أصبح البعوض مشكلة تهدد الصحة العمومية وتشكل أرقا للمواطنين والسلطات على حد سواء، حيث عجزت الجماعات المحلية في التقليل من حدة انتشار هذه الحشرة عبر غالبية الأحياء والتجمعات العمرانية، إذ لم تنجح حملات التنظيف وتطهير الفراغات الصحية، فضلا عن تجفيف منابع المياه الراكدة ورش المبيدات، في القضاء عليها، لتكون النتيجة ظهور نوع غريب عما ألفه المواطنون، إذ تتسبب لهم في أعراض مرضية جعلتهم يعتقدون بانتشار «بعوض النمر»، لكن مختصين و رغم اعترافهم بوجود أعراض مختلفة، إلا أنهم يرون بأنه لا يمكن الجزم بوجود هذا النوع إلا بإجراء دراسات علمية دقيقة، وسط دعوات إلى الانطلاق في عمليات الإبادة منذ فصل الربيع و عدم الانتظار إلى الصيف عندما تكون الحشرات قد تكاثرت. روبورتاج: لقمان قوادري/ عبد الرزاق.م لم يكن صيف 2019 عاديا بالنسبة للجزائريين، فقد شهدت مختلف المدن والأحياء حالة كبرى من الاستياء نتيجة الانتشار الكبير للبعوض أو «الناموس»، كما يسميه الجزائريون، إذ لم تفلح عمليات رش المبيدات في القضاء عليه، على خلاف السنوات السابقة أين كانت السلطات تساهم في التقليل من حدة انتشاره، رغم تأخرها في كل مرة عن القيام بحملات القضاء على هذه الحشرة الناقلة للفيروسات. و أحدثت لسعات أنواع غريبة من «الناموس» لم يعهدها المواطنون هلعا في أوساطهم، حيث ذكر مصدر طبي يعمل بإحدى العيادات الجوارية بوسط مدينة قسنطينة، للنصر، أنه ومن بين 10 حالات تعرضت للسعات نقف على اثنتين أو ثلاث ظهرت عليها انتفاخات بأماكن اللسع بالجلد، كما سجل في بعض المرات ارتفاع في درجة الحرارة أو التقيؤ وأحيانا التهابات غير خطيرة. ورغم الشكاوى العديدة للمواطنين وتحذيراتهم من هذه الخطر، إلا أنهم يؤكدون أنهم لم يجدوا أية استجابة من السلطات، فلم تنظم حملات رش واسعة للمبيدات، أو تفتح تحقيقات في نوعية الإصابات التي تعرضوا لها، فقد أوضح مواطن التقينا به في حي حريشة بعين سمارة، أن ابنه ذا الثلاثة أعوام أصيب بلسعات سببت له انتفاخا على مستوى الرجل فضلا عن حمى، لكنها ليست مرتفعة وهو حال العديد من جيرانه، مثلما أكد. عين اسمارة.. مدينة البعوض وتعرف بلدية عين اسمارة انتشارا كبيرا ل «الناموس» بغالبية الأحياء، حيث لاحظنا أن مداخل العمارات مليئة بها وترى بالعين المجردة، كما يقوم غالبية السكان بوضع «التيلو» وهو قطعة رقيقة من القماش بها فتحات ضيقة جدا لا يمكن للبعوض أن يدخل منها. ويشير جل من تحدثنا إليهم من السكان، إلى أن هذه المشكلة في تزايد مستمر رغم أن المدينة تعرف وضعية مقبولة في مجال النظافة، فيما أوعز كثيرون المشكلة إلى الوادي الملوث الواقع بمدخل المدينة إذ أنه يعد المصدر الأول لهذه الحشرة، كما تحدث آخرون عن مشكلة الفراغات الصحية التي تعرف تراكما للمياه، وانتشار الأعشاب الضارة، وذكر مواطنون أن البعوض تكاثر بشكل كبير خلال هذا العام، ليحول يومياتهم