التداوي بالأعشاب يجعل علاج سرطان الثدي مستعصيا كشفت الدكتورة أميرة عبيد، طبيبة بوحدة فحوصات أمراض الثدي بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة للنصر، بأن التداوي بالأعشاب يجعل علاج مرض سرطان الثدي معقدا، و يقف عائقا أمام إجراء العمليات الجراحية، كما ذكرت بعض العراقيل التي يواجهها الأطباء مع المريضات و التي تحول دون مباشرة العلاج مبكرا و بصفة منتظمة، مثل عدم تقبل المرض و رفض التداوي جملة و تفصيلا، إلا بعد أن يتمكن الداء من أجسادهن ، لتصبح نسبة الشفاء ضئيلة، و ذكرت الطبيبة بعض السيدات اللائي اكتشفن المرض مبكرا، إلا أن رفض العلاج بحجة إخفاء الإصابة عن الزوج أو اللجوء إلى الأعشاب، حال دون تماثلهن للشفاء. التشخيص المبكر يقود إلى الشفاء الدكتورة أميرة عبيد أوضحت للنصر، بأنها و منذ ثلاث سنوات من استحداث وحدة فحوصات أمراض الثدي بالمستشفى الجامعي بن باديس، لاحظت بأن نسبة الوعي لدى السيدات ارتفعت، حيث أصبحن يحرصن على متابعة وضعهن الصحي، خاصة بالنسبة لمن تجاوزت أعمارهن 40 عاما، و هو ما ساعد، حسبها، على الاكتشاف المبكر للمرض عند الكثيرات ، فخضعن للعلاج و تماثلن للشفاء بنسبة مئة بالمئة، دون اللجوء لاستئصال الثدي. محدثتنا أضافت بأنه و بالرغم من ارتفاع معدل الوعي لدى السيدات، و التي تؤكدها الإحصائيات ، من خلال زيادة عدد الفحوصات التي أجريت في السنوات الثلاث الأخيرة، إلا أن عددا منهن لا يتقبلن المرض و يرفضن العلاج ، حيث ذكرت لنا حالة إحدى السيدات فبعد عملية التشخيص و إخضاعها للتصوير الشعاعي للثدي « ماموغرافي» تبين بأنها مصابة بورم خبيث في الثدي حجمه صغير جدا ، و استئصاله يتم بسهولة مع المحافظة على الثدي، إلا أنها رفضت العلاج لكي لا يعلم زوجها بنوع مرضها، خوفا من أن يتخلى عنها. و أكدت الأخصائية بأنه تم الاتصال بالمريضة مرات عديدة لمباشرة العلاج و إقناعها بأن المرض في مرحلة مبكرة و ستتم معالجتها بسهولة و في مدة قصيرة، غير أنها كانت مصرة على رفض العلاج، و بعد سنة عادت إلى الوحدة و كان الورم قد تضاعف بشكل ملفت، و هو ما جعل طريقة العلاج جد معقدة، فيما توفيت سيدة قبل الاطلاع على نتائج تحاليل الأنسجة « بيوبسي»، لكونها رفضت الفحص طبي ، إلى أن بلغ المرض مرحلته الأخيرة، و أصبحت مقعدة. وصفات تؤدي إلى الموت و تطرقت الدكتورة إلى موضوع العلاج الطبيعي أو العلاج بالأعشاب، مؤكدة بأن بعض السيدات و قبل أن يتم التأكد بأنهن مصابات بالسرطان تلجأن للتداوي بالأعشاب ، و تتبعن ما تقوله لهن جاراتهن و قريباتهن ، و هو ما يتسبب حتى في إلحاق أضرار أخرى بالثدي ، كالإصابة بحروق ، فبعض الوصفات الطبيعية يتم فيها استعمال الأعشاب و مواد أخرى ساخنة ، و هو ما وقفت عليه مؤخرا، حيث قامت بمعاينة سيدة اختارت العلاج الطبيعي ، و قد لاحظت الدكتورة بمجرد فحصها آثار هذه المواد ، مما عقد وضعها الصحي و ساعد على انتشار المرض بسرعة، و عدم إمكانية إجراء عملية جراحية لها. و بخصوص أعراض المرض قالت المتحدثة، بأنها تختلف من مريض لآخر، فهناك بعض السيدات لا تظهر عليها أية مؤشرات تدل على إصابتهن بالداء، غير أنه و بعد إجراء التصوير الإشعاعي يتضح بأنهن تعانين من المرض، و في هذه الحالة تكون عملية العلاج سهلة و يمكن التحكم في المرض، لأنه يكون عادة في أولى مراحله، و في بعض الحالات تشعر المرأة بآلام ، و أخرى تظهر بعض العلامات على الثدي كالأورام أو كتلة بارزة، و تختلف طريقة العلاج و مدته من حالة لأخرى. تسجيل 196إصابة بسرطان الثدي في 2018 بخصوص عدد الإصابات بسرطان الثدي التي تسجلها وحدة الفحوصات قالت المتحدثة، بأنه في سنة 2018 تم تسجيل 196 مصابة ، و في سنتي 2016 و 2017 تم إحصاء على التوالي 143 و 210 حالات، مشيرة إلى أنه تم تسجيل تراجع في عدد المصابات بهذا النوع من السرطان، مقارنة بالسنة الماضية. من جهته كشف نائب المدير المكلف بالنشاط الطبي فوزي بن مسيعود للنصر، على هامش الأبواب المفتوحة الذي نظمها المستشفى بمناسبة اليوم العالمي لمرض السرطان أول أمس، بأن عدد مرضى السرطان خلال سنة 2018 ، الذين خضعوا للعلاج الكيميائي بلغ 17471 شخصا ، من بينهم 128 طفلا، فيما عولج بالأشعة 1285 شخصا من بينهم 12 طفلا ، و تم إجراء 1070 عملية جراحية للكبار و 24 عملية للأطفال .