فوضى ومظاهر سلبية تفسد سهرات قسنطينة يعيش سكان وسط المدينة منذ النصف الثاني من شهر رمضان على وقع حركية كبيرة خلال الساعات الليلية، لكنها تضاعفت خلال العشر الأواخر من رمضان مع ارتفاع حمى التسوق والتحضير لعيد الفطر، ما خلق جوا صاخبا يستمر إلى غاية ساعات الصباح الأولى، بالإضافة إلى مجموعة من المظاهر الأخرى، التي أصبحت تزعج المواطنين وتؤرقهم، رغم أنها أعادت الحياة الليلية للمدينة التي اعتادت على النوم باكرا في الفترات الأخرى من العام. روبورتاج: سامي حباطي وقمنا بجولة في وسط المدينة بداية من حوالي الساعة العاشرة إلا الربع، حيث وجدنا أنفسنا، عند بلوغنا جسر سيدي راشد، خلف رتلٌ طويل من المركبات التي تسير بوتيرة بطيئة جدا بسبب الازدحام على مدخل المدينة، بينما اختار الكثيرون الترجل من السيارات والمشي على الأقدام، حيث كانوا يبدون متوجهين للتسوق، في حين لاحظنا عند وصولنا إلى محطة سيارات الأجرة أن عدد المركبات كبير مقارنة بالأيام العادية، بالإضافة إلى حركة كبيرة للمواطنين. التجارة الفوضوية تعود بقوة قبيل عيد الفطر وعادت التجارة الفوضوية بقوة إلى شارع 19 جوان المعروف باسم "شارع فرنسا"، حيث يكاد يكون السير فيه مستحيلا دون الارتطام بأشخاص آخرين، فقد احتل الباعة جانبي المسلك، فيما امتدت الظاهرة إلى غاية مدخل حي "طريق جديدة" ومحيط "رحبة الجمال" بالقرب من مسرح محمد الطاهر فرقاني، فيما يسجل رصيف المكان المعروف باسم "باب الوادي" طاولات الباعة الذين يعرضون فيها مختلف أنواع السلع، على غرار الملابس وألعاب الأطفال وبعض مستلزمات إعداد الحلويات، ويزاحمون بذلك الخيم الخاصة ببائعي الورود والنباتات وبعض بائعي الملابس والقائمة على جهتي الرصيف، ما قلّص المساحة المخصصة لعبور المارة. وتعرف هذه الجهة من وسط المدينة تركزا للحركية خلال الساعات الليلية مقارنة بباقي الجهات، ففي الجهة المقابلة لباب الوادي، تحولت ساحة أحمد باي المعروفة باسم "دنيا الطرائف" إلى فضاء للتسلية تقصده العائلات ويلهو فيه الأطفال، فضلا عن الشباب الذين وجدنا عددا كبيرا منهم جالسين على السلالم، بينما تحلق بعض المراهقين حول طاولة "بابي فوت"، وكانوا مستغرقين في اللعب. وكان الضجيج في المكان مرتفعا، فهناك بعض المواطنين يسترزقون من المكان بتأجير جولات صغيرة للأطفال في السيارات الكهربائية، في حين يضع آخرون موسيقى ترفيهية عالية، كما لاحظنا طاولة لبيع الفُشار في نفس الساحة. أما الضفة المقابلة للمدينة القديمة بالشوارع المحيطة ب"كدية عاتي"، فتظهر فيها طاولات الباعة الفوضويين بعدد أقل، وعلى طول شارع بلوزداد المعروف باسم "سان جان"، يمكن ملاحظة العديد من الشباب الذين اتخذوا من الرصيف مكانا لتجارة الألبسة وألعاب الأطفال على عكس ما هو مسجل في باقي الأيام، في حين تفتح تقريبا جميع المحلات بالشارع، الذي انخفض فيه مستوى حركية الراجلين في الليالي الأخيرة من شهر رمضان مقارنة بالسنوات الماضية بحسب ما لاحظناه وأكده لنا أصحاب محلات، اشتكوا