"مرحلة انتقال ديمقراطي وفق مسار انتخابي واضح" اقترحت فعاليات المجتمع المدني، المجتمعة ، أمس، في ندوة وطنية ، مبادرة سياسية للخروج من الأزمة التي تعيشها البلاد حيث دعت إلى الإسراع في الانتقال الديمقراطي السلس وفق مسار انتخابي يجسد القطيعة و يضمن بناء مؤسسات ذات مصداقية. واقترحت فعاليات المجتمع المدني، في المبادرة التي تم الإعلان عنها خلال الندوة التي نظمت، أمس، بمقر نقابة "الكناباست" بالعاصمة، بحضور ممثلي جمعيات ونقابات ومنظمات و عمادات طبية، تنصيب شخصية وطنية أو هيئة رئاسية توافقية تشرف على مرحلة انتقالية للعودة إلى المسار الانتخابي لمدة ستة أشهر إلى سنة على أقصى تقدير". ودعت أيضا الى "فتح حوار وطني شامل مع فعاليات الطبقة السياسية والمجتمع المدني و الشخصيات الوطنية بالإضافة الى ناشطين من الحراك الشعبي بخصوص الوضع السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي التي تمر به البلاد" و كذا " وسائل الخروج من الأزمة، على أن يتوج هذا الحوار بندوة وطنية". كما اقترحت في آليات المبادرة ، تشكيل حكومة كفاءات وطنية لتسيير الأعمال وتنصيب هيئة مستقلة للإشراف وتنظيم والإعلان عن نتائج الانتخابات مع ضمان آليات المراقبة". ودعت فعاليات المجتمع المدني أيضا إلى "الإسراع في الانتقال الديمقراطي السلس وفق مسار انتخابي يجسد القطيعة مع منظومتي الاستبداد والفساد ويضمن بناء مؤسسات شرعية ذات مصداقية". وأوضحت أن "نجاح هذا المسار السياسي يستلزم تهيئة الجو العام لممارسة الحقوق والحريات الفردية و الجماعية و احترام حقوق الإنسان و ذلك باتخاذ اجراءات مرافقة للعملية السياسية بغية إرساء الثقة في نفوس المواطنين وضمان انخراطهم الفعلي في هذا المسار الوطني التاريخي". وناشد المجتمع المدني، كافة القوى الفاعلة الى الالتفاف حول مبادرته و العمل على تفعيلها وانجاحها ونوه المتدخلون، من ممثلي النقابات والجمعيات والمنظمات الوطنية في أشغال الندوة ، بهذه المبادرة السياسية المقترحة، واعتبروا أن هذا الاجتماع يعتبر "إنجازا تاريخيا". وأوضح المكلف بالإعلام في نقابة "الكنابيست" مسعود بوديبة في تصريح للنصر ، أن مبادرة فعليات المجتمع المدني ، تترجم مطالب الحراك الشعبي السلمي وهي داعمة للحراك ومساهمة في حل الأزمة السياسية في البلاد ، مضيفا أن فعاليات المجتمع المدني ترى أنه لا مفر من مرحلة انتقالية وأوضح في هذا السياق أنه بعد أربعة أشهر فرضت نفسها هذه المرحلة وقال إننا نعمل معا للتأسيس لها ولفترة قصيرة حتى نصل إلى المؤسسات الشرعية التي من خلالها نقود الجزائر إلى الاستقرار والأمان وأضاف نفس المتحدث أنه لا بديل لنا عن وجوه لها رضى وقبول شعبي لتسيير هذه المرحلة ولذلك اقترحنا رئيس توافقي أو هيئة رئاسية توافقية تشرف على هذه المرحلة وفق مسار انتخابي واضح . وأضاف أنه من الضروري أن تعين حكومة انتقالية تشكيلتها من كفاءات لتسيير الأعمال وهيئة للإشراف وتنظيم الانتخابات بآليات رقابية تسمح بتوفير أجواء ديمقراطية شفافة لإعطاء المصداقية للمؤسسة الرئاسية بالشرعية الشعبية ، وبعدها ننطلق -كما قال- إلى بناء المؤسسات الأخرى انطلاقا من الدستور ثم الهيئة التشريعية والهيئات المحلية للتأسيس لجزائر حرة ديمقراطية اجتماعية تعددية مدنية قوتها في قوة القانون وفي المؤسسات الشرعية ، مشيرا إلى حضور حوالي 90 تنظيما من نقابات ومنظمات وجمعيات و عمادات في أشغال هذه الندوة مؤكدا أن الحوار مرتكز أساسي في المبادرة حيث شدد على ضرورة فتح حوار جاد ومسؤول، بحيث يشرف على هذا الحوار أشخاص يكون لهم رضى وقبول شعبي . من جهته، أوضح رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية الدكتور، إلياس مرابط ، أن الوضع مستعجل يتطلب تنازلات وترتيب الأولويات وأضاف في تصريح للنصر أنه بالنسبة إلينا، الأولوية اليوم كمجتمع مدني ، هو كيف نساهم في حل الأزمة السياسية ودعم الحراك الشعبي السلمي وتحقيق مطالبه، مشيرا إلى فتح حوار حول ماهي الميكانيزمات اللازمة لتحقيق محاور المبادرة ، كما ثمن الدور الذي تقوم به المؤسسة العسكرية اليوم. من جانبه أوضح المنسق الوطني لكنفدرالية النقابات الجزائرية ورئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين الصادق دزيري ، أن فعاليات المجتمع المدني لا تريد مرحلة انتقالية طويلة المدى، بل المرحلة الانتقالية التي طرحتها المبادرة كما أضاف هي مرحلة تحضير لانتخابات شفافة ونزيهة وقال نريد انتخابات بمصداقية نحضر لها الأجواء بلجنة تشرف على الانتخابات من البداية إلى النهاية بكل نزاهة و وتكون هناك شخصية تمارس الحوار غير الوجوه الحالية من رموز النظام . وأضاف أن المبادرة جاءت تتويجا للقاءات سابقة تمت في الشهر الماضي وأن هذه المبادرة هي لدعم الحراك واقتراح لمحاور الحلول للخروج من الأزمة الراهنة معتبرا أن هذه المحاور قد لا تكون نهائية وهي قابلة للنقاش بين النقابات والجمعيات والمنظمات الوطنية، وبين باقي فضاءات الطبقة السياسية و"لما لا الجمع ما بين المبادرات الموجودة في الميدان ونوحد الرؤية بتصور يكون خادم للحراك وخادم للحلول التي تخرج البلاد من الازمة" على حد تعبيره. و نوّه رئيس نقابة" السنابيست" مزيان مريان، بالمبادرة، وقال أننا نتمنى أن تتوسع الى الأحزاب والشخصيات الوطنية حتى تكون مبادرة أخرى للخروج من الازمة وقال إن هناك انسداد في الوقت الحالي كون الشعب يريد مرحلة انتقالية والسلطات العمومية تريد الذهاب إلى انتخابات لذلك يجب أن نجد مخرجا لهذه الأزمة.