يتبع بعضها تحول إلى أطلال منابع مهملة و أخرى مسيرة بطرق بدائية بالطارف تتوفر ولاية الطارف ، على ثروة هائلة من المنابع الحموية جلها منتشرة بالمناطق الشرقية الجنوبية للولاية ، من شأنها جعل الولاية قطبا متخصصا في السياحة الحموية العلاجية بإمتياز على مدار فصول السنة ، للخصوصيات المتنوعة التي تتمتع بها هذه المنابع بعد أن أفضت الدراسات أنها ذات قيمة سياحية وعلاجية ، حيث لا يختلف إثنان في ميزة مياهها العلاجية من عدة أمراض ،خاصة المستعصية . منابع حموية تعاني الإهمال وأخرى تستغل تقليديا أحصت مديرية السياحة 10منابع حموية سياحية تتواجد عبر 5بلديات حدودية وجبلية ،ويتعلق الأمر بثلاث منابع حموية سيدي جاب الله ببلدية بحيرة الطيور ، المنبعين الحمويين حمام بني صالح بلدية حمام بني صالح ، ثلاث منابع حموية سيدي طراد ببلدية الزيتونة، المنبع الحموي زطوط بلدية بوحجار والمنبع الحموي «الحمام» بلدية بوقوس ، حيث و رغم الأهمية التي تشكلها هذه المنابع الحموية في تنويع وتشجيع أنماط السياحة المحلية ، وخاصة السياحة الحموية العلاجية ، ألا انها تبقى تعاني الإهمال وتستغل بطرق تقليدية وبدائية إنعكست سلبا على ترقية هذا المجال ، في ظل تقاعس البلديات المعنية تثمين هذه الثروة وسوء التعاطي مع هذه الثروة بتشجيع الإستثمار وتوفير المرافق الخدماتية المطلوبة لاستقطاب السياح والزوار لدعم إيراداتها وإستحداث مناصب الشغل للعاطلين ، كما يعاب على البلديات غياب نظرة إستشرافية لإستغلال قدراتها من المنابع للترويج للمنتوج السياحي الحموي ،ذلك بتأهيل المنابع و جعلها رافدا إضافيا لطوير القطاع السياحي وخلق القيمة المضافة ، وهذا بعد أن تم على مر السنوات الفارطة منح المنابع الحموية للخواص لتسييرها بطرق عشوائية بمبالغ زهيدة دون إلزامهم بدفاتر شروط للاعتناء بالمنابع الحموية، وإنشاء المرافق التي يحتاجها الزوار ، بالشكل الذي أدى إلى تدهور حالة أغلب المنابع و تصدع الغرف القديمة التي شيدها الزوار القادمين من الولاية وخارجها بأموالهم الخاصة للميت فيها طيلة قضاء فترة العلاج والإستجمام و التي أصبحت تشكل خطرا بعد أن باتت أيلة للإنهيار. هجرة جماعية للزوار و منابع تتحول إلى حمامات تفتقر بعض المنابع الحموية المحلية لأبسط شروط التهيئة من ذلك غياب المسالك وتدهور حالة الطرقات المؤدية لها ، على غرار المنبع الحموي زطوط ببلدية بوحجار أقصى الحدود ، حيث يواجه من يقصدونه صعوبة بالغة للوصول إليه للعلاج بمياهه الساخنة خاصة المسنين والمرضى منهم ، حيث يضطرون إلى ركن مركباتهم على مسافة تقارب كيلومترين ثم التنقل مشيا على الأقدام وسط تضاريس جبلية وعرة ، خاصة وأن الموقع فاقت شهرته حدود الوطن لخصائصها العلاجية في التداوي من بعض الأمراض المستعصية ،من جهة أخرى يبقى زوار المنابع الحموية يشكون من انعدام الإنارة ووسائل النقل وعدم توفر المياه ، فضلا عن انتشار الأوساخ والنفايات والحيوانات الضالة بجوار هذه المنابع و افتقارها لأبسط المرافق الخدماتية التي يحتاجونها ، ما جعل بعض الزوار يجلبون أغراضهم وحاجياتهم معهم ، ويجمع المتتبعون أن المنابع الحموية بالولاية تحول بعضها إلى أطلال مهجورة بعضها هجرها المواطنون وأخرى عبارة عن حمامات ،أمام لامبالاة المسؤولين والمنتخبين في إستغلال هذه الثروة لترقية وتشجيع السياحة الحموية وخلق