شطايبي ..جوهرة الساحل العنابي تشكو نقص الماء وانقطاع الكهرباء يعاني آلاف المصطافين الذين يقضون عطلتهم هذه الأيام بشواطئ شطايبي بولاية عنابة أزمة كبيرة في عملية التزود بمياه الشرب ، لأن حنفيات البيوت في هذه البلدية تبقى جافة، و ذلك بسبب التسربات التي تصنع الديكور اليومي في الشوارع و الأزقة البلدية، مما جعل مصالح البلدية تكتفي ببعض الحلول الترقيعية لضمان أدنى الخدمات للسياح و السكان على حد سواء، ليجد المصطافون أنفسهم مجبرين على خوض رحلة البحث عن دلاء المياه، في قضية تعد النقطة السوداء في موسم الإصطياف لهذه السنة بشواطئ شطايبي، كون هذه المنطقة و رغم إفتقارها لمرافق الإيواء إلا أنها تبقى جوهرة الساحل العنابي، بالنظر إلى مواقعها المميزة، كونها تتوفر على شواطئ تمتزج فيها زرقة البحر بنعومة الرمال الذهبية، و ما إستقبالها بنحو 400 ألف مصطاف منذ منتصف شهر جوان المنصرم إلا دليل على ذلك، و الإقبال يتزايد في نهاية كل أسبوع. روبورتاج : صالح فرطاس هذا الإنشغال نقلته " النصر " إلى مصالح البلدية حيث كان تأكيد أحد نواب رئيس المجلس عزيز عوادي على مشكل الإنكسارات الكثيرة على مستوى القناة الفرعية يعد السبب المباشر الذي زاد من معاناة المصطافين هذه السنة، رغم أن المؤشرات الأولية كانت توحي على حد قوله بأن أزمة مياه الشرب بشطايبي وجدت طريقها إلى الحل بصفة نهائية بعد تسجيل مشروع في هذا الشأن، يقضي بتجديد شبكة الربط إنطلاقا من محطة الضخ بمنطقة العزلة، و وصولا إلى محطة الضخ المتواجدة بمنطقة البهلول، غير أن أشغال إنجاز هذا المشروع سارت بسرعة السلحفاة، و قد تكفلت بها شركة الأشغال الكبرى للري، إذ أنه و منذ أوائل شهر فيفري إلى غاية نهاية جويلية لم تتعد نسبة تقدم الأشغال 10 بالمئة، و المدة المحددة لإستلام المشروع تقدر بتسعة أشهر. من هذا المنطلق أوضح ذات المتحدث بأن هذا المشروع و الممتد على مسافة 7 كيلومتر كفيل بفك الأزمة نهائيا، لأن إشكالية التسربات و الإنكسارات المسجلة على مستوى الشبكة الرئيسية تسبب في تكرار نفس السيناريو مع حلول كل موسم إصطياف، حيث يتزايد الطلب على هذه المادة الحيوية، و يتضاعف بنحو أربع مرات مقارنة بما كان عليه في بقية الفصول، على إعتبار أن شطايبي تستقبل يوميا ما لا يقل عن 5 آلاف مصطاف، غالبيتهم تلجأ إلى تأجير الشقق و السكنات لقضاء عطلتها على مقربة من الشواطئ التي تختارها. معاناة متواصلة منذ 9 سنوات و القنوات تحطمت في التجارب و في سياق متصل أشار نائب " المير " إلى أن مصالح البلدية لجأت إلى بعض الحلول في محاولة لتزويد السكان و المصطافين بمياه الشرب، و كذلك بمعدل شاحنتين في اليوم، و هي كمية لم تكن كافية للطلب الكبير على المياه من طرف المواطنين،لأن المنطقة بحاجة إلى نحو 2000 متر مكعب من الماء الشروب يوميا لتلبية الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية، قبل أن يضيف بأن بعض المواطنين لجأوا إلى الحفر و البحث عن الآبار للتخلص من هذه الأزمة، و قد تمكنوا من إكتشاف بعض المنابع على