تسربات للمياه القذرة بحيين يشتكي المئات من سكان حيي سيدي رواق و النصر بمدينة طولقة غرب ولاية بسكرة، هذه الأيام، من تدهور بيئي خطير بسبب اهتراء قنوات الصرف الصحي و تدفق المياه القذرة إلى السطح، ما أدى إلى انتشار واسع لمختلف أنواع الحشرات الضارة التي أقضت مضاجعهم، و نغصت عليهم راحتهم. إلى جانب انتشار روائح كريهة التي أثرت سلبا على العائلات المقيمة، لاسيما المصابين منهم بأمراض الحساسية و الربو الذين واجهتهم صعوبات جمة في التنفس، إلى جانب رواد المسجد و مستعملي شارع سي الحواس. و حسب بعض السكان المتضررين في اتصالهم بالنصر، فإنه رغم الوضعية المزرية و الخطيرة، إلا أن السلطات المحلية لم تسارع إلى التدخل لحل المشكلة التي تتفاقم من يوم لآخر و تهددهم بجميع المخاطر الصحية، فيما يتساءل البعض الآخر عن سر تماطل السلطات لمشكلتهم التي وجهوا بشأنها مجموعة من الشكاوى، مطالبين من خلالها سواء بتسجيل مشروع جديد أو التدخل العاجل لإنهاء معاناتهم اليومية التي زادت من متاعبهم. و أعرب السكان عن مخاوفهم الكبيرة من عواقب التدهور الكبير للمحيط، و خطر اختلاط مياه الشرب بالمستعملة و أشار بعضهم إلى أن المعاناة شملت حتى المصلين بالمسجد، حيث يجدون صعوبات جمة في أداء فريضة الصلاة في ظروف ملائمة، بسبب تدفق المياه بالقرب من المسجد و انتشار الروائح الكريهة. بعد أن تحولت الساحة القريبة إلى بركة مائية متعفنة تهدد الصحة العمومية، الأمر الذي دفع بالمتضررين إلى دق ناقوس الخطر و مطالبة السلطات المحلية بضرورة التدخل للحد من هذه الكارثة الخطيرة. السلطات المحلية أقرت على لسان رئيس الدائرة في اتصال بالنصر، بحجم المشكلة التي أرجعها إلى حالة الاهتراء على مستوى قنوات الصرف المنجزة في الثمانيات بمواد لم تعد صالحة في الوقت الراهن. مشيرا في سياق حديثه، إلى أن عملية تجديد القنوات تتطلب غلافا مالي يقارب ال4 ملايير سنتيم وفقا للدراسة المعدة و العملية مقترحة في برنامج مديرية الموارد المائية، مضيفا بأن المقطع المتضرر يتطلب حوالي1.1 مليار سنتيم و قد أعد بشأنه، حسب ذات المسؤول، البطاقة التقنية لحماية السكان من جميع المخاطر المحدقة بهم.