إلى جحيم إذ لاينفع مكيف أو جهاز للقضاء على عليه، كما أنهم يلجأون إلى حرق أقراص قتل البعوض التي تستعمل بوضعها في جهاز خاص، رغم علمهم بأضرارها الصحية. ولاحظنا عند دخولنا إلى أحد المنازل بحي «كناب»، أن الجدران شبه سوداء من آثار القضاء على الناموس، كما أن أسقف الغرف كانت مليئة بها، و أخبرنا صاحب البيت أن السبب الأساسي في انتشارها هو النفايات المنزلية والمياه الراكدة فضلا عن الأعشاب والأشواك، وهو الأمر الذي وقفنا علي وسط التجمعات السكانية. حرق الأعشاب الضارة لطرد الحشرات و قال المواطنون في سخرية، إن عين اسمارة كانت من المفروض أن تسمى «عين الناموس»، فهذه الحشرة مستقرة بها فألفت السكان وألفوها، كما ذكروا أنهم وفي كل صيف يخصصون ميزانية خاصة لمكافحتها. ونحن نتجول بالمدينة وجدنا سكان أحد الأحياء وهم يقومون بحرق مساحة من الأعشاب، إذ أكدوا أن النيران هي السبيل الوحيد للقضاء على «الناموس» وإبعاده. و ذكر لنا أحد المنتخبين السابقين أن المشكلة لا تتعلق بنقص النظافة فقط بل تتعداها إلى طبيعة المنطقة التي تنمو فيها أنواع من النباتات التي يتكاثر بها «الناموس» بشكل كبير، في حين أن طبيعة تربة المنطقة وكذا الوادي الذي يحيط بها فضلا عن الأشجار، عوامل أدت إلى انتشار هذه الحشرة دون أن يتم إيجاد حلول عملية لهذه المشكلة، وفيما يخص الأقبية فقد ذكر لنا جل السكان، أنها لم تنظف منذ سنوات. بوالصوف معاناة طيلة أيام السنة غيرنا وجهتنا إلى مدينة قسنطينة، وبالضبط إلى حي بوالصوف، كونه يعد أكثر الأماكن الذي يعرف انتشارا ل «الناموس»، و الغريب أن هذه الحشرة تتواجد بهذا الحي طيلة أيام السنة، سواء في فصل الخريف أو الشتاء و كذلك الربيع، و تتضاعف أعدادها بشكل مخيف صيفا، أين لا يكاد يخلو منزل منها رغم التدابير التي يتخذها السكان، في ظل غياب أو نقص الإجراءات المفترض اتخاذها من قبل الجهات الوصية، المتمثلة في مصالح النظافة بالبلدية. و بحي بوالصوف تجد السكان يقومون بشراء أجهزة طرد الناموس طيلة السنة، و في أوقات لا تنتشر فيها هذه الحشرة بأماكن أخرى، فيما يلجأ الكثير منهم إلى وضع أقمشة مخصصة لمنع دخول الحشرات على النوافذ، وهي إجراءات تزداد خلال فصل الحر، مع القيام في بعض الأحيان بغلق النوافذ طيلة اليوم و وتشغيل المكيفات، فيما تضطر الكثير من العائلات إلى الاستيقاظ ليلا للقضاء عليها سواء باستعمال الأيدي أو الأقمشة المبللة، حيث يؤكد معظم من تحدثنا إليهم أنه بمجرد إطفاء الأنوار لدقائق و إشعالها، تخرج هذه الحشرات لتبدأ نشاطها في لسع كل من يتواجد داخل المنزل، حيث يمكن مشاهدتها بأعداد كبيرة على جدران البيت. سكان تناولوا مضادات حيوية بسبب اللسعات و يقول الكثير من سكان هذا الحي، إنه و لولا القيام بالتدابير الوقائية بشكل متجدد، لانتشار البعوض داخل البيوت بشكل غير محتمل، فإن اللسعات الموجعة كانت لتخلف أثارا على