رغم تحفظ الأساتذة والنقابات.. ** * وضع جهاز لمعالجة صعوبات التعلم لدى التلاميذ أصدرت مديرية التعليم الأساسي بوزارة التربية الوطنية تعليمة تقضي بوضع جهاز دائم للمعالجة البيداغوجية بهدف التكفل بالتلاميذ الذين يعانون من صعوبات في التعلم ولتحسين مستواهم ومن الإجراءات المتخذة بهذا الخصوص فتح أبواب المدارس يوم السبت بهدف استدراك ما يمكن استدراكه وهو أمر يتحفظ عليه كثير من الأساتذة والنقابات. وتدعو التعليمة التي تحمل رقم 247/ 002 والموجهة إلى مديري التربية ومفتشي التعليم الابتدائي والمتوسط وكذا مديري المتوسطات إلى وضع جهاز دائم للمعالجة في اطار مشروع المؤسسة من أجل التكفل بالتلاميذ الذين يعانون من مختلف الصعوبات (...) يكون قادرا على الاستجابة للمتطلبات التي تم تشخيصها من خلال مختلف اشكال التقويم . وحسب التعليمة فان المعالجة البيداغوجية تخص التلاميذ الذين اظهر التقويم صعوبات في تحصيلهم المعرفي او المنهجي سواء اثناء السنة الدراسية او بعد انتقالهم إلى مستويات أعلىي خاصة بين الاطوار المفصلية (السنتين الاولى والثانية ابتدائي والسنة الاولى متوسط) . وتضيف التعليمة انه في هذه المرحلة من التعليم كثيرا ما يسجل فيها عدم تجانس ملامح المتعلمين ويتطلب هذا الامر من القائمين على الفعل التربوي معالجة الصعوبات من خلال وضع جهاز عمل دائم تحت مسؤولية مدير المؤسسة يكون كفيلا بمعالجة الصعوبات وسد الثغرات لدى المتعلمين من جهة وبتحقيق التجانس في المستويات المعنية يسمح لكل المتعلمين من مواصلة تعلماتهم من جهة ويحد في الوقت نفسه من مظاهر الرسوب والتسرب المدرسي . ومن بين الاجراءات المتخذة لمعالجة الصعوبات التي يعاني منها التلاميذ ومحاربة الرسوب والتسرب المدرسي نصت التعليمة على ضرورة وضع رزنامة تحدد فيها فترات انجاز المعالجة البيداغوجية خلال ايام الاسبوع بما فيها امسية الثلاثاء ويوم السبت وذلك خارج التوقيت المدرسي. وفي هذا الاطار دعت إلى اشراك اعضاء الجماعة التربوية من اساتذة ومستشاري الارشاد والتوجيه المدرسي وكذا ممثلي التلاميذ والاولياء في اعداد خطة عمل باستغلال كل الوسائل المادية والبشرية التي تتوفر عليها المؤسسة. كما طالبت الفريق التربوي بتشخيص الصعوبات من خلال تحليل نتائج التقويم التحصيلي او استغلال جداول المكتسبات القبلية للأطوار المفصلية وهو الامر الذي يسمح بتصنيف التلاميذ حسب طبيعة الصعوبة من جهة وتحديد طبيعة المعالجة من جهة اخرى وتتوج العملية بتقييم وتحليل درجة تحسن مستوى التلاميذ المعنيين بالمعالجة. وأوضحت التعليمة ان هذا الاجراء يندرج في اطار تحقيق مدرسة الجودة وتطبيق مبدأ الانصاف بين المتعلمين تطبيقا لمضمون المنشور الاطار القاضي بوضع جهاز للمعالجة والمتابعة البيداغوجية للتلاميذ. وكانت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط قد أكدت أمس الاثنين من الوادي أن هذه التعليمة هي نتاج عمل خبراء وباحثين لأزيد من أربعة (04) سنوات حيث أثبتت دراساتهم الميدانية انها ضرورة ملحة لسد العجز المسجل في التحصيل التعليمي البيداغوجي لدى التلاميذ. وأكدت ايضا أنها ليست إجبارية بل خيار التنفيذ يرجع للأستاذ مشيرة أن مصالحها سجلت قيام العديد من الأساتذة بحصص معالجة لتحسين التحصيل العلمي لتلاميذهم فهي في شق آخر جاءت استجابة لمطالب فئة كبيرة من الأساتذة لتكريس مجانية الدروس الخصوصية. هذا موقف النقابات.. وبشأن ردود الفعل المسجلة تجاه هذه التعليمة فإن نقابات القطاع سجلت تحفظها حيث ترى أن هذه التعليمة ستحرم الأساتذة من عطلة يوم السبت وأمسية يوم الثلاثاء. واكد الامين العام للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الابتدائي محمد حميداتي أن النقابة فوجئت بهذه التعليمة التي من شأنها حرمان اساتذة التعليم الابتدائي ومديري المؤسسات من عطلة نهاية الاسبوع التي هي مكرسة قانونا . وأضاف السيد حميدات أن النقابة ترى أن الحجم الساعي المطبق في التعليم الابتدائي حاليا لا يتناسب مع القدرات الذهنية للتلميذ وكذا الامر بالنسبة لجهد الأستاذ الذي يدرّس ما بين 27 و30 ساعة اسبوعيا وهو الامر الذي اعتبرته النقابة مضر بالنسبة للتلاميذ والاساتذة على حد السواء. كما انتقد نفس المتحدث عدم استشارة النقابة قبل اصدار الوزارة لهذه التعليمة مؤكدا أن المعالجة البيداغوجية تتم من خلال دروس بسيطة وهادفة دون المساس بحقوق الأستاذ والتلميذ في الاستفادة من عطلة نهاية الاسبوع . بدوره استغرب الامين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية والتكوين بوعلام عمورة هذا القرار الذي يرغم الاساتذة على العمل لتقديم دروس المعالجة البيداغوجية خلال عطلة نهاية الاسبوع المكرسة في القانون مشيرا إلى أن معالجة صعوبات التلاميذ تتم طيلة أيام الاسبوع ولا تحتاج إلى تسخير استثنائي للأستاذ وباقي الجماعة التربوية كالمدير والمستشارين التربويين وغيرهم. وأشار في هذا السياق إلى رفع طلب نقابته لاستفسار للوزيرة بشأن المعالجة البيداغوجية والذي يخصص لها مبلغ مالي بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي في حين ان اساتذة التعليم الابتدائي والمتوسط لا يتقاضون عنها اي مقابلي مشيرا إلى ان مثل هذا القرار من شأنه ارهاق الأستاذ اكثر وادخال القطاع في اضطرابات والتلميذ إلى التعب وعدم الاستيعاب. من جانبه تأسف المكلف بالإعلام للمجلس الوطني لمستخدمي قطاع التدريس ثلاثي الأطوار للتربية (كنابست) مسعود بوديبة لهذا القرار الذي اعتبرته انفرادي ي معتبرا ان المعالجة البيداغوجية جزء من العمل اليومي للأستاذ وهي موجودة في الحجم الساعي للأستاذ ولا يمكن ان تتم بصفة مستقلة أو في اطار جهاز خاص. أما الاتحادية الوطنية لعمال التربية المنظوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين فأكدت ان العطلة الاسبوعية مقننة في يومي الجمعة والسبت وهي من حق كل العمال الجزائريين مستندة في ذلك إلى المرسوم التنفيذي رقم 97-5 الذي يحدد تنظيم ساعات العمل وتوزيعها في قطاع المؤسسات والادارات العمومية.