن هنا وهناك، رغم أن السوق الجواري يقع بالقرب من الحي وما يزال شاغرا، فيما امتد الأمر إلى غاية مخرج المدينة باتجاه عين سمارة و انتشرت نفس المظاهر بالشطر الثاني والثالث بالوحدة الجوارية 19. وما تزال الأسواق الجوارية التي أنفق على إنجازها الملايير مغلقة وعرضة للتخريب، حيث تحولت بالعديد من النقاط إلى مصدر للخطر وتهديد للأمن العام، فيما أكد مصدر من بلدية الخروب بأنه سبق تخصيص مبلغ مالي لها من طرف المجلس السابق من أجل ترميمها، لكن تم إلغاء هذا القرار بسبب عزوف الشباب عن العمل بهذه المرافق، كما باءت محاولات كرائها للخواص بالفشل. و تجدر الإشارة إلى أن سوقا واحدا فقط من أصل سبعة أنجزت من طرف مؤسسة «باتيميتال»، مستغل جزئيا بالوحدة الجوارية 1 بعلي منجلي، في حين أن ستة أسواق جوارية أخرى ما تزال مهملة، بكل من الوحدات الجوارية 17، 18 و 19 وكذا 2 و 15 و 14.