لن نرفع سقف طموحاتنا وهدفنا البقاء اعترف مدرب شباب عين فكرون توفيق كابري، بصعوبة مأمورية فريقه في دخول غمار المنافسة، وأكد على أن التأخر الكبير في التحضيرات سيلقي بظلاله على عطاء اللاعبين في الجولات الأولى من البطولة، وبالتالي على النتائج الميدانية، ومع ذلك، فقد أبدى الكثير من التفاؤل، بخصوص قدرة «السلاحف» على المحافظة على مكانتهم في وطني الهواة. كابري، وفي حوار خص به النصر ظهيرة أمس، أوضح بأن تواجده على رأس العارضة الفنية لشباب عين فكرون، جاء تلبية لنداء الواجب الذي أملته الأزمة التي يعيش على وقعها الفريق، والتي كانت قد وضعت مستقبله على كف عفريت، كما أكد على أن التركيبة البشرية، تم ضبطها في ظرف قياسي، وتزاوج بين الخبرة والطموح، ولو أنه أكد بأن تفادي السقوط إلى قسم ما بين الرابطات، يبقى الهدف المسطر، وتحدث عن نظرته للبطولة والحسابات الأولية التي يراهن عليها، إضافة إلى نقاط أخرى نقف عند تفاصيلها في هذه الدردشة. *هل لنا أن نعرف في البداية الدوافع، التي كانت وراء موافقتكم على تدريب شباب عين فكرون، رغم الأزمة الخانقة التي يتخبط فيها النادي؟ حقيقة أن الفريق يمر منذ موسمين بظروف استثنائية، كانت وراء سقوطه من الرابطة المحترفة الثانية، لكن هذه الأزمة تجاوزت الخطوط الحمراء في الأشهر القليلة الماضية، خاصة بعد الفراغ الإداري الذي عايشه الشباب، إلى درجة أن المخاوف من عدم القدرة على ضمان المشاركة في بطولة الموسم القادم، تصاعدت في أوساط الأنصار، بعد التأخر في برمجة الجمعية العامة، في الوقت الذي كانت فيه باقي الأندية، قد باشرت تحضيراتها للموسم الجديد، لكن التحركات التي بادر إليها بعض الغيورين في الآونة الأخيرة، أجبرت كل أبناء المنطقة على التجنّد، والوقوف إلى جانب الطاقم المسير الجديد، في محاولة للمساهمة في إنقاذ «السلاحف» من الاندثار، وتواجدي على رأس العارضة الفنية، يندرج في هذا الإطار، لأنني أحد أبناء الفريق، ولا يمكنني التردد في تقديم يد المساعدة، وقد وجدت نفسي مجبرا على قبول العرض الذي تقدم به الطاقم المسير الجديد . *لكن هذه المهمة تبقى عبارة عن مغامرة غير محمودة العواقب ... أليس كذلك؟ لا يمكن تصنيف تواجدي في منصب مدرب لشباب عين فكرون، في خانة المهمة المعقدة، لأنني لا أنظر إطلاقا إلى الوراء، بل كل التفكير منصب في المستقبل، لأن الجميع على دراية بالظروف الصعبة، التي مر بها الفريق منذ منتصف الموسم الفارط، وبالتالي فإنني واحد من رجال الإنقاذ، الذين وافقوا على تحمّل المسؤولية دون مراعاة العواقب، مادام المسعى يتمثل في حماية الشباب من قرار الشطب النهائي، وضمان مشاركته في بطولة الموسم القادم، ولو أنني أود استغلال هذه الفرصة لتوضيح شيء جد مهم. *تفضل .... ما هو؟ كما سبق وأن قلت، فإن المأمورية لن تكون سهلة، لكنني لا أملك العصا السحرية التي تساعدني على ترتيب البيت، ووضع القطار على السكة الصحيحة بين عشية وضحاها، والظروف الراهنة للفريق تبقي مساهمة كل الأطراف ضرورة حتمية، خاصة من حيث الدعم المعنوي، لأن وقفة الأنصار في هذه المرحلة العصيبة، تعد من أبرز الخطوات الواجب قطعها ميدانيا لإعطاء دفع إضافي للاعبين، وتمكينهم من كسب المزيد من الثقة في النفس والإمكانيات، بخصوص القدرة على تحقيق الهدف المسطر، وتجاوز مخلفات الأزمة الخانقة، التي كادت أن ترهن مستقبل الشباب في الساحة الكروية الوطنية. وكيف نجحتم في ضبط التعداد، وماذا عن التركيبة البشرية التي ستراهنون عليها؟ لقد باشرت عملي بمجرد اتصال بعض الغيورين بي، وهذا قبل تنظيم الجمعية العامة للنادي، لأنني كنت على دراية بأن مشكل ضيق الوقت، سيكون أكبر عائق نصطدم به، وعليه فقد كانت البداية بإجراء سلسلة من الاختبارات الانتقائية، بمشاركة عدد معتبر من شبان المنطقة، ولو أنني فضلت إعطاء الأولوية للشبان، الذين كانوا قد أنهوا الموسم المنصرم بألوان الفريق، وساهموا في تفادي سقوطه المباشر من الرابطة المحترفة الثانية، بعد مقاطعة غالبية لاعبي الأكابر، وتلك المجموعة الشابة كسبت الخبرة، بعد احتكاكها بأندية الرابطة المحترفة، لكن ذلك لم يمنعني من تقديم بعض المقترحات للمكتب المسير، خاصة بعد ترسيم انتخاب عزيز علاق على رأس النادي، لأنني اقتنعت بأن تدعيم التعداد ببعض اللاعبين من أصحاب الخبرة والتجربة يبقى أمرا ضروريا، وذلك لتجنب مواصلة السقوط الحر، وهذه المقترحات كللت بضم بعض الوجوه المعروفة، في الساحة الكروية الوطنية، أمثال صايبي وأحمد قارة وبن سي زرارة وحلوي وطبال وغيرهم، وهي ترسانة بإمكانها تأطير المجموعة الشابة التي سنراهن عليها، لأن عامل الخبرة في بطولة الهواة ضروري، في وجود أندية عريقة، غالبيتها سبق لها اللعب في الوطني الأول والثاني. *إلا أن التحضيرات تبقى بعيدة عن مستوى التطلعات، فهل يمكنكم تدارك التأخر المسجل؟ المهم بالنسبة لنا هو النجاح في احتواء الأزمة، ووضع القطار على السكة، خاصة بعد تسوية الوضعية الإدارية، وضمان إيداع طلبات تأهيل اللاعبين، بعد السماح لنا باستقدام عناصر جديدة، لأن هذا الأمر يعد في نظري مكسبا ثمينا، بمراعاة الظروف الصعبة، التي كان يمر بها الفريق، وتحضيراتنا انطلقت بعملية انتقاء في أوساط الشبان، والعمل الجدي بدأ منذ 5 أيام فقط، لذا فإن الجميع مقتنع بأن الفريق سيدخل في نهاية هذا الأسبوع، أجواء المنافسة الرسمية بفترة تحضير لا تتجاوز 10 حصص، وهو معدل يسد مجال المقارنة مع تحضيرات باقي الأندية، لأن غالبيتها تسبقنا بنحو شهر من التدريبات، وبالتالي فإننا سنخوض المباريات الأولى من البطولة بنية تخفيف الأضرار، ومواصلة التحضيرات موازاة مع أجواء المنافسة الرسمية، لأن تدارك التأخر الكبير أمر مستحيل، كما أننا تجنبنا فرض ضغط إضافي على اللاعبين، حيث قررنا مواصلة التدريبات بريتم عادي، وذلك لتفادي التعرض لإصابات، لأن اللاعب الهاوي يستفيد دوما من راحة كروية لا تقل عن شهرين، واستعادة اللياقة البدنية يكون بصفة تدريجية. *نفهم من كلامكم بأن الهدف المسطر لا يتجاوز حدود السعي لتفادي السقوط؟ بالنسبة لي فإن بطولة الهواة، تبقى بالنسبة لي أسهل منافسة على الصعيد الوطني، لأن الصعود فيها يقتصر على فريق واحد، وكذلك الشأن بالنسبة للسقوط، وعليه فإن غالبية الأندية تسعى لإنهاء المشوار بين المرتبة الثانية وما قبل الأخيرة، وهذه المعطيات، ساهمت بصورة مباشرة في التخفيف من درجة الضغط المفروض علينا، لأننا نراهن على تأقلم التشكيلة الشابة تدريجيا مع أجواء المنافسة، والرفع من درجة الجاهزية البدنية مع مرور الجولات، فضلا عن البحث أكثر عن التنسيق والانسجام بين الخطوط الثلاثة، لأننا سندخل غمار البطولة بأسبوع فعلي من التحضيرات، وقد أجرينا إلى حد الآن مباراة ودية واحدة، كانت ضد سريع الرحمونية، والودية الثانية مبرمجة اليوم أمام نصر الفجوج، لكن هذا العدد من الوديات لن يكون كافيا لضبط الأمور، بل سيسمح لنا بأخذ نظرة أولية عن مدى جاهزية أي عنصر لدخول المنافسة الرسمية، وهدفنا ينحصر في ضمان البقاء في وطني الهواة، والمراهنة أكثر على التكوين، في ظل توفر المادة الخام التي نستطيع الاستثمار في قدراتها، كما أن الفريق لن يستطيع مسايرة ريتم البطولة إلا بعد مرور 10 جولات على أقل تقدير.