أكدت المديرية العامة للغابات تراجع عدد الحرائق المسجلة منذ بداية شهر جوان الفارط مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، وأعلنت عن إحصاء 39 حريقا ب 13 ولاية، أسفر عن تضرر 303 هكتار من المساحات الغابية، كما أعلنت ذات الهيئة عن تدابير استثنائية بمنطقة الأوراس بعد تسجيل مؤشرات بإمكانية حدوث حرائق. وأفاد رئيس مكتب الوقاية ومكافحة الغابات بالمديرية العامة للغابات رشيد بن عبد الله في تصريح «للنصر» بأن معدل الحرائق شهد تراجعا في الفترة الممتدة من 1 جوان إلى غاية اليوم مقارنة بنفس المرحلة من السنة الماضية، حيث تقلصت المساحات المتضررة من الحرائق إلى 303 هكتار جراء 39 حريقا، مقابل 405 هكتار متضرر إثر اندلاع 106 حريق خلال نفس الفترة من السنة الماضية، غير أن الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة على مستوى عديد الولايات ما يزال يثير مخاوف المديرية العامة للغابات، في ظل نقص الوعي بشأن أهمية الحفاظ على الثروة الغابية، إذ يظل الإنسان المتسبب الأول في هذه الكارثة الطبيعية التي تلتهم سنويا عشرات الهكتارات من المساحات الغابية والأراضي الفلاحية والرعوية. وبحسب السيد بن عبد الله فإن ولاية خنشلة تعد المتضررة الأولى من كارثة الحرائق من ضمن 13 ولاية شملتها الظاهرة، حيث أتت ألسنة النيران على 282 هكتارا من المساحات الغابية، كما التهمت الحرائق معدل 7 هكتارات من المساحات الخضراء في كل ولاية، ومع ذلك تبدو الحصيلة أخف من تلك المسجلة العام الماضي وفق تقدير المصدر، غير أن استمرار موجة الحر التي ما تزال تميز أغلب مناطق الوطن مع توقع استمرارها في الأيام المقبلة، أثار مخاوف مصالح الغابات من اتساع رقعة الحرائق خلال ما تبقى من شهر جويلية وكذا شهر أوت المقبل، لذلك يتم الإعداد لحملة إعلامية للتحذير من مخاطر الحرائق على التوازن البيئي، وكذا على حياة قاطني المساحات الغابية. وأكد رئيس مكتب الوقاية ومكافحة حرائق الغابات بأن تزامن موجة الحر مع هبوب الرياح يرفع من مؤشرات الحرائق، لذلك تم تفعيل آليات اليقظة والتحذير، لا سيما بالولايات التي يتوقع أن تعرف موجة حر استثنائية خلال الفترات المقبلة، في مقدمتها الواقعة بمنطقة الأوراس، لذلك تم تزويدها بعتاد إضافي، من بينه مركبات رباعية الدفع مزودة بصهاريج بسعة 1000 لتر، إلى جانب أعوان تم تدريبهم من قبل الحماية المدنية على إخماد النيران، وللتدخل الفوري والسريع في حال الحرائق الغابية، خاصة وأن المديرية العامة للغابات اقتنت 4600 لباس مقاوم للنيران، إلى جانب معدات أخرى تساعد الأعوان على التغلغل أكثر داخل الغابات والأدغال للتحكم في الوضع. كما تعتمد ذات المصالح على النشرات الجوية الخاصة التي تعدها مصالح الأرصاد الجوبة بخصوص ارتفاع درجات الحرارة، إلى جانب التنسيق مع المركز الأوروبي المختص في جمع مؤشرات الحرائق، بغرض رفع درجة التأهب واليقظة. وتعد 70 بالمائة من المساحات الغابية مأهولة من قبل السكان، لذلك تم استحداث لجان يقظة على مستوى هذه التجمعات للسهر على حماية الثروة الغابية، من خلال الحراسة والتبليغ بكل تجاوزات التي قد تتسبب في نشوب حرائق، مقابل تمكين المكلفين بهذه المهمة من بعض المزايا، كإنشاء مشاريع مصغرة وسط الغابات لتربية النحل أو الأبقار، وإضافة إلى ذلك تلجأ مديرية الغابات سنويا إلى خلق أزيد من 2500 منصب مؤقت بتوظيف أعوان للحراسة بالمناطق الجبلية والغابية، بهدف تدعيم جهاز المراقبة ومنع التجاوزات، كإشعال النيران في المناطق المحظورة، على اعتبار أن الغابات هي ثروة وطنية ينبغي الحفاظ عليها، وهي توصي باتخاذ جملة من الاحتياطات من قبل هواة التخييم، من بينها ضرورة إطفاء النار بالماء والحرص على ردمها بالتراب. علما أن مديرية الغابات خصصت 453 دورية متنقلة، وأكثر من 7000 عامل مكلفين بحراسة الغابات وتنظيفها وجمع الفلين الذي يساعد على اتساع رقة النيران، بغرض تصديره للخارج، إلى جانب تخصيص 409 برج للمراقبة يشرف عليها حوالي 1000 عون، إلى جانب توفير 2690 نقطة للمياه لاستغلالها في حال الحرائق.