الجسم لا تختفي إلا بعد أيام، و قد تكون خطيرة، و تتطلب تدخلا طبيا، خاصة إذا كان «الناموس» يحمل ميكروبات ينقلها إلى جسم الإنسان، بما أن مصدرها الأقبية و الأوساخ. و قد تحدثنا إلى الكثير من السكان من الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى تناول مضادات حيوية، بعد أن تعرضوا للسعات البعوض، مؤكدين أنه بين الأطفال الرضع، من تعرض للسعات خطيرة، تركت علامات دائمة على أجزاء من أجسامهم. و مع أن جل سكان بوالصوف يجهلون سبب الانتشار الزائد لهذه الحشرة، مقارنة بأحياء أخرى، غير أن القرب النسبي للحي من مناطق غابية و كذا وادي الرمال، و مفرغة سابقة بطريق عين سمارة، بالإضافة إلى انتشار الأوساخ من خلال الرمي العشوائي للقمامة، تعد من بين العوامل الرئيسية، فضلا عن نمو الحشائش و احتواء المنطقة على الكثير من الأشجار، بالإضافة إلى أن المنطقة تضم عشرات العمارات القديمة، التي لم تنظف أقبيتها منذ سنوات طويلة، و هي في الغالب مملوءة بالمياه المتسربة من قنوات الصرف الصحي، التي تتسرب أيضا على مستوى بعض الشوارع، ما يجعل من هذا المكان بيئة مثالية لتكاثر البعوض و مختلف أنواع الحشرات الأخرى. و يعتقد الكثير من سكان الحي أن عدم قيام مصالح البلدية بمحاربة هذه الحشرات في وقت مبكر من السنة قبل تكاثرها و خروجها من يرقاتها، يعد من بين الأسباب أيضا، موضحين بأن رش المبيدات خلال فصل الصيف، أمر غير مفيد، و هو مضر للأطفال و كبار السن و كذا المصابين بأمراض تنفسية، حيث طالبوا بالقيام بهذه العملية خلال فصل الربيع و بطرق أقل ضررا على الصحة، مع ضرورة تنظيف أقبية العمارات. مشكلة بشكل أقل بعلي منجلي وبالمدينة الجديدة علي منجلي، نجحت مصالح البلدية ولو نسبيا في القضاء على الناموس، حيث أن غالبية السكان ومن مختلف الوحدات الجوارية أكدوا عدم تسجيل أي مشكلة، غير أن قاطني بعض الوحدات على غرار الثامنة والسابعة، اشتكوا من انتشارها بشكل كبير خلافا لما كان عليه الأمر في السنوات الفارطة، حيث أكدوا عدم قيام السلطات بأي عملية لمكافحة هذه الحشرة على مستوى أحيائهم مثلما يتم في كل عام. والغريب في الأحياء التي أجرينا بها عملنا الميداني، هو أن غالبية من تحدثنا إليهم يؤكدون أن لسعات البعوض غير عادية، فقد ذكر شاب يقطن بطابق أرضي بالوحدة الجوارية الثامنة، أنه تعرض لها على مستوى ساقه اليسرى، لكن سرعان ما لاحظ انتفاخا بيده قبل أن يتوجه إلى المستشفى، أين استغرب الأطباء نوع هذه اللسعة التي خلفت آثارا على مستوى الجلد، بعد أن ظنوا في البداية أنها لسعة نحل، لكنه أكد لهم أن الأمر يتعلق بنوع جديد من البعوض، وما يثبت كلامه هو إصابة أفراد عائلته بنفس الأعراض لكنها أقل خطورة. ولم نتمكن من الحصول على معلومات وإحصائيات رسمية من طرف المصالح الاستعجالية بعلي منجلي بهذا الخصوص، غير أن طبيبة بمصلحة الاستعجالات أكدت تسجيل العديد من