مستوى منطقة المنبع الروماني، مشيرا بأن نحو 70 بالمئة من الكمية التي تضح إلى بلدية شطايبي إنطلاقا من منابع قرباز ببلدية بن عزوز بولاية سكيكدة لا تصل إلى البيوت بالنظر إلى الوضعية الراهنة للشبكة، كون إصلاح الأعطاب لم يكن كافيا لإحتواء الأزمة، و القناة التي تم وضعها في سنة 2002 كانت محطمة و الانكسارات سجلت بمجرد القيام بعمليات تجريبية لضخ المياه. مشروع سد شطايبي مجرد حبر على ورق بالموازاة مع ذلك أكد عضو المجلس الشعبي البلدي لشطايبي أن تجديد شبكة التزود بالماء الشروب على مستوى الشطر الممتد بين محطتي الضخ لمنطقتي العزلة و البهلول كفيل بالتخلص نهائيا من هذه الأزمة، و مع ذلك فإن الحل يكمن أيضا في مشروع إنجاز سد بإقليم البلدية ، و هو المشروع الذي يبقى ملفه مطروحا على طاولة الوكالة الوطنية للسدود، بعد إعداد الدراسة التقنية للمشروع و معاينة مكان الإنجاز، لكن و إلى غاية تجسيد هذا المشروع الحلم يبقى الوضع القائم يثير سخط السكان و المصطافين لأن الصهاريج لا تكفي لتلبية الطلب المتزايد على الماء و يوميات المصطافين تطبعها الطوابير الطويلة كل صبيحة للبحث عن دلاء من هذه المادة ذات الإستعمال الكثير. التوصيلات الفوضوية للكهرباء وراء الإنقطاعات المتكررة للتيار على صعيد آخر فإن ما يزيد في تعكير أجواء الإصطياف بشواطئ شطايبي، الإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، لأن هذه الإشكالية مطروحة بحدة منذ حلول فصل الصيف، إذ أنه و بصرف النظر عن تفاقم الظاهرة بشكل ملفت للإنتباه عقب تعرض مولد للطاقة الكهربائية لعطب مطلع شهر جويلية الجاري، فإن شدة التيار تعرف يوميا إنخفاضا في القدرة في لحظات الذروة التي يكثر فيها الطلب على التيار، الأمر الذي ينعكس بصورة مباشرة على أجواء المدينة، خاصة في الليل، بإنقطاع التيار عبر شبكة الإنارة العمومية، على إعتبار ان المئات من الشبان يفضلون التخييم في الشواطئ، و يعمدون إلى توصيل خيمهم بأسلاك فوضوية إنطلاقا من أعمدة الإنارة. هذا و قد سجلت مصالح الحماية المدنية توافد 95 ألف مصطاف على الشواطئ السبعة المسموح فيها بالسباحة على مستوى الشريط الساحلي بشطايبي و هذا خلال النصف الثاني من شهر جوان، في الوقت الذي تضاعف فيه العدد إلى أزيد من 305 آلاف مصطاف منذ حلول شهر جويلية، و إستقطاب شطايبي لهذا العدد من المصطافين يعود بالأساس إلى مناظرها الطبيعية الخلابة و الهدوء الكبير الذي يطبع أجواءها رغم أنها تفتقر لأدنى مرافق الخدمات السياحية ، و مشكل عدم توفر مرافق الإيواء يبقى مطروحا منذ سنوات طويلة، كون شطايبي لم تعرف حركة تنموية تواكب الطاقات السياحية الطبيعية التي تختزنها في غاباتها و جبالها و كذا في ساحلها الخارق للعادة، فالحديث عن مشروع إنجاز فندق بهذه البلدية يبقى يصنف في خانة المستحيلات بالنسبة للقائمين على إدارة شؤون المجلس البلدي، على إعتبار ان البلدية عاجزة و ميزانيتها لا تكفي في بعض الأحيان لتغطية الرواتب الشهرية للعمال، هذا بالإضافة إلى الإنشغالات اليومية للمواطنين، و معد