من تراجع المبيعات نسبيا خلال هذا العام. وقال أحد التجار أن التراجع مسجل منذ ما قبل رمضان، في حين عزا آخر الأمر إلى تغير عادات التسوق، "فالعائلات أصبحت تقتني لوازم من الملابس منذ بداية رمضان أو قبله"، بحسبه. مناوشات ومعاكسة للفتيات في الليالي الرمضانية وأظهرت الحركية الكبيرة للمارة في شوارع وسط المدينة الكثير من المظاهر التي اعتبرها من تحدثنا إليهم سلبية "ولا تليق بشهر الصيام على وجه التخصيص"، مثلما قالوا، وقد لاحظنا تجول مراهقين وبعض الشباب في مجموعات ما يؤدي إلى وقوع بعض المناوشات بينهم، على غرار ما لاحظناه بأسفل شارع عبان رمضان، عندما اشتبكت مجموعة مراهقين مع شاب في مثل سنهم تقريبا، وقد أحاط به اثنان وحاولوا جره إلى داخل إحدى البنايات لتعنيفه لولا تدخل بعض المارة وأحد السكان كان يهم بمغادرة البناية. كما لاحظنا أن الفتيات لم يسلمن من المعاكسة بعبارات قبيحة وأخرى نابية في بعض الأحيان، فضلا عن تعرض بعضهن لملامسات في الأماكن التي تكثر فيها الحركية، حيث احتجت إحداهن بالصراخ في وجه مراهقين كانا يسيران خلفها ب"شارع فرنسا"، ما جعلهما يبتعدان عنها وهما يتفوهان بكلمات بذيئة، فيما أبدى الكثيرون استنكارا لهذه المظاهر. وقد قال أحد المواطنين الذين تحدثنا إليهم "أنه لم يعد من الممكن السير في وسط المدينة مع أفراد الأسرة ورؤية هذه "المنكرات" في ليالي رمضان"، مثلما عبّر عن الأمر، وقد تزامن مرورنا بالقرب من جسر سيدي راشد مع تواجد كهل رفقة ابنه، وكان يوبخ مجموعة من الشباب بسبب رفع أصواتهم بالكلمات النابية دون إبداء الاحترام للمارة الآخرين. صخب ونقص فادح لوسائل النقل في المساء واشتكى القاطنون ببنايات وسط المدينة من الصخب الذي يستمر في الشوارع إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، فقد غادرنا المكان حوالي الواحدة صباحا دون أن تتوقف حركة المواطنين من مختلف الفئات، وخصوصا السيدات والأطفال، في حين أكدت لنا سيدة أنه من الصعب ممارسة التسوق خلال ساعات النهار بسبب التعب المترتب عن الصيام وضيق الوقت، فضلا عن أن المحلات تغلق باكرا، فيما أخبرنا أحد القاطنين بشارع بلوزداد أنه يواجه صعوبة كبيرة في النوم، نتيجة أبواق السيارات وهدير المحركات الذي لا يتوقف إلا باقتراب موعد السحور، فضلا عن أزيز محركات الدراجات النارية وأصوات المارة. من جهة أخرى، تسجل الطرقات ازدحاما مروريا كبيرا، خصوصا عند مداخل وسط المدينة، أين قد يستغرق المرور من خلالها حوالي عشر دقائق، وهو نفس الأمر المسجل عن المغادرة، في حين يعرف المكان نقصا فادحا لوسائل النقل، فقد لاحظنا العشرات من المواطنين ينتظرون على مستوى المحطة المخصصة لسيارات الأجرة التي تنشط ما بين وسط المدينة وأحياء الدقسي وسيدي مبروك والأمير عبد القادر والزيادية، ما جعل الناقلين غير الشرعيين يغتنمون الفرصة للظفر ببعض الركاب، فيما كان بعض المواطنين يلاحقون سيارات الأجرة لعلهم يظفرون بمقعد يعيدهم إلى منازلهم. أما بمحطة السيارات المخصصة لخط علي منجلي، فلاحظنا توفر السيارات، لكن تسجل فيها ملاسنات بين ناقلين بصورة مستمرة بسبب سوء الموقع وضيق المساحة المخصصة للركن بحسب ما لاحظنا، فالمكان ليس أكثر من رصيف يركن إليه سائقو الأجرة لنقل المئات من الركاب يوميا، في حين يختلط نشاط الناقلين غير القانونيين مع أصحاب سيارات الأجرة بالمحطة الخاصة بخطي ماسينيسا والخروب. س.