أكدت وزارة الدفاع الوطني، أن الأبواق التي طالبت بتدخل الجيش في السياسة خلال عشريات سابقة هي نفسها التي تحاول عبثا، اليوم، دفع الجيش للتدخل في السياسة. من خلال رسائل مفتوحة للذهاب لفترة انتقالية على مقاسهم.حيث أكدت المؤسسة العسكرية، رفضها لمبادرة المرحلة الانتقالية، مشددة على أن الجيش سيظل مصطفا إلى جانب الشعب إلى غاية تجسيد التغيير المرجو. قالت وزارة الدفاع، في افتتاحية مجلة "الجيش"، لسان حال المؤسسة العسكرية، في عددها لشهر ماي، إن بعض من باعوا ضمائرهم وضربوا المصلحة العليا للوطن عرض الحائط بل ويتآمرون عليها جهارا نهارا، يريدون إطالة الأزمة برفضهم الحلول المتاحة والممكنة التي من شأنها أن تتيح لبلادنا تجاوز الأزمة وقطع الطريق أمام المغامرين الذين يسعون لتنفيذ مخطط على جبهات عدة، يهدف إلى إيقاع البلاد في فوضى واختلال. وأفادت "الجيش" أن الأبواق التي طالبت الجيش بالتدخل في الشأن السياسي خلال عشريات سابقة هي نفسها التي تحاول اليوم عبثا أن تدفعه لذلك في هذه المرحلة من خلال طرق شتى ممارسة الضغط عبر "رسائل مفتوحة"، و"نقاشات" و"آراء" تنشر على صفحات بعض الصحف، للذهاب لفترة انتقالية على مقاسهم، يعبثون فيها مثلما يشاؤون ويمررون مشاريعهم وأجندات عرابيهم الذين يكنون الحقد والضغينة للجزائر وشعبها". مؤكدة أن الشعب الجزائري واع بحجم التحديات ومدرك لطبيعة المخطط الدنيء، الذي تحاول بعض الأطراف تنفيذه بالوكالة عن جهات أضحت معروفة لدى العام والخاص. وأكدت مجلة "الجيش" أن أحد عرابي مخطط زرع الفوضى في الجزائر ومن والاهم ومن يسير في فلكهم، ظلوا يتسنحون أدنى فرصة خلال سنوات خلت للشروع في تنفيذه، باستعمال وسائل وطرق مختلفة، فبعد أن كشفهم الشعب الجزائري ولفضهم بشدة وبشكل قاطع، اتخذوا من قنوات معينة في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لتنفيذ أجندات مشبوهة عبر شن حملات ممنهجة ومغرضة بهدف تغليط الرأي العام وبث هرطقات وأكاذيب ومغالطات، في محاولة يائسة وخبيثة لاستهداف العلاقة الوجدانية القوية بين الجيش وشعبه والثقة الكامنة بينهما. محاولات لفرض ناطقين باسم الشعب وحذرت مجلة الجيش، من محاولة الأطراف التي لا تبغي خيرا للجزائر ولشعبها، السطو على حراكه السلمي وركوب الموجة بما يخدم مصالحهم الضيقة، عبر السعي لفرض أنفسهم كناطقين باسم الشعب على أمل تأجيج الوضع وخلط الأوراق، كما لم تتوان هذه الجهات المشبوهة ضمن مخططاتها في شن حملات شعواء على الجيش من خلال أبواق تسوق العداء لنهجه الوطني النوفمبري الذي لا ولن تحيد عنه أبدا. واعتبرت مجلة "الجيش" أن الهستيريا التي أصابتها في الآونة الأخيرة وأفقدتها البوصلة، إنما جاءت أساسا على خلفية الرفض القاطع لقيادة جيشنا أن تسيل قطرة دم واحدة من الشعب منذ بداية المسيرات السلمية، ووقوفها سدا منيعا في وجه كل من تسول له نفسه المساس باستقرار الوطن ووحدة شعبه، واستدلت المجلة بتصريحات الفريق أحمد قايد صالح بقوله :"إنّ اصطفاف الجيش الوطني الشعبي إلى جانب الشعب لبلوغ مراميه في إحداث التغيير المنشود وتجنده المستمر لمرافقة الجزائريين في سلمية مسيراتهم وتأمينها، نابع من الانسجام والتطابق في الرؤى وفي النهج المتبع بين الشعب وجيشه، هذا الانسجام أزعج أولئك الذين يحملون حقداً دفيناً للجزائر وشعبها، وللأسف الشديد بالتآمر مع أطراف داخلية، باعت ضميرها ورهنت مصير أبناء وطنها من أجل غايات ومصالح شخصية ضيقة." فتح ملفات الفساد لم يتم بإيعاز من المؤسسة العسكرية وقالت لسان حال المؤسسة العسكرية، إن مشروع هذه الأطراف أضحى مفضوحا وباديا للعيان، خصوصا وأن الشعب الجزائري أدرك طبيعته ومراميه والقائمين عليه وأذرعه المتشعبة، وهو ما يفسر تحركات تلك الأطراف التي وإلى جانب سعيها لاستهداف الأمن والاستقرار الذي ينعم به الشعب الجزائري في ربوع الوطن، تحاول التشكيك في مسعى مكافحة الفساد. وأكدت افتتاحية الجيش أنه في الوقت الذي تحركت فيه العدالة لنزع فتيل الألغام وتطهير مختلف القطاعات التي طالها الفساد وقدمت قيادة الجيش الضمانات الكافية وتعهدت بمرافقة جهاز العدالة في أداء مهامه النبيلة بعد أن تحررت من القيود والامتلاءات، تحاول بعض الأطراف إيهام الجزائريين بأن تحرك القضاء للنظر في ملفات الفساد، إنما جاء بإيعاز من المؤسسة العسكرية، في محاولة خبيثة للتشويش على العدالة وإحباط عزائمها في إتمام انجاز المهام الموكلة لها وفقا للقانون. وتساءلت المجلة عن الأسباب التي تقف وراء الحملة التي انطلقت مع شروع القضاء في عملية التحقيق في تلك الملفات، وهي الحملة التي تحاول التشكيك في جدية العملية برمتها وتطعن في نزاهة القضاء معتبرينها حملة انتقام وتصفية حسابات، مضيفة "والأكيد أن مشاريع هذه الشرذمة ومخططاتها ستفشل حتما، بما في ذلك استهداف الانسجام بين الشعب وجيشه، وسيظل الجيش الوطني الشعبي مصطفا إلى جانب الشعب لبلوغ أهدافه في إحداث التغيير المرجو وسيبقى متجندا على الدوام لمرافقة الشعب وحمايته من شرور أناس كشفت الأيام خيوط وحيثيات المؤامرة الدنيئة التي حاكوها للنيل من وطن الشهداء".