يعاني قاطنو عديد الأحياء السكنية بمدينة برج بوعريريج، من تجمع أكوام القمامة بالقرب من الحاويات المطمورة المخصصة لتجميع النفايات المنزلية، بعد اللجوء إلى هذه الحاويات كبديل عن الطرق التقليدية في جمع القمامة، حيث تحتاج إلى تقنيات و شاحنات خاصة مزودة برافعة تسمح بإخراج كيس تجميع النفايات من داخل الحاوية المطمورة، و تفريغها فيما بعد بمقطورة الشاحنة المزودة بنظام هيدوليكي لضغط القمامة و دفعها نحو الداخل . و بينما تعرضت شاحنات المؤسسة المتعاقدة مع مصالح البلدية لعطب حسب ما استقيناه من معلومات من مصادرنا، غرقت العديد من الأحياء وسط النفايات التي تكدست بجوار الحاويات لمدة تزيد عن الثلاثة أيام، ما خلف استياء كبيرا بين المواطنين و سكان عديد الأحياء الذين طالبوا من سلطات البلدية بالتدخل لإنهاء هذا المشكل، و التدخل للتخلص من أكوام القمامة المنتشرة بجوار الحاويات، باستعمال الطرق التقليدية في انتظار تصليح العطب بالشاحنات لرفع القمامة من داخل الحاويات. وأثار التأخر في تفريغ الحاويات ورفع القمامة منها استياء المواطنين بعدد من الأحياء السكنية، على غرار سكان حي 250 مسكنا المتواجد بجوار طريق الوزن الثقيل والأحياء المجاورة لمركب 20 أوت، ما دفع بالعشرات من المواطنين إلى رمي النفايات بجوار الحاويات بعد امتلائها، لعدة أيام دون أن تقوم مؤسسة الردم التقني للنفايات بتحويلها إلى المفرغة العمومية، ما تسبب في انتشار الروائح الكريهة و الحشرات والكلاب الضالة. و حمل سكان الأحياء السكنية المتضررة، مصالح البلدية مسؤولية الفوضى والإهمال لنقص الرقابة على المؤسسات المتعاقدة معها، خصوصا وأن عملية تفريغ الحاويات تحتاج إلى شاحنة مزودة برافعة لإخراج كيس التجميع من وسط الحاوية وتفريغ النفايات في الشاحنة، ليتم بعدها إرجاع الكيس إلى مكانه بالحاوية، مطالبين من المؤسسة العمومية لتسيير النفايات و الردم التقني التي تعاقدت مع البلدية للتكفل برفع القمامة و النفايات المنزلية من الأحياء السكنية بعاصمة الولاية، بتحمل مسؤولياتها كاملة والعمل على إنهاء معاناتهم من انتشار الروائح الكريهة و أكوام القمامة التي أصبحت تحاصر العمارات، خاصة مع تزايد درجات الحرارة في موسم الحر، وفترة الأعراس و الولائم، الذي تزيد فيه كمية النفايات المنزلية، ما يساعد على توفر المناخ المناسب لتكاثر الحشرات و الناموس، ناهيك عن تهديد الأوساخ والنفايات لصحة السكان. و قد لجأت مصالح النظافة بالبلدية خلال السنوات الفارطة، إلى تقنية الحاويات المطمورة التي يتم ردمها تحت الأرض، بعد فشل تجارب وضع الحاويات العادية بجوار العمارات و تعرضها للسرقة، حيث توضع الحاويات المطمورة في حفر كبيرة مهيأة، و يوضع جزءها العلوي و الفوهة المغطاة فوق الأرض، ما يسهل على السكان وضع النفايات داخل الحاويات و إرجاع الغطاء إلى مكانه لسد الفوهة. فيما يتم رفع هذه النفايات بواسطة شاحنات مزودة برافعات يتم بواسطتها رفع الكيس الضخم المتواجد بوسط الحاوية المطمورة ووضع ما بداخله من نفايات منزلية بمقطورة الشاحنة المغطاة المزودة هي الأخرى بتقنيات حديثة، لكن كشفت التجربة عن عجز في توفير الشاحنات الاحتياطية وعن توفير الوسائل و الشاحنات الكافية لتغطية جميع الأحياء، خصوصا خلال تعرض احدى الشاحنات للعطب. و فيما حاولنا الاتصال برئيس البلدية، لم نتلق أي رد، فيما أكدت مصادر من مؤسسة تسيير النفايات و الردم التقني على أن المشكل ظرفي، يتعلق بعجز مؤسسة خاصة متعاقدة معها في رفع النفايات خلال الأيام الأخيرة، بعد تعرض إحدى شاحناتها لعطب في الرافعة و النظام الهيدروليكي، مؤكدة على تلقي وعود من قبل مسيري هذه المؤسسة بتدارك الأمر، في أجل لن يتعدى اليوم، لرفع النفايات المكدسة من الأحياء السكنية .