الإصابات بأعراض مختلفة لاسيما لدى الأطفال ويتعلق الأمر بحسبها بانتفاخ على مستوى الجلد وفي حالات قليلة جدا ارتفاع درجة الحرارة، حيث قالت إن طفلا يقل عمره عن 5 سنوات تعرض للسعة لاحظت أنها مختلفة عما كانت تلاحظه من قبل، حيث وصفت مضادات حيوية ومرهما. فراغات صحية لم تنظف منذ سنوات بحي الدقسي اتجهنا إلى حي الدقسي، الذي يعرف انتشارا كبيرا ل «الناموس»، حيث وما إن تحدثنا إلى أحد الأشخاص عن سبب زيارتنا للحي، حتى أظهر لنا مباشرة ساقه وقال «انظر إننا نعاني كثيرا من السعات ولا ننام فقد تحولت حياتنا إلى كابوس مزعج كل فصل صيف»، فالدقسي يعرف بحسبه نقصا كبيرا في النظافة والأقبية والفراغات الصحية، التي لم تنظف منذ إنجاز العمارات، ما حولها إلى بؤرة للأمراض، فيما لاحظنا انتشارا كبيرا للأوساخ وانبعاثا لرائحة المياه القذرة، كما أن جل البالوعات كانت مفتوحة وتسيل مياهها. بعوضة النمر تثير جدلا بحي وادي الحد وعند انتقالنا لحي الإخوة عباس بقسنطينة، وقفنا على تلوث كبير، حيث تنبعث روائح كريهة من الوادي الملوث كلما توغلنا في المكان أكثر، وتحدث سكان بالحي عن انتشار لبعوضة النمر، ولما سألناهم عما إذا كانوا قد تأكدوا من صحة المعلومة من طرف الجهات الصحية الوصية، قالوا إنهم لم يتقدموا بأي شكوى سوى إلى مصالح البلدية، لكنهم ذكروا أن طبيعة اللسعات غريبة جدا وظهرت بحسبهم، منذ العام الماضي. لكن أحد السكان وهو موظف بقطاع الصحة، ذكر أن قاطني الحي يبالغون بعض الشيئ، إذ لا يجب بحسبه أن يتحدثوا عن وجود بعوضة النمر دون إجراء دراسة أو تحاليل بالحي، لكنه أكد على ضرورة تحرك السلطات بعد أن تحول محيط «وادي الحد» من جانب أرض جاب الله، إلى بؤرة أوساخ وأمراض، أين تنشر مخلفات الردم والبيوت القصديرية فضلا عن بعض النقاط الأخرى، مشيرا إلى تسجيل أعراض غريبة لاسيما لدى الأطفال، كما أكد تزايد أعداد البعوض في هذا العام بسبب التساقط الكبير للأمطار وارتفاع درجة الحرارة ونمو الأعشاب وعدم تقليم الأشجار. ل.ق/ ع.م مسؤولون ببلديات قسنطينة يؤكدون إبادة البعوض غير ممكنة دون تنظيف الأقبية و أمطار ماي أدت لتكاثره أكد مسؤولو بلديات بولاية قسنطينة، أن عمليات إبادة البعوض قد بدأت في شهر فيفري الماضي، كما اتفقوا على أن سبب الانتشار الكبير لهذه الحشرات في الصيف الحالي مقارنة بالسنوات الفارطة، هو التهاطل المتأخر للأمطار والذي استمر إلى غاية نهاية شهر ماي، ما جعل المياه تتراكم مجددا بأقبية العمارات مع نمو كبير للحشائش وسط الأحياء، بما يعد بيئة مناسبة لتكاثر الحشرات بصفة عامة والبعوض خاصة. مدير المؤسسة العمومية للنظافة ببلدية الخروب عبد الكريم حوري المفرغات العمومية والإسطبلات موطن «الناموس» في الخروب ذكر السيد حوري عبد الكريم، مسؤول المؤسسة العمومية للنظافة ببلدية الخروب، أن هذه الأخيرة بصدد محاربة ومكافحة البعوض وليس القضاء عليه، معترفا