ح صوموا تصحوا الدكتور إبراهيم سعدي طبيب عام على كبار السن الإكثار من السوائل لتفادي الجفاف أثناء الصوم ينصح الدكتور إبراهيم سعدي كبار السن القادرين على الصوم، بالإكثار من شرب السوائل، خاصة الماء بين الإفطار و السحور لتفادي الجفاف و تعويض ما فقدوه في النهار خلال ساعات الصيام الطويلة. الطبيب العام أوضح أن المسنين الذين يتمتعون بصحة جيدة ، بإمكانهم الصيام، أما الذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، مثل السكري و ارتفاع ضغط الدم و القلب، و هي الأكثر شيوعا بين هذه الفئة، عليهم مراجعة الطبيب قبل حلول شهر رمضان لاستشارته، و إذا تأكد بأن حالتهم الصحية تسمح لهم بالصوم، يحدد لهم مواعيد تناول الأدوية وعدد الجرعات، مضيفا بأنه يستحسن أن يرافقهم أحد أفراد العائلة عند ذهابهم إلى الطبيب، لإخطاره بكل الأعراض التي يعانون منها. و شدد المتحدث على أهمية التزام هذه الشريحة بنظام غذائي متنوع و متوازن، مشيرا إلى أن المسنين عادة ما يعانون من نقص الشهية، إلاّ أنّ تنوع الأطعمة يدفعهم إلى تناول وجبة صحية ومتكاملة، تحتوي على جميع العناصر الغذائية المهمة لأجسامهم. كما ينصحهم بتناول الفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، خاصة البطيخ، لتعويض السوائل التي فقدوها خلال النهار بسبب ساعات الصيام الطويلة، مع الحرص على تناول أطعمة تزود أجسامهم بالطاقة، مثل الأرز والمعكرونة، إضافة إلى مصادر البروتين المنخفضة الدهون مثل الأسماك. و ينصح أيضا باستهلاك السلطات والأطعمة الغنية بعنصر الكالسيوم، لتفادي هشاشة العظام والوقاية من الكسور، مع الإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف الموجودة في الخضر و الفواكه والحبوب الكاملة. ومن بين المخاطر التي قد يتعرض لها المسن في نهار رمضان، الجفاف بسبب نقص السوائل في الجسم، إضافة إلى مضاعفات الأمراض المزمنة، كما قال المتحدث، لاسيما في حالة عدم التزامه بمواعيد تناول الأدوية نتيجة تغيير النظام العلاجي أثناء الصيام، مضيفا أن المسن يمكن أن ينسى أخذ بعض الجرعات من الأدوية، كما يمكن أن يتعرض إلى مشاكل هضمية بسبب بعض السلوكيات الغذائية أثناء وجبة الإفطار، مثل إفراطه في تناول الأطعمة الدسمة و الدهنية و المقلية ، مشددا على ضرورة مرافقة أحد أفراد العائلة له طيلة شهر رمضان، لكي يراقبه ويوفر له الغذاء الصحي و يذكره بمواعيد الأدوية. و يفضل خلال ساعات الصوم، عدم التعرض لأشعة الشمس مباشرة، مع التقليل من الجهد البدني لتفادي الجفاف، و يُنصح بالاستحمام بماء فاتر خلال النهار، لأنه يساعد على ترطيب الجلد