الثروة ومناصب الشغل أمام المؤهلات التي تمتاز بها هذه المواقع ذات الطابع الصحي، بشكل جعلها على الدوام قبلة مغرية لآلاف الأشخاص يقصدونها دوريا للإستجمام والعلاج، ما شجع عديد رجال الأعمال الذين أودعوا طلبات لدى المصالح المعنية بغرض الاستثمار في هذه المنابع الحموية. بغية تطوير هذا الميدان لجلب السياح من مختلف مناطق الوطن وحتى من الخارج ، اعتراضات تعيق الاستثمار كشف القائمون على قطاع السياحة بالولاية عن إستقبال العديد من الطلبات للاستثمار في المنابع الحموية، حيث تعكف حاليا لجنة مختصة مشكلة من مختلف القطاعات على دراسة الملفات، أو تم مؤخرا توزيع قرارات امتياز لفائدة 8متعاملين لإنجاز محطات حموية بكل من بلديات بحيرة الطيور ، حمام بني صالح والزيتونة ، فيما تعمل المصالح المعنية على توفير كل التحفيزات بغية جعل المنابع الحموية قبلة للسياحة والراغبين في العلاج و الاستجمام ، خاصة عبر المنابع الثلاث المشهورة منها المنبع الحموي لحمام ‘'سيدي طراد'' الذي يعود تاريخ إنجازه إلى القرن 19، حيث عرف أول تهيئة له في سنة 1945 ،تاريخ بناء حمامين اثنين ،ويتواجد منبع سيدي طراد على بعد 7 كيلومترات شرق مقر بلدية الزيتونة الحدودية الجبلية، وهذا ما يفسر جاذبيته المتواصلة للسكان المعنيين مباشرة، وكذا البلديات المجاورة وحتى مناطق أخرى بعيدة من خارج الولاية ، زيادة على المناخ الذي يميز المنطقة والذي يخفف من درجة الحرارة صيفا ،ويتمتع هذا المنبع حسب الدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية بعدة خصوصيات فيزيائية وكيماوية وعلاجية، تتمثل في حرارة الخروج 40 درجة مئوية وبتدفق قدره 40 لتر/ ثانية، فضلا عن معالجته لأمراض الروماتيزم والأعصاب والجلد والغشاوة وكذا أمراض المفاصل ، لكن يظل مستغلا تقليديا وتحاول مديرية السياحة أن تجعله أقرب إلى الحداثة من خلال فتح مجال الإستثمار أمام المتعاملين الخواص . كما يوجد منبع ‘'زطوط'' الحموي على بعد 6كيلومترات شرق بلدية بوحجار، حيث تبين من خلال الدراسة المنجزة من طرف المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية أن المياه المعدنية التي تتدفق من هذا المنبع بقوة 10 لتر/ ثانية وبحرارة خروج 42 درجة مئوية، و من شأنها معالجة أمراض مختلفة كالروماتيزم وتصلب الشرايين وأمراض النساء والجلد والغشاوة والجهاز البولي، أما المنبع الحموي الثالث الذي يقع ببلدية بحيرة الطيور فهو منبع ‹›سيدي جاب الله'' فيعد إرثا طبيعيا آخر وموردا هاما للسياحة العلاجية، حيث يبعد عن مقر الولاية ب 20 كلم جنوبا و يتميز بحرارة خروج الماء ب 45 درجة مئوية، وبتدفق 3 لتر/ ثانية ،ومن شأنه هو الآخر معالجة عدة أمراض، كما هو الحال للمنبعين السابق ذكرهما ،وذلك استنادا للدراسة التي قامت بها المؤسسة الوطنية للدراسات السياحية . كما يوجد بالولاية مناظر خلابة و فضاءات للراحة بمحيط المنابع الحموية ، إضافة إلى عدة مواقع تاريخية ،أثرية و طبيعية خلابة ، ونظرا للمواقع الجغرافية للمنابع الحموية وأهميتها العلاجية ،العلمية ،البيئية والإيكولوجية وتضاريسها ومناخها الجزئي، يمكن لها أن تشكل معطيات و مؤشرات إيجابية لإنشاء مجمعات طبيعية واسعة يمكن ممارسة السياحة العلاجية و الرياضة و السياحة الإيكولوجية العلمية والأثرية . غير أن غياب إستراتجية يرهن مستقبل السياحة الحموية