مساجد تتحول إلى ساحة صراع بين الأئمة واللجان تعرف العديد من المساجد بولاية البليدة نزاعا حادا بين لجان المساجد والأئمة ، وما أصبح مألوفا لدى المصليين هو الصراع والنزاع والانشقاق وغير المألوف أن تجد هناك توافقا بين الإمام ولجنة المسجد ، ويرجع الكثيرون هذا الصراع بسبب التداخل الموجود بين صلاحيات الإمام ولجنة المسجد ورد البعض ذلك إلى كون أن المسجد يسير برأسين ، بحيث أن لجنة المسجد تمثل دورا موازيا للإمام نظرا لعدم وجود أطر قانونية تحدد مهام اللجنة في المسجد وعلاقتها بالإمام وما يزيد في هذا الصراع والتأزم هو أن لجان المساجد لا تنتهي صلاحيتها بمجرد انتهاء الأشغال من بناء المساجد بل يستمر دورها بعد ذلك وهو ما أدى إلى هذا التداخل في المسؤوليات بين هذه اللجان والأئمة . وقد رصدنا بولاية البليدة عدة حالات من هذا الصراع القائم بين الأئمة ولجان المساجد ، كانت آخرها منذ أسبوعين بالمسجد العتيق بالعفرون أين قام بعض أعضاء لجنة المسجد بإرغام الإمام على الخروج من المحراب وعدم إمامتهم وذلك بسبب خلاف سابق مع أعضاء هذه اللجنة، وتفجر هذا الخلاف بعد نعت الإمام أعضاء اللجنة بصفات غير لائقة ، وكان ردهم على ذلك بمنعه من الإمامة في المسجد وبعثوا تقريرا لمديرية الشؤون الدينية بالولاية مطالبين بعزله . ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل أن أحد أعضاء لجنة المسجد اعتدى بالضرب على إمام مسجد ببلدية الشبلي وذلك في صباح يوم جمعة ، ما جعل الإمام يحزم أمتعته ويغادر المسجد تاركا المصلين بلا إمام في يوم الجمعة. وفي مسجد آخر بالولاية لم يطل طويلا شهر العسل بين الإمام ولجنة المسجد ، بحيث بعد تنصيب الإمام منذ سنوات رحب به أعضاء الجنة وساهموا في إكمال السكن الوظيفي للإمام ، كما ساعدوه في مراسيم الزواج ،لكن هذا لم يدم طويلا وبدأت الأمور تتوتر بعد تدخل أعضاء اللجنة في صلاحيات الإمام ووصل الأمر بهم إلى محاولة تمرير في دروس الجمعة رسائل عن طريقه للمواطنين هدفها تصفية حسابات مع أشخاص آخرين معارضين للجنة وهو ما رفضه الإمام ، و توترت الأوضاع بينهم أكثر من أي وقت سبق. ويذكر هذا الإمام في حديثنا معه أن أعضاء اللجنة بعدها لجأوا إلى تسريب إشاعات عنه باختلاس أموال المتبرعين للمسجد ،وأمام هذا لم يجد الإمام من سبيل آخر إلى أن راسل مديرية الشؤون الدينية مطالبا بتحويله لمسجد آخر بعد أن قام بحل لجنة المسجد مقترحا أسماء مصليين آخرين بصفة مؤقتة لهذه اللجنة إلى غاية انتخاب لجنة جديدة ، لكن المشكلة لم تحل بمغادرة الإمام المسجد بل حتى الإمام الجديد المنصب وجد نفسه في ورطة بعد رفض أعضاء اللجنة القديمة التخلي عن نشاطها وبذلك أصبحت لجنتين في مسجد واحد ، ولم يجد الإمام من حل إلا أنه أمسك العصا من الوسط محاولا إرضاء الجميع . وبإحدى مساجد بلدية الأربعاء قام أعضاء لجنة المسجد بمراسلة الوزارة الوصية ومديرية الشؤون الدينية منذ سنوات متهمين الإمام بالاستحواذ على قطعة أرض وقف للمسجد واستغلالها في البناء وطالبوا باسترجاعها ، ووقع ذلك بعد خلافات مع الإمام والأمر ذاته وقع مع إحدى المساجد ببلدية أولاد يعيش أين اتهم أعضاء في اللجنة الإمام بالاستيلاء على سكن وظيفي . أما مديرية الشؤون الدينية فلا تجد من حلا أمامها إذا تفاقم الصراع بين اللجنة والإمام سوى أن تلجأ إلى تحويل الإمام إلى مسجد آخر ،لكن كثيرا ما يتكرر نفس الأمر بمسجد واحد خاصة في الحالات التي يحاول فيها بعض أعضاء الجنة التدخل في الدروس والخطب التي يقدمها الإمام والتي لا تكون على مقاس البعض أو جارحة لهم في بعض الحالات وما من حل في هذه الحالة إلا الثورة على الإمام والمطالبة بتحويله . الأئمة يطالبون بقانون واضح يحدد صلاحيات اللجان أما الأئمة فمطلبهم الأساسي حسب العديد من الذين تحدثنا معهم أمام حالة النزاع والصراع التي تشهدها بعض المساجد التي كان من الأجدر أن يكون المسجد بمنأى عنها حتى تكون بيوت الله قدوة لباقي مؤسسات المجتمع يكون بوضع قانون واضح يحدد مهام لجان المساجد حتى لا يكون هذا التداخل في الصلاحيات مع الإمام . كما يؤكد الكثيرون أن لجان المساجد لها الفضل الكبير في بناء المساجد رغم صعوبة المهمة خاصة في جمع الأموال ومتابعة عملية الإنجاز ، لكن ينبغي أن تتوقف مهمة هذه اللجان حسب آخرون بعد تسليم المسجد وتعيين إمام واقترح البعض أن يرأس لجنة المسجد الإمام بعد تسليمه ، ويكون باقي الأعضاء كعون ورقيب له حتى لا تبقى هذه الجان الموازية داخل المساجد . و كما ذكر أحدهم أنه من غير الممكن للإمام الذي يصارع داخل المسجد أعضاء اللجنة أن يحدث المصليين عن الوحدة ونبذ التفرقة والانشقاق وغيرها.