ذلك فإن المصطافين يعمدون دوما إلى تأجير الشقق بمبالغ مالية تتراوح ما بين 4 و 5 ملايين سنتيم للشقة الواحدة، نظير وضعها تحت التصرف لمدة 10 أيام، بينما تكتفي المجموعات الشبانية بكراء " قاراجات " و مستودعات تستعملها كمقر للمبيت بتكلفة 2 مليون سنتيم، و هي حلول كانت كافية لفك الحصار السياحي الذي تعانيه هذه البلدية منذ فترة طويلة، كونها الوجهة التي تختارها المئات من العائلات، خاصة القالمية و القسنطينية التي تعتبر من الزوار التقليديين لهذه المنطقة خلال كل موسم إصطياف. زوار تقليديون يقصدون مناطق غير محروسة و عكاشة قبلة المصطافين و لعل ما ساهم في جعل شطايبي قبلة لنحو نصف مليون مصطاف هذه السنة، الحلة الجديدة التي إكتستها المنطقة، لأن مصالح البلدية و رغم محدودية إمكانياتها المادية إلا أنها عمدت إلى برمجة أشغال إعادة تأهل للشواطئ المحروسة ، كما كان عليه الشأن بشاطئ محمد قشي بميناء البلدية، و كذا الشواطئ الثلاثة للرمال الذهبية إضافة إلى الخليج الغربي و المنبع الروماني، حيث تم تعبيد الطرقات، و توفير الإنارة العمومية، و كذا المواقف المحروسة، فضلا عن التغطية الأمنية بتواجد نحو 100 دركي بالشواطئ السبعة المحروسة، و لو أن الخليج الغربي و الرمال الذهبية تبقى من أهم المناطق التي تستطب أكبر عدد من المصطافين بحكم المساحة الشاسعة التي يتربع عليها كل شاطئ. بالموازاة مع ذلك فإن الآلاف من زوار شطايبي لا يترددون في قصد أماكن أخرى غير محروسة للتمتع بمناظرها النادرة خاصة منطقة حوض السمك المحاذية للمنبع الروماني، و هي منطقة صخرية نادرة ، و توجد على مستواها مغارة لا يتردد الكثير من السياح في إقتحامها، لأنها عبارة عن منطقة بحرية محددة يعمد زوارها إلى الغوص في أعماق البحر وسط صخور نادرة و دهاليز مترامية بين الجبال و مياه البحر، إضافة إلى منطقة سيدي عكاشة التي تعتبر القبلة التي لا يتردد كل سائح في شطايبي في زيارتها ، خاصة في الفترة المسائية، رغم أن هذه المنطقة لم تعتمد بصفة رسمية ضمن المناطق المحروسة و المرخص بالسباحة فيها، كونها عبارة عن جزيرة صغيرة تقع على الحدود البحرية بين ولايتي عنابة و سكيكدة، و قد حال موقعها الجغرافي دون إستفادتها من مشاريع تنموية تواكب الكنوز الطبيعية التي تختزنها، لأن آلاف المصطافين يقصدون هذه المنطقة مساء للتمتع بمنظر الشفق و غروب الشمس، إذ يجزم المتتبعون للمظاهر الفلكية على أن الغروب بسيدي عكاشة يعتبر من ابرز الصور النادرة في العالم، و تمتزج فيها ألوان السماء بزرقة البحر و الرمال الذهبية الناعمة، باعثة شفقا مميزا يستهوي آلاف المصطافين الذين يقصدون المنطقة، كما أن شاطئ وادي الغنم غير المحروس يشهد يوميا توافد أزيد من 100 مصطاف. منطقة التوسع السياحي مهجورة و الأشغال متوقفة منذ عشرية من الزمن هذه المعطيات تبقي شطايبي بحاجة ماسة إلى مخطط ولائي إستعجالي للإستفادة من مشاريع في قطاع السياحة تسمح لها ببلوغ مكانتها الحقيقية في الخارطة السياحية الوطنية، لأن هذه المنطقة هي فعلا جوهرة الساحل الشرقي