التي تبقى أفاقها واعدة ، وهذا أمام «العراقيل التي تصادف المستثمرين اقتحام المجال» وفق تصريحات بعضهم ، الذين قالوا بأن منهم من تحصلوا على عقود الإمتياز لإنجاز محطات حموية اصطدمت بإعتراض مواطنين بحجة أن الأرضية ملكا لهم ، على غرار ما حدثبالنسبة لمنبعي بحيرة الطيور و حمام سيدي طراد ، في الوقت تسعى السلطات المحلية جاهدة لحل الإشكال بالطرق الودية مع المعترضين قبل اللجوء إلى تطبيق القوانين، لتمكين المستثمرين من الإنطلاق في إنجاز مشاريعهم التي يعلق عليها آمالا كبيرة لإعطاء دفع للسياحة الحموية بالولاية، وجعلها قبلة للسياح في هذا المجال. قيمة علاجية ضحية سوء استغلال و يجمع أطباء تحدثت إليهم «النصر « على الأهمية والقيمة التي تكتسيها المنابع الحموية في العلاج من عدد من الأمراض التي تتطلب أموال كبيرة في المصحات والعيادات الخاصة للتشافي منها ، مثل أمراض النساء ، الأعصاب ،أمراض الشرايين ،الروماتيزم وأمراض العظام وغيرها ، حيث أكد الأخصائي في الأمراض العصبية الدكتور عبلة عبد النور ، أهمية إعادة الإعتبار للمنابع الحموية وجعلها تلعب دورها العلاجي السياحي ، بالنظر لما توفره المنابع الحموية المحلية من منافع صحية جمّة على المرضى لقدرة مياهها الساخنة الممزوجة الغنية بالمعادن على علاج قاصديها من عدة أمراض مستعصية ، على نحو صارت معه فيه المنابع السياحة الحموية رافدا اجتماعيا وإقتصاديا وقبلة مفضلة للباحثين عن العلاج والاستجمام من مختلف المناطق ،الذين باتوا لايستغون عن المياه العلاجية لهذه المنابع الطبيعية ذات الخصوصيات العلاجية الفريدة من نوعها ،بالرغم من عزلة بعض من هذه المنابع وإفتقارها لأبسط المرافق وشروط النظافة ،وأشار أحد المختصين عن محاولة إقتحام أطباء الإستثمار في هذا المجال ، غير أنهم اصطدموا بالعراقيل الإدارية خاصة عدم تسوية الوضعية القانونية للعقار وعدم تهيئة المنابع، وهو ما بات يرهن مستقبل السياحة العلاجية الحموية التي باتت تعاني الإندثار. من جهتها حذرت مصالح الوقاية من مخاطر الأوبئة والأمراض التي تتربص بمرتادي بعض المنابع الحموية أمام الطرح العشوائي للمياه المستعملة ومياه الغسيل وتعفنهما ، وهذا في غياب الربط بالشبكات لتجنب أي طارئ صحي، خاصة خلال أيام الحر صيفا ،بالرغم من إخطار البلديات ومكاتب حفظ الصحة معالجة المشكلة ودفع المستأجرين إيجاد حلول تقنية لصرف المياه المستعملة نحو أماكن مخصصة لها. بلديات في موقف المتفرج من جهتها أكدت بعض البلديات عجزها عن التكفل بتهيئة وتأهيل المنابع الحموية لجعلها أداة في التنمية المحلية بتثمين إيرادات الجماعات المحلية ، وهذا أمام محدودية إمكانياتها المادية ، مشيرة أنها كانت قد رفعت بطاقات تقنية و إقتراحات للسلطات المحلية من أجل تخصيص أغلفة مالية لإعادة الإعتبار لمواقع المنابع التي توجد حاليا في وضعية لا تحسد عليها أمام تدهور حالها من جميع النواحي ، في غياب عملية الصيانة الدورية ، وكذا ترميم الطرقات لتسهيل تنقل المواطنين والربط بالكهرباء والمياه وتسوية مشاكل النزعات العقارية بخصوص الطبيعة القانونية لهذه المنابع .وأردفت البلديات أنه تم اللجوء لتأجير منابع للخواص بمبالغ محتشمة يستغلونها بطرق بدائية مما تسبب في تدهور حالتها، دون القيام بأبسط العمليات المطلوبة منهم، وخاصة مرافق الخدمات والراحة والإستجمام ، ما دفع عدد من البلديات لاسترجاع المنابع الحموية من الخواص ووضعها بين أيدي مصالح السياحة التي تسعى إلى توجيه المستثمرين لتشجيع هذا النمط من السياحة. نوري.