و يقلل من فقدان الماء، مشددا على شرب الماء بشكل كافي بين الإفطار والسحور والابتعاد عن المنبهات. و يدعو الدكتور سعدي هذه الشريحة إلى التوقف فورا عن الصوم، في حال بروز أعراض طارئة لديهم ، مثل الدوار والتعب الشديد وهبوط مفاجئ لنسبة السكر في الدم أو الضغط والإغماء وغيرها من الأعراض ، و ينصح ذويهم بنقلهم إلى الطبيب مباشرة. سامية إخليف يشاركن في إعداد موائد الرحمة ربات بيوت وجدات ينخرطن في العمل التطوعي في رمضان أعمارهن تتجاوز الخمسين، ربات بيوت و منهن جدات، أبين إلا أن يقضين يومياتهن الرمضانية بين جدران المطاعم ، مكرسات جهودهن و وقتهن في هذا الشهر الفضيل، لإعداد وجبات إفطار عابري السبيل و الفقراء، من أجل نيل أجر إفطار صائم ، فيما استغلت زوجة صاحب قاعة حفلات مبادرته لفتح القاعة لإفطار الصائمين ، من أجل التطوع لإعداد الوجبات، جميعهن تحدثن للنصر عن يومياتهن و مدى توفيقهن بين التزاماتهن الأسرية و العمل التطوعي . روبورتاج / أسماء بوقرن حب التطوع يدخل سيدات المطاعم في رمضان خضرا، فاطمة الزهراء و غنية، سيدات جمعهن العمل التطوعي في مطبخ واحد بمطعم « أربيس» بالخروب ، ليبذلن قصارى جهودهن، بغية تحضير وجبات ترضي الصائمين، وسط أجواء ممتعة عاشت النصر جزءا منها معهن. عندما زرنا المطعم وجدنا السيدات الثلاث يعملن على قدم و سائق، إحداهن تقوم بتحريك قدر شربة الفريك، و الثانية تتفقد طاجين الزيتون، و أخرى تحضر الصحون، و برفقتهن شابتان في العشرينات من العمر، تطوعتا لتحضير السلطة و تجهيز الطاولات ، كانت حينها الساعة تشير إلى الخامسة مساء. تحدثن للنصر عن الدافع الذي جعلهن يكرسن وقتهن و جهدهن في سبيل إفطار الصائمين، و كذا يومياتهن الشاقة نظرا لواجباتهن الأسرية، خاصة في هذا الشهر الفضيل الذي تجد سيدة البيت نفسها فيه مجبرة على بذل جهد إضافي لتقديم ما لذ و طاب على المائدة لإرضاء أفراد أسرتها، فأجمعن بأنهن لا يقصرن في ذلك بالرغم من قضائهن اليوم بأكمله بين أقدار الطعام و وسط حرارة المطبخ، و أكدن بأن سنهن لا يمنعهن من بذل جهد كبير. السيدة فاطمة الزهراء حبي للعمل الخيري دفعني للالتحاق بمطاعم الإفطار المجاني فاطمة الزهراء أم لستة أبناء ، قالت للنصر بأنها و لأول مرة تشارك في العمل التطوعي الرمضاني ، راودتها الفكرة بعد أن اقترحت المعلمة التي تدرسها القرآن بجمعية الإرشاد و الإصلاح إعداد وجبات للصائمين، و طلبت من الراغبات في ذلك التواصل مع الجمعية، فكانت الأولى لحبها للعمل التطوعي و رغبتها الكبيرة في نيل الثواب، بعد أن حصلت على الضوء الأخضر من زوجها. و أوضحت بأنها تفضل تسخير وقتها و جهدها في هذا الشهر لفعل الخير، حيث تتوجه عند تمام التاسعة صباحا إلى المطعم، لتبدأ في تحضير مكونات الوجبات و تقشير البصل و غسل الخس و الجزر و الطماطم، رفقة متطوعات أخريات ، ثم يشرعن في إعداد الأطباق، و ينتهين من عملية الطهي على الساعة الثالثة بعد الظهر و أحيانا الخامسة مساء، و يختلف التوقيت حسب نوعية الأطباق