تعرضت قبور المسلمين بفرنسا مرة أخرى إلى التدنيس و انتهاك حرمتها من طرف مجهولين شوهوا شواهدها بعبارات عنصرية و نازية. وأفاد مصدر قضائي أمس لوكالة الأنباء الفرنسية، أن كتابات عنصرية ونازية وجدت على نحو ثلاثين قبرا لمسلمين بمقبرة كاركاسون في جنوب غرب فرنسا. وأوضح النائب العام لكاركاسون أنطوان لوروا أن القبور التي تعود لمسلمين سقطوا في الحرب العالمية الأولى، تقع في المربع العسكري بمقبرة سان ميشال في هذه المدينة. وكان حارس المقبرة هو من اكتشف عملية انتهاك حرمة قبور المسلمين لدى قيامه بغلق لأبواب المقبرة. وكتبت على شواهد القبور كتابات ذات طابع عنصري ونازي. وقد أعيد دهن هذه الشواهد على الفور وتثبيتها في مكانها مجددا. وأوكل التحقيق إلى محافظة الشرطة لكاركاسون. وقال النائب العام عملية التدنيس هذه مؤذية للمشاعر. وأضاف أن “القصد عنصري فعلا وسنقوم بكل شيء للعثور على الفاعلين ومحاكمتهم”. وأعرب رئيس المجلس الفرنسي للديانة المسلمة، الهيئة التي تمثل الإسلام في فرنسا، محمد موسوي في بيان له عن استنكاره الشديد وأدان هذا العمل الذي قال أنه شنيع يشكل إهانة لذكرى جنود قتلوا في المعارك من اجل فرنسا، ولذكرى عائلاتهم”. وقال موسوي “إنها ذكرى شجاعتهم التي تتعرض لظلم شديد”، داعيا السلطات العامة الى “استنفار كل الأجهزة المعنية لكي يتم تحديد هوية الذين قاموا بهذا التدنيس في أسرع وقت ويتم التعامل مع أفعالهم بالقسوة التي تستحق”. من جهته، قال عبد الله زكري رئيس المرصد الوطني لمكافحة كراهية المسلمين في المجلس الفرنسي للديانة المسلمة في فرنسا لوكالة الأنباء الفرنسية “الأمر يتكرر للأسف كثيرا. فمنذ الجدل حول العلمانية، نلاحظ تصعيدا في الأعمال المناهضة للمسلمين”، داعيا أيضا “السلطات الفرنسية الى وضع يدها على المشكلة”. يذكر،أنه في السنة الماضية تعرضت شواهد لقبور مسلمين للتدنيس أربع مرات على الأقل، الأمر الذي أثار وقتها استياء عميقا في أوساط الجالية الإسلامية بفرنسا، و أظهرت تحقيقات الشرطة أن عمليات التدنيس المتكررة لقبور المسلمين من صنيع منتمين إلى جماعات حليقي الرؤوس التي يغذيها و يشجعها اليمين المتطرف في فرنسا.