معارك في طرابلس والحلف الأطلسي يريد رأس القذافي دخلت الأزمة الليبية في الساعات الماضية مرحلة حاسمة بانتقال المعارك إلى العاصمة طرابلس بدعم من قوات الناتو التي استهدفت مقر إقامة القذافي بغارات جوية. وفي الوقت الذي يقول المعارضون أن ساعة سقوط القذافي قد دقت يؤكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم فشل الهجوم المنسق الذي شنه حلف الناتو بالتنسيق مع المتمردين ليلة السبت إلى الأحد لبسط السيطرة على العاصمة طرابلس، وهي الخطة التي تم الإعداد لها منذ أسابيع، وقال أن الآلاف من الليبيين مستعدون للدفاع عن عاصمتهم .. وقد وقعت منذ صباح أمس اشتباكات في عدة أحياء من طرابلس بين المتمردين والقوات الحكومية، فيما شنّ حلف الناتو من جديد غارات مكثفة على مقر إقامة الزعيم الليبي في باب العزيزية، فيما أكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن المتمردين دخلوا إلى طرابلس وتمكنوا ظهر أمس من السيطرة على قاعدة عسكرية غرب العاصمة والاستلاء على ما بداخلها من أسلحة وذخيرة، وقبل ذلك كشف موسى إبراهيم في تصريحات بثها التلفزيون الليبي عن وقوع "مواجهات صغيرة مع بعض المسلحين من المتمردين" الذين دخلوا إلى بعض أحياء طرابلس مثل تاجوراء وسوق الجمعة وبن عاشور، وشدّد إبراهيم على أن المتطوعين والقوات الليبية يسيطرون على الوضع بعد أن استمرت المواجهات لنصف ساعة فقط، وقال أن طرابلس آمنة وأن السيطرة كاملة للقوات الحكومية والمتطوعين من أهالي طرابلس كما قال، وقد بث التلفزيون الليبي طوال الليل مشاهد من الساحة الخضراء في طرابلس حيث تجمع عشرات الأشخاص رافعين الأعلام الليبية الخضراء وصورا للعقيد القذافي. وكان حلف "الناتو" أعلن أمس الأحد أنه كثّف من هجماته على العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن طائراته المقاتلة هاجمت أول أمس السبت 22 هدفا في طرابلس، قال الناتو أنها عبارة عن منشآت عسكرية ومستودعات سلاح وعربات مصفحة وصواريخ وراجمات صواريخ بالإضافة إلى أنظمة الرادار، وكانت قبل ذلك مقاتلات الحلف قد هاجمت 14 هدفا في العاصمة الليبية أول أمس الجمعة، ووصل إجمالي عدد المهمات التي قامت بها القوات الدولية فوق ليبيا نهار السبت إلى 36 مهمة شملت إلى جانب أهداف في طرابلس أهدافا في سرت والبريقة وزليتن. ومن جهته صرّح محمود جبريل المتحدث باسم المتمردين أن العملية التي استهدفت ولازالت تستهدف طرابلس بمشاركة حلف شمال الأطلسي، هدفها عزل العقيد معمّر القذافي حتى يستسلم أو يرحل، وقال أنها انطلقت مساء أول أمس السبت في العاصمة الليبية بالتعاون بين المجلس الانتقالي للمعارضة والمتمردين المتواجدين في طرابلس وحولها، حيث شرعوا بعد صلاة المغرب فيما أطلقوا عليه "عملية تحرير طرابلس" من الداخل، في انتظار تقدم المتمردين الذين يتمركزون حسبه شرقا وغربا وجنوبا على بعد عشرات الكيلومترات لمحاصرة القوات الحكومية وإخضاعها في عملية اعتبرت الأخطر والأهم في تطور الأحداث التي بدأت منذ 17 فيفري الماضي. وقد أكدت بريطانيا من جهتها على لسان سكرتير الدولة للشؤون الخارجية أليستر برت، أن الوضع في ليبيا في "نقطة حاسمة"، ذات المسؤول اعترف بأن لا أحد يعلم مدى صعوبة الوضع أو كم من الوقت سيستغرقه حسم الأمور، وقال أن التحالف الدولي وبالتنسيق مع المعارضة الليبية يستعد لمختلف السيناريوهات ويجري استعدادات حسب الأوضاع على الأرض، كما نفى علمه بوجود أية مفاوضات حول رحيل القذافي أو أي شيء آخر في الوقت الحالي. وكانت مواجهات قد دارت في أحياء سوق الجمعة والعراضة وتاجوراء شرق طرابلس، وسمع دوي انفجارات عدة وإطلاق نار فيما تحدث شهود عيان عن "مواجهات" في بعض الأحياء، ونقلت بعض التقارير وقوع قتلى في تلك المعارك.