إعلان حالة طوارئ لمواجهة خطر حرائق الغابات تعتزم المديرية العامة للغابات تفعيل جهاز التدخل على مستوى الولايات المهددة بحرائق الغابات منتصف الشهر الجاري بدل الفاتح جوان، في حال استمرار ارتفاع درجات الحرارة عن معدلها الفصلي، مع الإعلان عن حالة استنفار على مستوى مختلف وحداتها الموزعة عبر 40 ولاية. كشف رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات السيد بن عبد الله في تصريح أمس «للنصر»، عن تجنيد كافة أعوان الغابات وكذا مختلف وسائل التدخل والعتاد المستعمل في إخماد الحرائق، لمواجهة الارتفاع المحسوس لدرجات الحرارة الذي يخص هذه الأيام أغلب المناطق الشمالية، الذي تجاوز المعدل المفصلي وفق مصالح الارصاد الجوية، غير مستبعد تفعيل جهاز التدخل ابتداء من منتصف الشهر الجاري، بدل الفاتح جوان المقبل، موعد الانطلاق الرسمي لحملة مكافحة الحرائق، بسبب موجة الحر غير المعتادة. وأفاد المصدر بأن كافة أعوان الغابات دخلوا حالة استنفار تحسبا لأي طارئ، لا سيما بالولايات المعنية أكثر بخطر الحرائق، على غرار الولايات الشرقية التي تتضرر سنويا من هذه الكارثة الطبيعية، معلنا عن تجنيد أزيد من 5 آلاف عون، في انتظار التحاق الأعوان الموسميين، لتأمين الغابات والتصدي لاتساع رقعة الحرائق، من أجل الحفاظ على المساحات الغابية التي تغطي مساحة تفوق ال 4 ملايين هكتار. كما تم إعلان حالة الاستنفار على مستوى ابراج المراقبة المنتشر عبر الغابات، للإبلاغ عن الحرائق في حال وقواعها، علما أن أول المتدخلين عند الطوارئ هم أعوان الغابات في انتظار التحاق عناصر الحماية المدنية، وبحسب المصدر فإن التحكم الجيد في الحرائق يتطلب تدعيم مديرية الغابات بأجهزة متقدمة، من بينها الطوافات الخامدة للنيران، بالنظر إلى طبيعة المساحات الغابية في الجزائر، المعروفة بتضاريسها الوعرة، مما يستعصي على الأعوان بلوغها عن طريق الوسائل التقليدية. ولم يستبعد المسؤول بالمديرية العامة للغابات اعتماد عدد إضافي من الطوافات الخامدة للنيران هذه السنة، بعد أول تجربة ناجحة تم القيام بها سنة 2017 بولاية الطارف، إذ تحوز مصالح الحماية المدنية لحد الآن على 6 طوافات تم اقتناؤها من إيطاليا المعروفة بصناعة هذا النوع من العتاد المعتمد في إطفاء الحرائق، وتم إخضاع الأعوان المختصين في هذا المجال لدورات تكوينية، من أجل التحكم في هذه الأجهزة، فضلا عن تدعيم مصالح الغابات بعدد إضافي من العربات المستعملة في إخماد النيران، وعددها 40 عربة، وذلك تحسبا لهذه الصائفة. ووفق السيد بن عبد الله فإن مواجهة خطر الحرائق يتطلب أيضا توعية عامة المواطنين بالسلوكات الواجب الالتزام بها للحفاظ على الثروة الغابية، من بينها تفادي إشعال النيران، أو على الأقل التحكم في كيفية إخمادها، فضلا عن تجنيد قاطني الغابات والمناطق المحيطة بها، عن طريق توظيفهم كأعوان موسميين، للسهر على نظافة المناطق الغابية وسلامتها، مقابل تمكينهم من مشاريع مصغرة على مستوى الغابات، كتربية النحل أو الأبقار، او مختلف الأنشطة التي تتلاءم مع طبيعة هذه المناطق، وتوفر هذه الصيغة على المديرية العامة للغابات عناء توفير النقل والإقامة للأعوان المختصين بحماية الغابات وحراستها، كما تضمن لقاطنيها مناصب عمل ومصدر رزق مناسب، يضمن لهم العيش الكريم، فضلا عن إقحامهم في مسعى الحفاظ على الثروة الغابية التي تمثل عنصرا هاما في تنمية الاقتصاد الوطني. واشتكى المتحدث من قلة الوسائل المادية والبشرية التي تحوز عليها المديرية العامة للغابات، مقابل المساحة الشاسعة التي تتربع عليها الثروة الغابية، موضحا بأن 5000 عون لا يمكنهم تغطية 4 ملايين هكتار، فضلا عن محدودية العتاد، مبررا عدم اقتناء أجهزة إضافية، بالأزمة المالية التي تعيشها البلاد، والتي ألزمت تجميد عديد المشاريع إلى غاية تحسن الظروف الاقتصادية، متوقعا إثارة هذا الملف في لقاء سيجمع الأسبوع المقبل الهيئات المعنية بمكافحة الحرائق، على رأسها وزارة الداخلية.