التي يحضرنها. و بخصوص مدى قدرتها على التوفيق بين مهامها كربة بيت، خاصة و أنها أم و لها مسؤوليات كبيرة، و نشاطها التطوعي ، قالت بأنها تنظم وقتها، حيث تستيقظ باكرا للقيام بمهامها المنزلية و التكفل بابنتها النافس، و أحيانا تتفق مع زميلاتها لتحضر كل منهن كمية من «الكسرة» ، لتزين طاولات الصائمين، و تخصص كمية لأفراد أسرتها ، فيما تعتمد على إحدى بناتها في تحضير وجبة الإفطار ، لتقوم بعد عودتها للبيت بمساعدتها فيما تبقى من مهام. السيدة خضرا جدة سني لم يمنعني من التطوع من جهتها السيدة خضرا ذات 62 عاما من العمر، قالت بأن سنها لم يمنعها من تقديم المساعدة ما دامت لا تزال قادرة على العمل، و هو ما جعلها تستغل ذلك لنيل أجر إفطار صائم ، كما تسعى من خلال العمل التطوعي للتقرب من الله عز و جل و الإعداد لدار الآخرة ، حسبها، و عن مدى توفيقها في تحمل مختلف المسؤوليات، قالت بأن ساعات الصيام تكفي لتقسيمها بين مهامها المنزلية و عملها التطوعي، كما أن زوجة ربيبها تتكفل بإعداد وجبة الإفطار، ما شجعها على المشاركة يوميا في تحضير مائدة إفطار عابري السبيل تحت لواء جمعية الإرشاد. السيدة غنية رمضان مناسبة لنيل الأجر و الثواب غنية أم لثلاث بنات قالت بأنها تعتمد في بعض الأحيان على ابنتها ، للتفرغ التام لعملها الإنساني و التضامني، مشيرة إلى أنها سبق و أن شاركت في حملات تضامنية تحت لواء الجمعية، غير أنها و لأول مرة اختارت التطوع في رمضان، مسخرة وقتها و جهدها لفعل الخير، حيث تتوجه في الصباح يوميا إلى المطعم، فتلتقي بسيدات أخريات يجتمعن على طاولة تحضير الأكل في أجواء وصفتها بالمميزة و الرائعة ، و فور انتهائهن من مهامهن يقمن بغسل الأواني التي استخدمنها في التحضير ، كما يقمن بتنظيف المطبخ ، و توضيب علب الأكل الخاصة بالعائلات المعوزة، لتعود في المساء لبيتها ، فيما يتكفل شباب متطوع بعملية توزيع الوجبات. زوجة صاحب قاعة حفلات «ماسينيسا» مبادرة زوجي لإفطار الصائمين شجعتني على التطوع زوجة ناصر يعقوبي ،صاحب قاعة الحفلات «ماسينيسا « بالخروب ، قالت بأن زوجها خصص و لأول مرة هذا الفضاء لإفطار عابري السبيل و الفقراء من إمكانياته الخاصة ، ما جعلها تفكر في التطوع رفقة أفراد عائلة زوجها في تجسيد المشروع، حيث تقوم بمساعدة زوجها في تجهيز الطاولات، كما تقوم بغسل الأواني، قائلة بأنها تتناول وجبة الإفطار بالقاعة رفقة أسرتها و والد زوجها، مؤكدة بأن العائلة بأكملها مجندة لإنجاح هذه المبادرة، كصدقة على حماتها المتوفية . شابات ينخرطن لأول مرة في العملية التقينا أيضا بفتاة في 22من عمرها تقدم يد المساعدة للسيدات المتطوعات، وقالت للنصر بأنها تشتغل عاملة في مطعم ، و عندما علمت بأن صاحبه خصصه لإفطار الصائمين المعوزين مجانا، قررت أن تنخرط في المبادرة لأول مرة، فتقوم بتحضير السلطة و غسل الفواكه و تجهيز الطاولات، كما توزع الوجبات الجاهزة على بعض العائلات الفقيرة في بيوتها، و هو ما وقفنا عليه بالمطعم، حيث وجدنا المتطوعات