الاختناق المروري يُحدث فوضى بحي مفترق الطرق الأربعة تسببت أشغال إنجاز تمديد خط الترامواي بولاية قسنطينة، في تحوّل حي مفترق الطرق الأربعة إلى منطقة عبور للمركبات المتجهة من وإلى المدينة الجديدة علي منجلي، ما خلف فوضى كبيرة داخل مختلف مسالك هذا التجمع الذي كان يُعرف بهدوئه إلى وقت قريب. وأصبح الازدحام المروري يميز يوميات كل سكان علي منجلي، وخاصة على مستوى المدخل الرئيسي للمدينة، وكذا بشطر الطريق السيّار شرق- غرب المؤدي إليها عبر جامعة صالح بوبنيدر، وهو ما جعل العديد من أصحاب المركبات يسلكون طرقا مختصرة بغية ربح بعض الدقائق، وخاصة سائقي الحافلات وسيارات الأجرة و «الفرود»، ومن بينها محاور مفترق الطرق الأربعة التي تحولت إلى نقطة عبور، ما يؤدي إلى انسدادها هي الأخرى في ساعات الذروة التي تتزامن مع بداية ونهاية الدوام. و ما يلاحَظ بالمكان، هو انتشار الغبار بسبب السرعة التي يسير بها بعض السائقين، و كذا انبعاث الدخان من المركبات، و ذلك وسط ازدحام مروري كبير، زاده حدة مرور الحافلات ذات الحجم الكبير، مع ما يصاحب ذلك من أصوات منبهات السيارات التي تطلق في كل مرة، وكأن الجميع في عجلة من أمره. هذا الوضع جعل سكان هذا الحي، الذي كان يعرف بهدوئه و ببعده عن صخب المدينة، يعيشون على أعصابهم، حيث أكد أحدهم للنصر أن العديد من العائلات تضطر إلى الاستيقاظ باكرا بسبب الضوضاء والضجة الكبيرة التي تحدثها الحافلات المارة على تلك الطرقات، من خلال الأصوات القوية للمحركات و المنبهات، كما أصبحت المنازل معرضة للغبار والدخان السام الذي يتسرب إلى داخلها، فيما أضاف ساكن آخر، أنه صار يتحرج من سماع مختلف العبارات النابية وغير الأخلاقية الصادرة عن بعض مستعملي الطريق، أثناء تواجده مع أفراد عائلته ببيته، ما جعله ذات مرة، يدخل في شجار مع أحد السائقين. وأضاف متحدث آخر، أن السكان أصبحوا لا يستعملون مركباتهم بسبب الازدحام الكبير الذي تشهده المنطقة، كما يجدون صعوبة في الركن أمام منازلهم، فيما تعرضت سيارات لحوادث مرور رغم أنها كانت متوقفة قرب سكنات أصحابها، بعد صدمها من طرف سائقي الحافلات الكبيرة التي تسلك تلك الشوارع الضيقة، كما تسبب البعض الآخر في غلق منافذ الحي بسبب القيادة في الاتجاه المعاكس من أجل كسب بعض الأمتار، إضافة إلى وقوع العديد من الحوادث نتيجة السرعة الفائقة و رغبة كل سائق في المرور قبل الآخر، و هو ما كان قد أدى، حسب محدثينا، إلى صدم طفلة صغيرة تشوهت على مستوى الوجه. و رغم أن هذه الحركة توحي بأن النشاط التجاري بمفترق الطرق الأربعة سينتعش، إلا أن التجار الذين تحدثنا إليهم أكدوا العكس، حيث ذكروا أن مردودهم انخفض كثيرا، و بينهم صاحب محل لغسل السيارات، قال إن معظم زبائنه صاروا ينفرون من القدوم بسبب الازدحام المروري، كما أنهم لا يجدون مكانا لركن مركباتهم التي يتعرض بعضها لحوادث المرور أثناء خروج أصحابها من المحل، فيما ذكر صاحب محل لبيع أدوات الصيد، أن الزبائن هجروه منذ بداية أشغال تمديد خط الترامواي نحو المدينة الجديدة علي منجلي، قبل أشهر.