ملياران سنتيم فاتورة الكهرباء بمساجد قسنطينة في 3 سنوات عرف استهلاك الطاقة الكهربائية على مستوى مساجد قسنطينة، المقدرة ب 418 مسجدا، ارتفاعا قياسيا في ظرف ثلاثة أعوام، حيث قفز من 26 جيغا كيلو واط في 2015، إلى 36 جيغا كيلو واط العام الفارط، وهو ما يكفي حسب مختصي مؤسسة «سونلغاز»، استهلاك محطة كهربائية تزوّد مدينة بأكملها. وتبعا للأرقام المقدمة من طرف مدير وكالة سونلغاز علي منجلي، بوققال ميلود، خلال يوم إعلامي، نظِّم أمس، حول ترشيد استهلاك الطاقة ودور الأئمة في إنجاح الأمر، فإنَّ الاستعمال غير العقلاني للكهرباء، خاصة في فصل الصيف وشهر رضمان الكريم، وتحديدا المكيفات الهوائية، جعل الإحصائيات خيالية، بعدما تطور الإشكال إلى التبذير وليس الاستعمال المقنن، حيث تراوحت فاتورة المساجد بين 2015 و2017 في استهلاك الكهرباء، فقط، بين 500 و681 مليون سنتيم لكل سنة، علما وأنَّ مساجد صغيرة سجلت استهلاكا للطاقة المذكورة خلال عام واحد، وصل إلى 20 مليون سنتيم تقريبا. وأصدرت وزارة الداخلية والجماعات المحلية بيانا مشتركا مع وزارة الطاقة، تدعو فيه لترشيد نفقات الميزانية المتعلقة بالاستهلاك الطاقوي، وعلى رأسها الإنارة العمومية والمدارس والهيئات الثقافية والرياضية والملحقات الإدارية والمساجد، و تضمن القرار أمرا باستبدال المصابيح الزئبقية بأخرى اقتصادية، ومنع استعمالها، على أنْ تكون العملية مرفوقة بالبرنامج الوطني للفعالية الطاقوية، الذي يتضمن جزءا خاصا بالجماعات المحلية للفترة بين 2018 و2020 من خلال تمويل مشترك يقدر ب 50 بالمئة من عمليات استبدال المصابيح في البلديات، إلى جانب التأكيد على ترقية استعمال الطاقة الشمسية في التطبيقات المحلية، وتحديدا إدراج ألواح الطاقة الشمسية في كل مشروع جديد للإنارة العمومية بالجنوب وبالمناطق البعيدة عن الشبكة العمومية للكهرباء بالولايات والمناطق الأخرى. وقال خطيب مسجد خالد بن الوليد، أحمد عيشاوي، خلال اليوم الإعلامي، إن التبذير ليس مقبولا لدى الجميع وفي كلِّ شيء، وهو أمر يذمُّه الدين والقانون، مرجعا سبب استنزاف الطاقة فوق المعدل الذي يحتاجه الفرد إلى الذهنيات والسلوكيات السلبية لدى بعض المواطنين، فيما أضاف ممثل مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالولاية، عبدالعزيز برحايل، و هو إمام ومدير مدرسة التقوى، أن المصلين يضغطون على القائمين على شؤون بيوت الله لاستعمال المكيِّف حتى لو كان الجوُّ معتدلا، كما يتم إضاءة المصابيح بكثرة، لذلك كثيرا ما تحصَّل مشادات بهذا الخصوص. وسار ممثل مصلحة الاستكشاف والإصلاح على نفس المنوال، مؤكدا تسجيل تدخلات على مستوى المساجد لاشتعال الأسلاك بسبب الضغط على خزانة الطاقة، حيث بات عدد المكيفات زائدا عن الحدِّ المطلوب، وقاربت كوارث على الحدوث بسبب هذا الأمر، كما بلغت نسبة رفض تقديم النصائح والإرشادات ضمن حملة الطرق على الأبواب بقسنطينة 60 بالمائة، حسب المكلفة بالاتصال بمديرية التوزيع، وهيبة تاخريست. واختتمت المكلفة بمصلحة الاتصال اللقاء الصحفي، بالإشارة إلى أن المبادرة هي انطلاقة لحملة وطنية لترشيد وتقنين استهلاك الطاقة، خاصة الكهرباء، مقدمة نصائح بضرورة استعمال الإنارة لدى الضرورة، والاستخدام العقلاني لآلات التبريد والتسخين، ووضع المكيف في درجة 25، مع تجنب استعمال المصادر المذكورة في فترة الذِّروة أي بين السادسة مساء والعاشرة ليلا، ما سيسمح باقتصاد 25 إلى 45 بالمائة من الطاقة الكهربائية.