يجهزن وجبة لعائلة معوزة ، كما وجدنا شابة أخرى تقدم لهن يد المساعدة و أخبرتنا بأنها تستغل وقت فراغها للتطوع. أ/ ب محلات تعمل بدوامين صناعة الكسرة تنقذ عائلات من الفقر انتشرت مؤخرا بقسنطينة محلات تحضير و بيع الكسرة و المطلوع بشكل لافت لتتحوّل إلى تجارة مربحة، تستقطب الزبائن، نظرا لمحافظتها على الأجواء و المستلزمات المنزلية و حرصها على أن تحضر مختلف أنواع الكسرة بأيادي سيدات ماهرات يلبين طلبات و رغبات الزبائن التي تتضاعف في رمضان والمناسبات، فيما وجدت المرأة العاملة ضالتها بهذه المحلات بعد تغيّر نمط الحياة و اتساع دائرة التزاماتها اليومية. الكسرة تحافظ على التقاليد خارج محيط المنازل في جولة قادت النصر إلى عدد من محلات الكسرة بالمدينة الجديدة علي منجلي و الخروب و قسنطينة ، لاحظنا توظيف النسوة لتحضير مختلف أنواع هذا النوع من الخبز التقليدي و طهيه وفق المقادير و الطرق المنزلية التقليدية، و تضاعف الإقبال عليها في الشهر الفضيل. قصدنا محل «لالة ميرة» بالوحدة الجوارية 17 بعلي منجلي ، في منتصف النهار، فوجدنا السيدة نادية منهمكة في إشعال النار بالمواقد و وضع الطواجين فوقها، لتشرع في طهي الكسرة، و أخبرتنا بأنها قامت بتحضير العجين رفقة مساعدتها في الصباح، مشيرة إلى أنها تحافظ على كافة مكونات كسرة المنزل و أساسها السميد أي دقيق القمح الصلب، دون اللجوء إلى إضافات أخرى، كالفرينة و بعض المحسنات، و هذا هو سبب وفاء الزبائن القدامى للمحل من جهة و استقطاب زبائن جدد من جهة أخرى، كما أكدت لنا. وضعت المتحدثة على طاولة كبيرة قطعا من قماش و ضعت فوقها كويرات الكسرة و بسطتها جيدا بكفها ، في انتظار تسخين الطاجين، لمباشرة عملية الطهي. و هكذا بدأت تعد بعض طلبيات الزبائن الذين يتصلون بالمحل صباحا من أجل حجز عدد من الخبزات و تحديد موعد أخذها من المحل، كما قالت لنا، مضيفة أن المحل يعمل طوال النهار و لا يتوقف إلا قبل دقائق فقط من موعد الإفطار، بالنظر إلى العدد الكبير من الزبائن الذين يتهافتون على شراء الكسرة ساخنة، لتناولها في وجبة الإفطار. و غير بعيد عن هذا المحل ، صادفنا محلا آخر تملكه شقيقتان قررتا خوض تجربة تحضير و بيع الحلويات التقليدية إلى جانب الكسرة، دخلنا إلى المحل الذي انبعثت منه رائحة الكسرة الساخنة، فوجدنا ثلاثة مواقد وضعت عليها خبزات الكسرة، و كانت تقف أمامها الشقيقتان، و علمنا منهما أن إحداهما تحب تحضير الكسرة، و الثانية كانت تصنع الحلويات التقليدية بالمنزل، ثم قررتا فتح هذا المحل مع بداية شهر رمضان، الذي يلقى إقبالا معتبرا. و أكدت الأخت الكبرى ليليا، أنها تحب تحضير الكسرة منذ صغرها، و تسعى لتلبية رغبات زبائنها . توجهنا بعد ذلك إلى وسط مدينة قسنطينة ، و بالضبط إلى نهج مسعود بوجريو، فتفاجآنا بطابور كبير بلغ قارعة الطريق، حيث اصطف رجال و نساء أمام واجهة محل و كانت رائحة المطلوع تنبعث منه ، دخلنا بصعوبة إلى المحل الذي كانت به حركية غير عادية ، نساء ورجال يحضرون مختلف أنواع