وفاق سطيف (4) = إتحاد عنابة (0) اقتطع وفاق سطيف أولى تأشيرات التأهل إلى المربع الذهبي لمنافسة كأس الجزائر، بعدما نجح في تدارك ثنائية الذهاب أمام اتحاد عنابة برباعية جسدت خبرة "النسر الأسود" في مثل هذه المواعيد، والعلاقة الوطيدة التي تربطه مع "السيدة المدللة"، ويقطع الطريق أمام "الطلبة" الذين كانوا يبحثون عن العودة إلى نصف النهائي بعد غياب دام عشرية من الزمن، رغم أن العنابيين كانوا بمثابة العقدة التي طاردت الوفاق في هذه المنافسة. المقابلة سارت منذ بدايتها على وقع سيطرة مطلقة للوفاق، الذي توجه كلية صوب الهجوم في محاولة لتدارك هزيمة الذهاب، وقد أتيحت أولى الفرص لبوقلمونة عند الدقيقة الثالثة، لما انفرد بالحارس بن مالك، وحاول مخادعته بلقطة فنية رائعة، لكن الحارس العنابي أنقذ مرماه من هدف محقق، ليهدر بعدها بكير فرصة ثمينة لافتتاح مجال التهديف، بعد توغل عيبود على الجهة اليسرى، إلا أن الكرة المرتدة لم يحسن استغلالها بكير، الذي سدد خارج الإطار، وكان ذلك في الدقيقة 14. سيطرة الوفاق جعلت لاعبيه يطالبون بضربة جزاء مع حلول الدقيقة 22، لكن الحكم بوخالفة أمر بمواصلة اللعب، كما أهدر بكير هدفا محققا بعد أربع دقائق، لتحمل الدقيقة 29 الهدف الأول لأصحاب الأرض، والذي وقعه بوقلمونة بتسديدة قوية، بعد عمل ثنائي بين جابو وفرحاني، وهو الهدف الذي بعث الأمل في قلوب "السطايفية" بخصوص القدرة على تدارك ثنائية الذهاب. هذا الهدف لم يكن كافيا لإخراج العنابيين من قوقعتهم، بدليل عدم قيامهم بأي عمل هجومي جاد، على اعتبار أن رأس الحربة داود ظل معزولا وسط دفاع الوفاق، والحارس زغبة قضى شوطا أول في راحة تامة، ولو أن دبيح فوت على المحليين فرصة ثمينة لمضاعفة النتيجة في الوقت بدل الضائع. المرحلة الثانية عرفت قيام المدرب نغيز بتغيير تكتيكي، وذلك بإقحام غشة بديلا لدبيح، سعيا لتفعيل القاطرة الأمامية، إلا أن الخطورة كانت من جانب الزوار، وقد كانت أولى فرصهم عن طريق مخالفة مباشرة نفذها زياني في الدقيقة 55، ثم تلتها فرصة أخرى صنعها صاحبي، الذي كاد أن يخادع زغبة، بعدما تخلص من المراقبة. خيارات عجالي مالت أكثر إلى الهجوم، بدليل مراهنته على كل من بوعافية والغوماري، وقد كاد هذا الأخير أن يعدل النتيجة في أول كرة له مباشرة بعد دخوله، لكن زغبة تصدى ببراعة، وهي اللقطة التي كانت بمثابة منعرج اللقاء، لأنها عادت بالوفاق إلى أجواء المباراة، حيث شهدت الدقيقة 71 نجاح بوقلمونة في مضاعفة النتيجة برأسية محكمة، بعد عمل ممتاز من فرحاني، وهو الهدف الذي أعطى جابو ورفاقه شحنة معنوية كبيرة، بعد تبدد المخاوف من الإقصاء داخل الديار، ليكون رد فعل أشبال نغيز قويا، وذلك بتسجيل الهدف الثالث بعد دقيقتين فقط، إثر توزيعة من رضواني، استغلها بكير بشكل جيد ليودع الكرة بذكاء كبير في الشباك، بعد سوء تموقع محور الدفاع وكذا الحارس بن مالك. باقي فترات اللقاء عرفت رمي العنابيين بكامل ثقلهم في الهجوم سعيا لتسجيل هدف يكفي لخطف تأشيرة التأهل، لكن قلة التركيز فوتت على زياني فرصة ثمينة للتهديف في الدقيقة 83، بينما اعتمد لاعبو الوفاق على المرتدات السريعة، والتي كادت أن تكلل بهدف الاطمئنان في أكثر من مناسبة، غير أن بوقلمونة أهدر فرصتين ثمينتين، حاله حال بكير، ليبصم "الجوكير" غشة على الهدف الرابع لفريقه في الوقت بدل الضائع، بطريقة فنية رائعة، بكرة أسكنها في الزاوية البعيدة للمرمى، محررا زملاءه والأنصار من ضغط رهيب، مع تبخر حلم العنابيين في بلوغ المربع الذهبي، بعدما عاشوا أحلاما وردية منذ نتيجة الذهاب. ر / ت