مسلسل "ربيحة" بصمة في الدراما الأمازيغية يعد المسلسل الاجتماعي الدرامي «ربيحة» للمخرج بشير سلامي من أهم الأعمال التي تبثها منذ بداية الشهر الفضيل القناة التلفزيونية الرابعة الناطقة بالأمازيغية، حيث يستقطب نسبة كبيرة من المشاهدين، ربما لأنه يتناول قصة من صميم الواقع الاجتماعي تتحدث عن ثلاثي الحب و الحرمان و التحدي عندما يصطدم باستبداد الآباء، في قالب درامي جذاب، زينه الأداء المميز للممثلين و دعمته الخبرة الواسعة للمخرج المتحكم في كل الجوانب الفنية و التقنية . يتقمص شخصياته ممثلون موهوبون، على غرار الممثلة الشابة نوال جادة التي سبق و أن تألقت في مسلسل «حب في قفص الاتهام» لنفس المخرج، كما برزت أسماء شابة أخرى مثل فارس رامي و حسيبة آيت جبارة و غيرهما. المخرج بشير سلامي أتاح الفرصة في مسلسله الرمضاني الجديد للعديد من الوجوه الجديدة للظهور في إطار حرصه على تشجيع المواهب الواعدة، كما اختار ممثلين لهم تجربة طويلة في ميدان الفن والتمثيل ويتعلق الأمر بالممثلة دليلة بن دحمان وصالح واعمر ونعيمة رمضاني وغيرهم. كتبت سيناريو المسلسل سارة تيفرارة، و تروي من خلاله قصة حب كبيرة جمعت بين البطلة الرئيسية للمسلسل نوال جادة في دور «ربيحة» وفارس رامي الذي تقمص دور « جعفر»، إلاّ أن والد ربيحة أراد تزويجها رغما عنها، لزميله في العمل «سعيد» الذي يكبرها بعدة سنوات. ربيحة التي لا تتجاوز 18 ربيعا تحدت كل المشاكل و الظروف و نجحت في افتكاك شهادة البكالوريا، التي اعتبرتها سلاحا لها، فرغم أنّ والدها متشدد وصارم في قراره بتزويجها ، إلاّ أنّها تمسّكت برفضها للعريس. و عندما علم صديقها حمزة بأن سعيد تقدم لطلب يدها ، ثار جنونه و بذل قصارى جهده لكي تفسخ خطوبتها، و تتوالى الأحداث الدرامية إلى أن يفارق سعيد الحياة في حادث سير، ما يحفز حمزة على طلب يد ربيحة من والدها للزواج، و توج الطلب بالموافقة، رغم بروز مشاكل أسرية أخرى. علما بأن العمل تم تصويره بين زرالدة في الجزائر العاصمة و قرى منطقة عزازقة وبوزقان بولاية تيزي وزو، من بينها قرية إقرسفان التي سبق لها وأن أفتكت جائزة أنظف قرية لمسابقة عيسات رابح، مما ساهم في إثراء المسلسل بأجمل المناظر الطبيعية. رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة فايسبوك ، ثمنوا في تعليقاتهم العمل و اعتبروه ناجحا بكل المقاييس و أكدوا بأن الدراما الأمازيغية تعرف تطورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، انطلاقا من مسلسل «تجرا نلوز» للمخرج عمار تريباش سنة 2010 ، و»ثنيفيفث» إلى السلسلة الفكاهية «أخام ندا مزيان» وغيرها من الأعمال التي تلقى رواجا كبيرا. و أجمعوا بأن المخرج بشير سلامي يقدم من خلال مسلسل «ربيحة» رؤية فنية إبداعية لمعالجة القضايا الاجتماعية في مجتمعنا، و نجح في استقطاب مئات المشاهدين ، بالنظر لجودة الصورة والصوت و الأداء في مسلسله.