الجزائر شريك استراتيجي في مبادرة «طريق الحرير» الصينية يشارك الوزير الأول أحمد أويحيى، في أشغال القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي، التي تحتضنها بكين يومي 3 و 4 سبتمبر أين سيمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة التي تكتسي أهمية بالغة بعد إعلان الصين رغبتها في إعادة إحياء «طريق الحرير» الذي يعد من أكثر السياسات طموحا لبكين، كما قررت الصين ضخ استثمارات في البنى التحتية للدول المنضوية تحت هذه المبادرة. غادر الوزير الأول أحمد أويحيى، الأحد، الجزائر متوجها إلى بكين أين سيمثل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في القمة الثالثة لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي المقرر يومي 3 و 4 سبتمبر، وهذا حسبما جاء في بيان لمصالح الوزير الأول. وأوضح البيان أن الوزير الأول سيكون مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل. وتستضيف بكين هذا الاثنين قمة صينية أفريقية ستركز إلى حد كبير على تقوية التعاون الاقتصادي بين الطرفين. وتعتبر الصين الشريك التجاري الأول للقارة السمراء. ويتزامن المنتدى مع مبادرة الصين الجديدة المتعلقة بطريق الحرير مثلما عبر عنها الرئيس الصيني بوضوح في قمة بريكس في جنوب إفريقيا حينما أكد أن بلاده تربطها علاقات شراكة استثمار مع إفريقيا وليس علاقات اتجاري وفقط . وعرفت العلاقات الجزائريةالصينية خلال السنوات الماضية، نموا متسارعا تجلى في محافظة الصين على مرتبة الشريك التجاري الأول للجزائر بمعدل سنوي يفوق 8 مليار دولار أمريكي، من إجمالي الواردات الجزائرية وانجاز عدة مشاريع للبنى التحتية عبر ربوع التراب الوطني، كما تم تسجيل دعم لافت للإطار القانوني للتعاون الثنائي بجملة من الاتفاقيات كتلك الموقعة في مجال الفلاحة والصيد البحري وغيرها من القطاعات. وكان وزير الخارجية السيد عبد القادر مساهل، قد أكد في حواره مع الوكالة الصينية "شينخوا" أن الجزائر تعد بحكم علاقاتها المتميزة مع الصين ودورها المحوري في العالم العربي فاعلا أساسيا لتحفيز التعاون الصيني العربي. وشمل التعاون بين الجزائروبكين مجالات المتعددة منها مجال علوم وتكنولوجيا وتطبيقات الفضاء والتي توجت بالإطلاق الناجح لأول قمر صناعي جزائري للاتصالات "ألكومسات 1" انطلاقا من الأراضي الصينية بتاريخ 11 ديسمبر 2017، حيث شكل هذا الحدث المتميز محطة هامة في تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين. ومن بين المشاريع الهامة التي يركز عليها البلدان نذكر مشروع ميناء الحمدانية الكبير بولاية تيبازة الذي يكتسي طابعا استراتيجيا على المستويين الوطني والإقليمي، حيث سيسمح بربط السوق الصينية بالسوق الإفريقية من خلال الطريق العابر للصحراء الذي يصل الجزائر بلاغوس في نيجيريا، كما أنه يشكل قطبا لجذب المستثمرين نحو المنطقة اللوجيستية الهامة المحيطة بالميناء ومن خلالها نحو المنطقتين المتوسطية والإفريقية. وتسعى الصين إلى تطوير علاقاتها مع إفريقيا، لتصبح شراكة إستراتيجية من خلال فتح مرحلة جديدة في التعاون المربح للطرفين والتنمية المشتركة. وأعلنت أيضا عن عشر خطط كبرى لتعزيز التعاون المربح للطرفين، وتخصيص ستين مليار دولار أمريكي للتنمية في أفريقيا، حيث كشفت بكين في سبتمبر 2015، في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن تأسيس صندوق لدعم تعاون الجنوب- الجنوب وتوفير ملياري دولار أمريكي للمرحلة الأولى لدعم الدول النامية في تنفيذ أجندة التنمية لما بعد 2015. ومواصلة الاستثمار في الدول الأقل نموا لتبلغ قيمة استثمارات الصين12مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030.