ح روبورتاج نوري/حو زوار خنشلة لا يجدون سوى المياه المعدنية حمامات تتحول إلى خراب و أخرى تقاوم تتوفر ولاية خنشلة على منابع وحمامات ذات خصائص علاجية فائقة لكنها تظل مهملةّ، فمنها ما تحول إلى أطلال ومنها ما يستغل وسط ظروف صعبة،فتلك المياه المتفجرة وسط طبيعة خلابة وبخار الفوهات البركانية التي تعود إلى قرون مضت، تبقى دون استغلال ما يفوت على الولاية فرصة التحول إلى قطب سياحي حموي. فحمامات خنشلة اليوم تسير بشكل بدائي وزوارها يعيشون معاناة الإنتظار وعدم توفر المرافق ، ورغم ذلك لا تزال وجهة أساسية للباحثين عن العلاج من أمراض مستعصية والراكنين إلى الراحة. حمام الصالحين موقع سياحي بوجه شاحب فحمام الصالحين المعروف أيضا باسم «أكوافلا فيان» هو موقع سياحي وعلاجي بامتياز يوجد على بعد 7كلم من مقر عاصمة الولاية ببلدية الحامة فهو يجمع بين السياحة العلاجية والثقافية اذ يعتبر من أهم المواقع في الولاية، باحتوائه على آثار تعود للعهد الروماني تصل درجة حرارة مياهه إلى 70 درجة عند المنبع تتميز بمكوناتها الكيميائية التي تمنحها خصائص علاجية ينصح بها لعلاج الامراض الروماتيزمية والتنفسية وكذلك الجلدية، يتكون من 40 غرفة استحمام و5 مسابح منها مسبحين يعودان للعهد الروماني، وهو يعتبر من أحد أهم أعمدة السياحة العلاجية على المستويين المحلي والوطني. وتقع محطة حمام الصالحين، غرب عاصمة الولاية على بعد نحو5 كيلومتر، وتبعد ب 02 كيلومتر على بلدية الحامة صاحبة الاختصاص الإقليمي والتسيير الإداري لهذا المرفق، الذي يتشكل من مسبحين رومانيين للرجال، وأربعة مسابح مغطاة للنساء، إضافة إلى 40 غرفة فردية للاستحمام مزودة بالأحواض و50 غرفة أخرى خاصة بالمبيت. كما تتواجد بالمحطة، عدة مرافق خدماتية، منها فندق دار المعلم، مركز الراحة الخاص بالمجاهدين وفندق البريد وفندق الإخوة بوزيدي، ومنتزه بن ناجي الذي أصبح مقصدا للعائلات نظرا للخدمات التي يقدمها لزبائنه. ورغم الأهمية الكبيرة لمحطة حمام الصالحين وموقعه السياحي الها إلا أنه يفتقد الى مرافق الايواء والترفيه، بالرغم من التوجهات الجديدة للدولة لتدعيم الاستثمار السياحي بهذه المنطقة التي تفتقر الى فنادق لايواء الوافدين والزوار من كل ولايات الوطن ، ما يجعلهم يضطرون الى التوجه نحو مدينة خنشلة التي تفتقر هي الأخرى لمثل هذه المرافق، عدا وجود بعض المراقد التي لا ترتقي خدماتها الى ما يصبو اليه الزبون. بخار بركان لكنيف.. خصائص علاجية عالية حمام لكنيف البخاري الذي تصل درجة حرارته 50 درجة مئوية، يقع على ارتفاع 1120 مترا فوق مستوى سطح البحر بجبال منطقة لكنيف، الكائنة ببلدية بغاي عاصمة ملكة الأمازيغ الكاهنة، شمال خنشلة بنحو 30 كلم إلى الجهة الشرقية من الطريق الوطني بين خنشلة و عين البيضاء، تم اكتشافه من قبل بعض رعاة المنطقة خلال العقد الأول من القرن التاسع عشر و بناه بعض الأهالي في ريف المنطقة. ظل الحمام على وضعه القديم إلى بداية القرن المنصرم، حيث أعيد بناؤه و أنجزت على الفوهات البركانية التي تنفث بخار الماء الساخن، غرفتان الأولى لاستحمام و علاج النساء والثانية للرجال، وبقي على هذا الوضع إلى يومنا