الكسرة « الخميرة، رخسيس ، معجونة و غيرها» . اعترف حمزة ، صاحب المحل، أن زوجته هي التي دفعته إلى خوض هذه التجربة التي بدأها قبل خمسة أشهر، لأنها،حسبه، لا تجيد تحضير الكسرة، فكان تفكيره منصبا على الرجال و العائلات التي تمنعها ظروف خاصة من إعداد الكسرة بالمنزل، التي لا يمكن الاستغناء عنها في طاولة الأكل، خاصة بولايات الشرق الجزائري، و لم يلبث أن قرر فتح المحل الذي أصبح قبلة للعائلات. مخرج للماكثات في البيوت مع الانتشار الكبير لهذه المحلات، وجدت الكثير من النساء المعوزات ضالتهن ليتمكن من الحصول على راتب شهري لمواجهة الفاقة و إعالة أنفسهن و أسرهن، و هو ما وقفنا عليه خلال هذه الجولة ، و أكدته أغلب النسوة العاملات بمحلات بيع الكسرة . قالت لنا نادية في العقد الخامس من العمر ، أنها تعمل منذ سنتين في محل للكسرة، لتساعد زوجها في مصروف البيت، أما نورة و هي شابة في الثلاثين من عمرها، فأكدت أنها لم توفق في العثور على عمل آخر، لهذا وافقت أن تتخذ من تحضير الكسرة و طهيها في محل تجاري، مصدر رزق لتنفق على نفسها و على والدها . و أخبرتنا أم لأربعة أبناء، أنها سعيدة بعملها ، فعندما كانت ماكثة بالبيت ، كانت تفكر في البحث عن نشاط تجني منه مالا لتنفقه على أبنائها، و تمنت تعميم مثل هذه المشاريع التي من شأنها خلق مناصب عمل، خاصة للنساء الماكثات بالبيت، اللائي يحتجن إلى العمل لكسب المال . محلات رفعت عدد العمال في رمضان الإقبال الكبير على محلات الكسرة و المطلوع انعكس على نسبة المبيعات التي تزايدت مع حلول شهر رمضان، نظرا لمدى ارتباط العائلات القسنطينية بالكسرة، و حرصهم على تواجدها على طاولة الإفطار. و أكد لنا صاحب محل بنهج بوجريو، أنه خلال النصف الأول من شهر الصيام باع 3 آلاف خبزة من مختلف أنواع الكسرة، و لتلبية الطلبيات الكثيرة، لجأ إلى زيادة عدد عمال المحل لتغطية كافة ساعات النهار و حتى بعد الإفطار. و قالت لنا السيدة نادية التي تملك محلا للكسرة بالمدينة الجديدة أن المحل يعمل بدوامين الفترة الصباحية من العاشرة إلى الثانية بعد الزوال، و الفترة المسائية تمتد إلى غاية الإفطار، أين يتضاعف عدد الزبائن، و يبيع المحل يوميا من 280 إلى 300 خبزة ، و معظم الزبائن من الرجال و النساء العاملات، إلى جانب بعض المغتربين الذين يشترون كميات معتبرة من الكسرة، و تحديدا في رمضان لتناولها على مائدة الإفطار . هيبة عزيون خلال إفطار جماعي مع والي قسنطينة تقديم إعانات مالية لمقيمي ديار الرحمة بجبل الوحش أفطر والي قسنطينة أول أمس، رفقة رئيس المجلس الشعبي الولائي مع مقيمي ديار الرحمة بجبل الوحش، حيث حضر الإفطار أعضاء المجلس الشعبي الولائي وإطارات الولاية والأسرة الإعلامية. وأشرف الوالي خلال المناسبة على تقديم إعانات مالية لثلاثين شخصا من مقيمي ديار الرحمة في إطار التكافل والتضامن الاجتماعي مع هذه الفئة في شهر رمضان وعشية عيد الفطر المبارك، بحسب ما نشرته مصالح الولاية على الصفحة الخاصة بها بمنصة "فيسبوك".