أن انتشاره هذه السنة أكبر بكثير من الأعوام الفارطة، والسبب حسبه، هو التساقط الكبير للأمطار عند نهاية شهر ماي، ما أدى إلى نمو كبير للأعشاب التي أصبحت تغزو مختلف أحياء المدنية. و أضاف حوري بأن المفرغات المنتشرة بقوة في بلدية الخروب زادت من تكاثر «الناموس»، حيث توجد 10 أحياء على الأقل وهي 450 مسكنا و900 مسكن و500 مسكن «كناب» و كذلك بأحياء 1600 مسكن و1013 مسكنا و1039 مسكنا و1015 و1200 مسكن، حيث لم يتم إبادة الحشرات عن طريق البخاخ على مستوى هذه النقاط إلا بعد تجفيفها من البرك المائية التي تشكلت بها بسبب تهاطل الأمطار. وأضاف المتحدث أن البرك المائية داخل أقبية العمارات، لعبت أيضا دورا كبيرا في انتشار الحشرات الطائرة، حيث يمكن لعمارة واحدة بها البعوض أن تؤثر على مجمع سكني بالكامل، موضحا أن محاربة الظاهرة تبدأ من المفرغات الصحية وكذا الأقبية، لأنها توفر بيئة مناسبة للبعوض من أجل التكاثر، على غرار الظل والرطوبة والماء. و ذكر حوري أن عدم نزع النباتات الضارة لغاية شهر جوان، جعل من «الناموس» يتكاثر وصعب من مهمة إبادته حاليا ليؤكد بأن كل النشاطات التي تقوم بها مؤسسة النظافة لن تأت بنتائج فعالة إلا بمشاركة فعلية للمواطنين، مضيفا أن غياب التفاعل والمساهمة من طرفهم يجعل من تحقيق نتائج مرضية أمرا مستحيلا، مهما توفرت الإمكانيات المادية والبشرية. أما رئيسة الدائرة التقنية بالمؤسسة العمومية للنظافة ببلدية الخروب، فذكرت أن عملية محاربة البعوض تقام على مدار السنة، حيث تبدأ في 15 فيفري إلى غاية 15 مارس، وهي الفترة الخاصة بإبادة اليرقات قبل تحولها إلى حشرات أي أثناء عملية وضع البيض، و تتم الإبادة في مختلف الأقبية والوديان، على أن تبدأ ثاني عملية والتي تمس الإسطبلات بوسط مدينة الخروب و بعض المزارع، في الفترة الممتدة بين 15 أفريل و 15 ماي، أما من 1 جوان إلى نهاية شهر أوت، فتطلق المصلحة عملية الإبادة عبر الأحياء عن طريق رش المبيدات، وتقام عند كل ليلة بمختلف المجمعات السكنية، على غرار صالح دراجي و وادب حميم وعين نحاس وعلوك عبد الله والقرية الحمراء وماسينيسا، مضيفة أنه يتم التدخل أيضا في حالة تلقي المؤسسة أي شكاوى من طرف المواطنين في منطقة ما. وقالت المتحدثة إن المؤسسة توفر حاليا فريقي عمل، الأول على مستوى الأحياء الرئيسية بوسط مدينة الخروب وماسينيسا والثاني بالمجمعات الثانوية، مؤكدة أن المرحلة الثانية من عملية إبادة البعوض ستنطلق شهر سبتمبر القادم، وتتواصل إلى غاية نهايته، متوقعة أن ينخفض عدد هذه الحشرات لأن الشروع في رش المبديات عن طريق البخاخ قد بدأ. و نوهت المسؤولة بأن عمال المؤسسة يتعرضون لمختلف الاعتداءات اللفظية والجسدية عند قيامهم بعمليات الإبادة في الأحياء، حيث ترفض عائلات الاقتراب من منازلها بسبب معاناة أبنائهم من أمراض مزمنة مثل الربو، ويتم أحيانا تكسير الشاحنات