أبدت نقابات التربية الوطنية استعدادا للتكفل بالتلاميذ الذين يواجهون صعوبات بيداغوجية عن طريق الدروس الاستدراكية، أو باستقبالهم بطريقة تطوعية أيام السبت والثلاثاء، لكن دون إلزامهم بذلك، في وقت قام مدراء للتربية بإمهال المؤسسات التعليمية إلى غاية يوم غد الأربعاء لتسليمهم رزنامة تتضمن طريقة تنظيم العمل أيام العطل. ما يزال الجدل حول العمل أيام السبت والفترة المسائية لأيام الثلاثاء قائما على مستوى التنظيمات النقابية، التي تلقت مقترح الوزارة ببعض التردد، بسبب خشيتها من أن يفرض هذا الإجراء على الأساتذة المعنيين بالمعالجة البيداغوجية، التي تخص أقسام السنة الأولى والثانية ابتدائي والأولى متوسط، وفق ما جاء في المنشور الذي أصدرته مديرية التعليم الأساسي لوزارة التربية الصادر منتصف الشهر الجاري، في وقت قام مدراء للتربية عبر بعض الولايات بإمهال المؤسسات التعليمية إلى غاية غد الأربعاء لتسليمهم الرزنامة التي تنظم العمل يومي السبت والثلاثاء. وأكدت نقابات القطاع استعداد الأساتذة للعمل بطريقة تطوعية باستقبال التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في الفهم خلال أيام الأسبوع، أو بإدراجهم ضمن المستفيدين من الدروس الاستدراكية التي تعني المواد الأساسية، مع إمكانية اقتطاع جزء من أيام الراحة للتكفل بهذه الفئة إن اقتضت الضرورة ذلك، لكن دون تحول هذا العمل التطوعي إلى قرار يفرض على الأساتذة فرضا من قبل الوزارة دون مقابل مالي. وقال رئيس نقابة ثانويات الجزائر عاشور إيدير في هذا السياق، إن قرار العمل خلال العطل غير قابل للتنفيذ ميدانيا، نظرا لصعوبة إلزام تلاميذ في السنتين الأولى والثانية ابتدائي بتلقي دروس استدراكية، بحجة أن الطفل في هذه المرحلة ما يزال عبارة عن صفحة بيضاء يقوم الأستاذ بملئها بالمعارف الأساسية، فضلا عن استحالة فرض إجبارية العمل أيام العطل من الناحية القانونية، في حين يمكن للأستاذ وفق المصدر، أن يقوم بطريقة إرادية بالتكفل بتلاميذه في حال وجد تفاوتا في فهم الدروس، عن طريق تخصيص حيز من وقته خلال أيام الأسبوع، أو القدوم إلى المؤسسة التعليمية أيام العطل إن رغب في ذلك، من أجل القيام بالمعالجة البيداغوجية بغرض تدارك الغيابات أو تأخر الدروس لكن دون مقابل. واعتبر من جهته صادق دزيري رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين العمل التطوعي مسألة فردية تعود للأستاذ، مقترحا في المقابل اتخاذ إجراءات إضافية لتحسين مستوى أداء التلميذ، من بينها تخفيف الحجم الساعي للدروس في الطور الابتدائي، وتشجيع الدروس الاستدراكية خلال أيام الأسبوع، مع تخصيص أيام العطل للراحة فقط واسترجاع الأنفاس استعدادا لاستقبال التلاميذ من جديد. ويعتقد رئيس نقابة السنابست مزيان مريان بأن التدريس أيام السبت والثلاثاء يخضع لاستعدادات التلاميذ، ومدى قدرتهم على البقاء لوقت أطول بالمؤسسات التعليمية خلال الأسبوع، مقترحا من أجل تحفيز المتمدرسين على المثابرة والعمل، تدعيم الأنشطة الرياضية والترفيهية والموسيقى والرسم، مع تخفيف المناهج، فضلا عن ضرورة مراجعة قيمة الساعات الإضافية لتشجيع الأساتذة على العمل في العطل، على غرار قطاعات أخرى، وهو ما سيخدم الوزارة والأساتذة على حد سواء. في وقت يرى رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد بأن تعميم دروس الدعم على مستوى المؤسسات التعليمية سيساهم في الحد من الدروس الخصوصية، التي تستنزف طاقة التلميذ وكذا ميزانية الأسر، دون خضوعها إلى المعايير البيداغوجية، أو إلى تقييم مسبق لمستوى التلميذ لحصر الصعوبات البيداغوجية التي تواجهه في القسم، فضلا عن اعتماد معظم المدارس المتخصصة في هذا المجال على أساتذة ليس لهم أي صلة بالتعليم، بعضهم طلبة جامعيون وموظفون في قطاعات مختلفة، مذكرا بإقدام مديريات للتربية على مطالبة المؤسسات التعليمية بتحديد برنامج مضبوط استعدادا لتطبيق قرار الوزارة، التي لم تفصل بعد فيما إذا كانت التعليمة التي أصدرتها مديرية التعليم الأساسي إلزامية أم لا.