سكان "بني وليد" يشترطون الحفاظ على الحرمات وعدم الانتقام لتسليم المدينة أكدت أمس مصادر إعلامية أن قوات المعارضة الليبية تعتزم دخول بلدة بني وليد الصحراوية بعد التوصل لاتفاق مع ممثلين ووجهاء وأعيان عن البلدة لتفادي القتال بعد أيام من محاصرة المدينة من كل الجهات. ذات المصادر قالت أنه من المتوقع أن يدخل المقاتلون المدينة بعد سريان الاتفاقية "رسميا"، وكانت بلدة بني وليد المحاصرة من كل الجهات قد رفضت الاستسلام للمتمردين، الأمر الذي أثار توقعات بأنه ستكون هناك جولة أخرى من المعارك بين المعارضة وقوات القذافي، حيث لم تسفر محادثات متقطعة عقدت في وقت سابق وضمّت زعماء قبائل بني وليد عن الوصول إلى نتيجة تذكر، غير أن تم أمس حسب ذات المصادر الإعلامية التوصل لاتفاق في الساعات الأولى من الصباح بعد أن غادر عدد من أنصار القذافي البلدة المحاصرة. وقبل ذلك أعلن قائد ميداني للمتمردين في ترهونة أنهم على مشارف بني وليد وينتظرون الأوامر لمهاجمتها، مشيرا في الوقت نفسه إلى إمكانية تمديد المهلة الممنوحة للقبائل للاستسلام حتى يوم السبت المقبل، كما صرّح قائد عسكري آخر في المنطقة الغربية للبلاد بأن أمام مدينة سرت مهلة إلى نهاية الأسبوع الجاري للاستسلام. وكان وجهاء أعيان مدينة بني وليد وافقوا على دخول مقاتلي المعارضة إلى مدينتهم على أن يتعهدوا لهم بعدم انتهاك حرمات البيوت أو تنفيذ أية تصفيات جسدية للسكان الموالين لنظام القذافي المنهار، مع استعدادهم لتسليم أسلحتهم طوعا وعدم القيام بأي أعمال عسكرية ضد قوات المعارضة، فضلا عن إعادة الخدمات من كهرباء واتصالات ووقود إلى مدينتهم فور دخولها، كما ذكرت مصادر أخرى أن محمود جبريل رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي انضم إلى المحادثات عبر الهاتف وتعهد باستئناف إمدادات الغذاء والماء والكهرباء إلى البلدة مع حماية المدنيين.ولم تفلح محادثات سابقة جرت بشكل متقطع بمشاركة زعماء قبليين من بني وليد في التوصل إلى اتفاق، والبلدة هي أحد المناطق المتبقية التي تقاوم قوات المعارضة التي سيطرت على طرابلس الشهر الماضي.من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها أرسلت أول أمس الاثنين "بعثة دبلوماسية" إلى طرابلس لإعادة تمثيلها الدبلوماسي بعد أن كانت السفارة أغلقت أبوابها بعد اندلاع الأحداث شهر فيفري الماضي، وقالت الخارجية البريطانية أن بدء عمل هذه البعثة يشكّل "مرحلة مهمة في العلاقات بين بريطانيا وليبيا الجديدة" لتحسين الأمن والاستقرار في البلاد، كما أعلن المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ايان مارتن الذي زار طرابلس أمس، أن المنظمة الدولية مستعدة لمساعدة الليبيين في التحضير للانتخابات، لكن المسؤول الأممي أوضح أنه من المبكّر إعطاء تفاصيل حول كيفية انجاز العملية الانتقالية والنظام الانتخابي وتشكيل لجنة انتخابية وتفاصيل تقنية أخرى، وتابع أن الأممالمتحدة مستعدة للتدخل سريعاً لتقديم خبرتها على الصعيد الانتخابي بغية المساعدة في التزام جدول زمني انتخابي . هشام-ع/الوكالات