منتجو البطاطا يشتكون عراقيل البنوك عرفت حملة جني منتوج البطاطا هذا الموسم ببلدية الحروش بولاية سكيكدة تأخرا نسبيا أرجعه الفلاحون الى عوامل مناخية ترتبط أساسا بتساقط الأمطار الذي شهده شهر جوان الفارط تزامنا وانطلاق حملة الجني. وقد أثار هذا العامل تخوفات لدى المنتجين من امكانية تضرر حبات البطاطا من تغير المناخ غير أن سرعان ما تبددت مخاوفهم قبل أيام قليلة من انتهاء الحملة حيث لم تسجل سوى أضرار خفيفة ومتفاوتة. وما يلاحظ أن المساحة المزروعة توزعت بين البطاطا المبكرة ب 50 هكتارا والبطاطا الموسمية الموجهة للاستهلاك ب 300 هكتار و200 ه متأخرة (مسقية) فيما بلغت المساحة المخصصة لانتاج شتائل بذور البطاطا ب 350 هكتار. وقد اعتبرت المصالح الفلاحية أن النتائج المحققة خلال هذا الموسم بالمشجعة ببلوغ 125500 قنطار بمعدل يتراوح بين 220 قنطار في الهكتار.. وهذا نظرا للدعم المقدم من طرف الدولة فيما يخص توفير الأسمدة والبذور في الوقت المناسب وكذا الأسعار المنخفضة من الناحية الاقتصادية هذا بالاضافة الى التوجيهات والارشادات الفلاحية التي قدمتها المصالح الفلاحية للفلاحين ما مكنها من السيطرة والتحكم في المسار التقني لعملية الزرع الى غاية الانتاج. وتعد الحروش من أشهر وأكبر المناطق المخصصة في انتاج شتائل بذور البطاطا على المستوى الوطني نظرا لامتلاكها أخصب أنواع التربة وتوجد بالمنطقة سبعة مؤسسات معتمدة في انتاج البطاطا بالاضافة الى شبكة أخرى تضم 13 مؤسسة من البلديات المجاورة كامجاز الدشيش وسيدي مزغيش والرقم مرشح لأن يتضاعف في السنوات المقبلة الأمر الذي يؤهل المنطقة لمنافسة أكبر الولايات المختصة في هذا المجال. وتعتبر مؤسسة قدماني لانتاج شتائل بدور البطاطا خير مثال على نجاح هذه المؤسسات الفلاحية التي اكتسبت خبرة طويلة في هذا المجال تمتد لعشرات السنين هذا فضلا عن احتكاكها بالمؤسسات الأجنبية المختصة الشيء الذي اهلها لأن تحقق نتائج جد مرضية وتوجت على اثرها بجائزة أحسن منتوج وطنيا عام 2008 ونيلها ميدالية ذهبية من منظمة التغذية العالمية وفي العام الماضي حازت على جائزة الفنك الفضي في مدينة مراكش المغربية وغيرها من الجوائز والمشاركات في المعارض الدولية والمحلية وتساهم المؤسسة في الانتاج الوطني من البذور بنسبة 20% بانتاج يزيد عن 3500 طن وتستغل مساحة 800 هكتار في هذا النوع بمعدل 250 قنطار في الهكتار هذا بالاضافة الى شبكة أخرى من المنتجين يطلق عليهم المكثرين بكل من سيدي مزغيش وامجاز الدشيش حسب ما أكده مدير المؤسسة أحسن قدماني. وتشهد المؤسسة اقبالا كبيرا من من طرف الزبائن والمستثمرين من مختلف مناطق الوطن نظرا لتميز منتوج البذور على غيره من باقي منتوجات المؤسسات المتواجدة بالسوق بالجودة والنوعية رغم زيادة 5 دج عن سعر باقي المنتجين وتسعى المؤسسة حسب المتحدث إلى بلوغ مستوى الجودة والنوعية في الحقول والمزارع التي تشرف على متابعتها بولايات غرداية وادي سوف وسطيف وغيرها. ويشتكي منتجو البطاطا بالحروش من انعدام التمويل من البنوك لتوسيع وإنجاز المشاريع الإستثمارية في هذا المجال وهذا رغم توجيهات الدولة التي تدعو إلى مرافقة ومساعدة الفلاحين وأشار مدير مؤسسة قدماني أن غرف التبريد إلى تملكها المؤسسة حاليا أنجزت بإمكانياتها الخاصة دون تدعيم من الدولة والتفكير في إنجاز وتدعيم هياكل التخزين يقول فرضته عوامل عديدة من برنامج الوزارة فيما يخص برنامج ضبط المنتوجات ذات الإستهلاك الواسع وكذا القضاء على مشكلة رمي القناطير من البطاطا التي كان يلجأ إليها عدد من الفلاحين سنويا بسبب تلفها وفسادها نتيجة انعدام غرف التبريد وقلة الإمكانيات، وعن طموحات المؤسسة يقول المدير أنه وبعد بلوغ مستوى الجودة والنوعية بامتياز تسعى إلى المحافظة على هذا المكسب مع الشروع في تجسيد مشاريع وبرامج تطوير تقنيات التخزين وتبريد المنتوج مع تحسين المردودية ومواكبة التطورات الحاصلة في هذا الميدان وتدعيم المؤسسة بالعتاد والممكنة دون إغفال جانب التسويق وكذا توسيع زراعة البطاطا في بعض الولايات التي تعرف تأخرا في هذا النشاط كخنشلة وتبسة، ويدعو في الأخير منتجو البطاطا من الجهات المسؤولة على قطاع الفلاحية لرفع العراقيل والصعوبات إلى تواجه المنتجين إلى تمويل المشاريع الإستثمارية بمرافقة البنوك، التي حاولنا الإتصال بمسؤوليها غير أننا لم نتمكن