الخاصة بعملية الرش، فيما يُمنَع الأعوان من أداء عملهم من طرف بعض أصحاب المحلات وخاصة المطاعم والأكلات الخفيفة. رئيس بلدية عين سمارة عزيزي حسين نبرمج عمليتين سنويا للقضاء على البعوض يؤكد رئيس بلدية عين سمارة بولاية قسنطينة حسين عزيزي، أن مصالحه بدأت محاربة البعوض بالتنسيق مع مكتب الوقاية بالبلدية، حيث أطلقت العملية الأولى في شهر فيفري ودامت إلى غاية 15 ماي، لتمس المفرغات على مستوى حي 1600 مسكن، وكذلك بحريشة عمار، كما برمجت خلال هذه الفترة عمليتين في اليوم ليكون المفعول أكبر، مضيفا أن المرحلة الثانية بدأت في الفاتح من شهر جوان. وقال المتحدث إن الانتشار الكبير للبعوض هذه السنة، يرجع للأمطار الغزيرة التي تهاطلت على مختلف بلديات قسنطينة في نهاية شهر ماي، حيث تسببت في نمو كبير للحشائش والأعشاب، والتي تعد من عوامل زيادة أعداد الحشرات، مؤكدا أن مصالحه تتمنى تلقي مساعدة من طرف السكان، من خلال نزع الأعشاب والحشائش على مستوى بعض الأحياء للتسهيل من مهمة محاربة «الناموس».وأضاف «المير» أن البلدية تقوم حاليا ببرمجة عملتين في اليوم الأولى تقام في النهار عن طريق رش المبيدات عبر بخاخ داخل أقبية العمارات ومحيطها»، أما الثانية والتي تقام عند كل مساء ويستعمل خلالها الشاحنات التي تجول الأحياء، حيث بدأت العملية قبل أسبوعين وستتواصل إلى غاية نهاية شهر أوت، مختتما حديثه أن «مشكلة البعوض أصبحت عالمية، ولا يمكن الحديث عن القضاء عليه وإنما محاربته من أجل التخفيض من نسبة انتشاره. نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالنظافة بن ساري شراف الدين عدم تجفيف الأقبية ونزع الحشائش زاد من تكاثر الحشرات وقال شراف الدين بن ساري نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالنظافة والتطهير والصيانة، أن بداية عمليات إبادة البعوض كانت قبل حوالي شهر، من خلال تكليف فريقي عمل برش مبيدات الحشرات بقطاعين يوميا، مضيفا أن البرنامج سيتواصل لشهرين قادمين. وعن أسباب الانتشار الرهيب للحشرات في بعض أحياء مدينة قسنطينة، رد المسؤول أن تراكم المياه نتيجة تهاطل الأمطار قبل عدة أسابيع على مستوى الوديان والأقبية، إضافة إلى نمو الحشائش، زاد من تكاثر هذه الحشرات المزعجة، التي أكد أن مصالح البلدية تعمل على إبادتها على مستوى الوديان والحشائش، إلا أن كل التركيز منصب على المجمعات السكنية، من خلال تكثيف العماليات بأقبية العمارات. وأوضح المتحدث أن أعوان النظافة يجدون بعض الصعوبات أثناء تأدية عملهم على مستوى أقبية العمارات، بسبب عدم تجفيفها من المياه من طرف مصالح مؤسسة «سياكو»، حيث وجه نداء للمواطنين بضرورة التجفيف قبل القيام بعملية الإبادة لأنها لن تكون فعالة، بحكم أن الحشرات ستتكاثر مجددا في البرك المائية.