هذا، دون أن تتدخل السلطات المحلية لترميمه و إعطائه الأهمية والمكانة الوطنية و لما لا العالمية التي يستحقها كمعلم سياحي و مشفى في أحضان الطبيعة من الأمراض، كما أكد العديد من الزوار ممن التقيناهم و قد حضروا إليه من ولايات عنابة ، سوق أهراس، الوادي، سطيف، و أم البواقي، وخاصة تبسة، بأنهم ألفوا هذا الحمام الذي يتطلب العلاج ببخاره المكوث لعدة أيام به، إلا أن مشكل الإقامة، بسبب انعدام مرافق الإيواء، يتطلب تنقلهم إلى مدينة خنشلة، على بعد 30 كلم من الحمام، ثم العودة إليه في الصباح الباكر لتفادي الازدحام و الانتظار الطويل، نتيجة الإقبال المتزايد عليه من قبل المرضى، خصوصا وأنه لا يتوفر إلا على قاعتين فقط، كما ذكرنا آنفا ،واحدة للرجال وأخرى للنساء، و أكد لنا أحد العاملين به بأن العديد من الأمراض المستعصية التي يعالجها الحمام بفضل بخار بركان خامد منذ أزمان غابرة. مياه بألوان الطيف في منبع تامرسيت يقع منبع حمام تامرسيت في قرية تيبوشريكت في منطقة غابية ذات مناخ متميز و تنوع في تضاريس غابية ساحرة يلتف حولها النخيل متشابكا مع أشجار الصنوبر الحلبي والعرعار والزيتون.ويمتاز هذا الحمام بالاضافة لموقعه الطبيعي بميزة مناخية رائعة تتجلى في سخونة مياهه شتاء وبرودتها صيفا واكتسابها لأربعة ألوان من ألوان الطيف خلال ساعات النهار ويتضح ذلك عيانا للزائر, كما أنه يعتبر رابع حمام حموي في ولاية خنشلة بعد كل من حمام الصالحين وحمام لكنيف ببغاي وحمام جعرير ببوحمامة إلا أن هذا الموقع الحموي والسياحي لم يعرف أي اهتمام أو التفاتة من الجهات القائمة على السياحة في الولاية بالرغم من فوائده الطبية العديدة ورغم النداءات العديدة للمواطنين من أجل استغلال هذا المرفق المهمل. غرف استحمام تتحول إلى مراحيض ببوحمامة يعتبر حمام جعرير المغمور على سفوح جبال منطقة بوحمامة الغابية ذات الطبيعة الخلابة على مستوى ولاية خنشلة، ثاني منبع طبيعي دائم للمياه المعدنية الساخنة ذات القيمة الطبية والصحية في هذه المنطقة غير المستغلة، حيث جرى إهماله منذ زمن طويل، إذ تحوّلت غرف الاستحمام التي أقامتها سلطات الاستعمار الفرنسي بداية القرن المنصرم إلى خراب وأصبحت تستعمل كمراحيض عمومية فضلا عن محيطه الذي غزته النباتات الشوكية وانتشرت في أرجائه تلال الحجارة تتخللها الحفر والأخاديد العميقة و المطبات في مظهر موحش يترك انطباعا في نفوس الزائرين بإهمال ولا مبالاة السلطات المعنية والقائمين على السياحة في المنطقة.وعلى الرغم مما حل به من خراب وإهمال فإن العشرات من العائلات القادمة من مختلف مناطق الولاية ومن خارجها لا تزال تقصده ، حيث يجد الزوار في انتظارهم ، غرفة ضيقة تعد الوحيدة المتبقية و التي أقيمت على منبع المياه الحارة ، يصطفون حولها في انتظار دورهم وسط ظروف صعبة و لساعات طويلة في ظل غياب أدنى المرافق الخدماتية الضرورية . ويؤكد سكان المنطقة أن مياه هذا الحمام المهمل مفيدة جدا لعلاج مختلف أمراض الحساسية والجلدية البسيطة والمعقدة، ويطالبون الجهات المعنية و المسؤولين المحليين التدخل العاجل من أجل إعادة الاعتبار لهذا المورد السياحي والاقتصادي في نفس الوقت و إعطائه الأهمية الضرورية حتى تستفيد منه المنطقة، لاسيما من الجانب السياحي نظرا لما تتميز به بوحمامة ذات الغابات الكثيفة من مناظر سياحية ولوحات فنية رائعة.