بفعل طبيعتها الخلابة، و الإرتقاء إلى مستوى تطلعات زواها يمر عبر تجسد جملة من المشاريع التنموية ذات الطابع السياحي، و التي تبقى مجرد حبر على ورق ، على إعتبار ان السلطات الولائية كانت قد سجلت منذ نهاية التسعينيات مشروع منطقة للتوسع السياحي بالخليج الغربي، و هو المشروع الذي لم ير النور إلى حد الآن، كون أحد المستثمرين الخواص الذي إستفاد من العملية أتم الإجراءات الإدارية، و إنطلق في أشغال الإنجاز، لكنه توقف بعد شهرين فقط، ليغادر المنطقة بلا رجعة، و هو السيناريو الذي بخر حلم سكان شطايبي في تحقيق قفزة نوعية في مجال الخدمات السياحية النوعية. مناظر طبيعية إستهوت مستثمرين أجانب لكنها لم تشهد إنجاز أي فندق و في سياق متصل، كان مكتب دراسات إيطالي قد تكفل بإعداد دراسة معمقة و شاملة عن الطاقات الطبيعية التي تزخر بها منطقة شطايبي، و خاصة شاطئ الخليج الغربي ، لكن الزيارات الميدانية التي قام بها بعض المستمرين الأجانب من السودان، قطر و مصر و الإمارات العربية المتحدة لم تكن كافية لتغيير الوضع، و لو مشروع منطقة التوسع السياحي أصبح خارج إهتمامات القائمين على إدارة شؤون البلدية، لأن هذه المنطقة لا تتوفر على مخطط التهيئة السياحي، و الإنشغال على المديين القصير و المتوسط يتمثل في الإستفادة من مشروع إنجاز فندق، أو مركز إيواء، خاصة بعد نجاح السلطات الولائية في تسوية الوضعية الإدارية لقطعة أرضية تتربع على مساحة 3 هكتارات كانت تابعة لمجمع سيدار للحديد و الصلب،حيث أن المديرية العامة للمجمع تنازلت عن هذا الوعاء العقاري بغرض إستغلاله في إنجاز مشروع سياحي بضواحي الخليج الغربي. إهتراء المدخل الوحيد للبلدية يزيد من معاناة المصطافين مشكل آخر أثاره أعضاء المجلس البلدي و يتمثل في تدهور وضعية المدخل الوحيد للبلدية ، عبر طريق برحال، لأن هذا المسلك عرف إنزلاقات أرضية على مستوى قريتي السوالم و الزاوية مما صعب من مهمة أصحاب السيارات في الوصول إلى مركز البلدية ، لأن الإشكال المطروح يتمثل في هشاشة هذا المسلك التي تدهورت وضعيته بسبب العدد المعتبر من شاحنات الوزن الثقيل التي تمر عبره يوميا، إنطلاقا من محجرة عين دوكارة، و هي المركبات التي تقوم بجلب كميات معتبرة من مادة التيف ذات النوعية الرفيعة و التي تستعمل في تركيبة الإسمنت. و في هذا الصدد فقد تقدمت مصالح البلدية بإقتراح يقضي بتسجيل مشروع لإنجاز مسلك يربط محجرة عين دوكارة بمنطقة العزلة على مسافة 3 كيلومترات، و هذا لتفادي الخطر الكبير الذي تشكله الشاحنات على تلاميذ إحدى المدارس الإبتدائية المتواجدة بقرية الزاوية، و كذا التخفيف من درجة الإنزلاقات الأرضية على مستوى المدخل الوحيد لمقر البلدية، في الوقت الذي جدد فيه أعضاء بلدية شطايبي مطلبهم الرامي إلى ربط شطايبي بعاصمة الولاية عبر الشريط الساحلي مرورا ببلدية سيرايدي، لأن مشروع طريق " الكورنيش " عبر منطقة عين بربر كفيل بإختصار المسافة بين شطايبي و عنابة إلى ما دون 35 كيلومتر، فضلا عن تسهيل حركة المرور لتنقل المصطافين . ص / ف