مشكل الملعب والديون يهدّدان نجم البسباس بالأفول اعتبر رئيس نجم البسباس عبد العزيز بلهاني، الانطلاقة المتواضعة التي سجلها فريقه في بطولة ما بين الجهات للموسم الجاري، من العواقب الحتمية للأزمة الخانقة، التي عاش على وقعها طيلة الصائفة الفارطة، والتي أبقت مصيره مجهولا إلى غاية آخر لحظة من الآجال القانونية المحددة للانخراط، ولو أنه أكد في نفس السياق على أن الوضعية الراهنة توحي حسبه بأن النجم يبقى مهددا بالأفول، وأن الانسحاب من البطولة يعد الطرح الأقرب إلى المنطق. بلهاني، وفي دردشة خص بها النصر، أوضح بأن نجاح نجم البسباس في تفادي الشطب النهائي، ودخوله أجواء المنافسة يعد في حد ذاته انجازا باهرا، لأننا على حد قوله «لم نكن قادرين على تجاوز الأزمة الخانقة التي نعاني منها منذ 4 سنوات، خاصة بعد بلوغها الذروة إثر ارتفاع مؤشر الديون إلى أعلى المستويات، وملامستها عتبة 2,5 مليار سنتيم، في وقت ظلت فيه الخزينة خاوية، وحصة الدعم المقدم من طرف الهيئات العمومية، تقلص خلال الصائفة الماضية، بالمقارنة مع ما كان معمولا به في سابق السنوات، الأمر الذي أخلط كل حساباتنا، وجعلنا نصطدم بمشاكل عويصة». واستنادا إلى ذات المتحدث، فإن أوضاع الفريق ازدادت تفاقما بعد بداية الموسم، خاصة وأن اشكالية الملعب طفت على السطح، وتشكيلة الأكابر تضطر إلى التنقل يوميا على الذرعان لاجراء التدريبات، بسبب الأشغال التي تمت برمجتها على مستوى ملعب ناصر عمار بالبسباس، والتي تسير كما صرح «بسرعة السلحفاة، لأن العملية مقسمة على شطرين، والجزء الأول متلعق بالجدار الخارجي للملعب، والذي توشك أشغال تشييده على نهايتها، بينما يبقى ملف الأرضية غامضا، والملعب أصبح عبارة عن ورشة عمل مفتوحة، بسبب عدم احضار العشب الاصطناعي الجديد». وفي هذا الصدد، أوضح بلهاني بأن جوهر الاشكال في قضية الملعب يتعلق بالفئات الشبانية، لأننا حسب قوله «لم نتمكن إلى حد الآن من تجميع اللاعبين بسبب عدم توفر البلدية على ملعب، ومن المستحيل التنقل بأربعة اصناف إلى بلدية مجاورة لإجراء الاختبارات الانتقائية، هذا فضلا عن رفض الأولياء الترخيص بنقل أبنائهم يوميا إلى داغوسة أو الزريرز لإجراء التدريبات، الأمر الذي جعلنا نواجه خطر الانسحاب النهائي من المنافسة، بسبب عدم استطاعتنا وضع اللبنة الأساسية لهيكلة وتأطير الأصناف الصغرى بجميع فئاتها». وكشف رئيس نجم البسباس، في معرض حديثه عن المساعي الحثيثة التي قام بها في محاولة لإخراج الفريق من هذه الدوامة، لكنني كما استطرد «وجدت نفسي وحيدا، وقد طرقت جميع الأبواب على أمل النجاح، في إيجاد استجابة لنداء الاستغاثة الذي أطلقناه منذ نهاية الموسم الفارط، إلا أن دار لقمان تبقى على حالها، والوعود التي تلقيناها من مسؤولي مختلف الهيئات، مازالت لم تجد طريقها إلى التجسيد الميداني، مما أدى إلى ارتفاع قيمة الديون، في غياب أي مؤشر بخصوص انفراج الأزمة في القريب العاجل». وانطلاقا من هذه المعطيات، أكد بلهاني بأنه لم يعد قادرا على تحمل مسؤولية تسيير النادي بمفرده، الأمر الذي جعله يلوّح بالاستقالة، مع وضع مستقبل النجم على كف عفريت، وصرح في هذا الشأن قائلا : «الانطلاقة المتواضعة في بطولة هذا الموسم كانت منتظرة إلى حد بعيد، لأننا لم نقم بأي تحضير جدي، والمهم بالنسبة لنا النجاح في وضع القطار على السكة في آخر لحظة، بتجميع اللاعبين والدخول مباشرة في أجواء المنافسة الرسمية، هذا فضلا عن الآثار البليغة التي خلفتها الأزمة المالية الخانقة، ومخاوفنا الكبيرة على مستقبل الفريق، ليست مستمدة من النتائج المتواضعة التي سجلناها في بداية هذا الموسم، بل من المؤشرات المستقبلية، لأننا تعوّدنا على مثل هذه الانطلاقة، ونتدارك الوضع مع مرور الجولات، لكن تواصل مشكل التمويل والملعب يدفعني شخصيا إلى التفكير في رمي المنشفة، بعد مباراة الجولة الثالثة ضد حمراء عنابة».