و أضاف بن ساري أن العمل متواصل حاليا من خلال نزع الأعشاب والحشائش على مستوى المجمعات السكنية، مع القيام بعمليات الإبادة على مستوى بعض الأحياء التي تعرف انتشارا كبيرا للبعوض على غرار بوالصوف و زواغي و الدقسي و جبل الوحش، كما أكد بأن البلدية اقنت مواد مبيدة فعالة، متعهدا بأن نسبة انتشار هذه الحشرات الطائرة ستنخفض تدريجيا. حاتم/ب أخصائي أمراض الأوبئة الدكتور جمال بن ساعد البعوض قد يسبب الملاريا و لابد من إجراء دراسات علمية لأعراض اللسعات اعتبر الأخصائي في أمراض الأوبئة بمستشفى ديدوش مراد بقسنطينة، جمال بن ساعد، أن انتشار «الناموس» بالجزائر يخضع لمتغيرات اقتصادية واجتماعية وتتدخل في مكافحته مختلف الهيئات الفاعلة، مؤكدا على ضرورة إجراء تحاليل ودراسات علمية معمقة على نوعية الأعراض والحشرات قبل إطلاق أي أحكام. وذكر المتحدث، أن خطر البعوض يكمن في نقله لداء الملاريا الخطير، مشيرا إلى أن لعاب هذه الحشرة يتسبب في حساسية أحيانا تكون مفرطة، مبرزا أن «الناموس»، ليس هو المتسبب في حد ذاته في الأمراض ولا يشكل تهديدا للصحة العمومية، إنما هو ناقل لأنواع من الأمراض و منها الخطيرة المسجلة في دول أفريقية حدودية كمالي و النيجر. محاربة البعوض تبدأ من شهر مارس و ليس صيفا ويرى المتحدث، أن انتشار البعوض في الجزائر يعود إلى توفر البيئة المناسبة له، بأماكن تجمع النفايات والمياه الراكدة بالعمارات و الأقبية، وحدائق المنازل وغيرها من البؤر التي يتكاثر فيها، مشيرا إلى أن الوقت المناسب لمحاربته يبدأ من شهر مارس وليس مع بداية فصل الصيف مثلما تقوم به بعض البلديات في الجزائر. وفيما يخص بعوض النمر، الذي يتحدث الكثير من سكان قسنطينة عن وجوده، ذكر المتحدث أنه سجلت بعض الأعراض المختلفة لاسيما عند الأطفال، لكن على مستوى ولاية قسنطينة لم تجر أي دراسة أو تقارير علمية تثبت وجود هذه الحشرات لعدم توفر الولاية على أخصائيين في الأنتمولوجيا، لكن معهد باستور بالعاصمة كشف عن وجودها بولايتي العاصمة والبليدة. وأبرز المتحدث، أن البعوض هو مجموعة من العائلات والأنواع الكثيرة، ولهذا لابد من إنجاز تحريات علمية ودراسات تنظر لهذا الأمر، مضيفا بالقول "قمنا بتحريات بمستشفى ديدوش مراد ولم نجد هذا النوع، لكن هذا لا يجزم بعدم وجوده خارج نطاق دراستنا"، مشيرا إلى ضرورة الانطلاق من فرضيات عليمة وعلى الجميع تفادي "البروباغندا". ولفت المتحدث إلى أن بعوضة النمر لها تأثيرات على الأطفال على وجوه الخصوص، مضيفا أن أصل هذا النوع من البرازيل و قد وصل إلى بعض مناطق الجزائر عن طريق البواخر، وهنا تكمن أهمية الرقابة الصحية على مستوى الحدود، مؤكدا أن الناحية الوقائية تعتبر الحلقة الأهم، حيث أن استعمال المواد الكيمياوية ليس أمرا جيدا ولابد من استخدام «الناموسيات» والاعتناء بالنظافة والقيام بحملات تنظيف ورش دورية، كما على الجماعات المحلية أن تقوم بمهامها قبل تكاثر البعوض باعتبار أنها تملك الإمكانيات اللازمة للقيام بهكذا عمليات.