"بومقورة" .. قرية بوسط المدينة لا يراها المسؤولون يشكو سكان قرية "بومقورة" الواقعة بمنطقة الكيلومتر السابع في حي بوالصوف بمدينة قسنطينة، من عدم ربطهم بالتيار الكهربائي و شبكة الغاز الطبيعي إلى اليوم، رغم مرور أزيد من 30 سنة على تشييد حيهم، في فترة الثورة الزراعية. القرية التي زارتها "النصر" نهاية الأسبوع، يوحي مظهرها بأنها لا تقع بوسط المدينة، بسبب تردّي حالة طرقاتها و هشاشة بناياتها المغطاة بمادة "الترنيت". و قد فوجئنا لدى تحدثنا إلى السكان، بأن تجمعهم المُشيد لفائدة الفلاحين في إطار تطبيق الدولة لسياسة الثورة الزراعية قبل حوالي 35 سنة، لم يُربط بعد بشبكتي الغاز و الكهرباء، رغم الشكاوي العديدة المرفوعة إلى السلطات المحلية و مؤسسة "سونلغاز"، التي أعلمتهم باستحالة القيام بذلك كون الأرض التي يقطنونها تبيّن أنها ملك لأحد الخواص، ما جعلهم، حسبهم، يعيشون مصيرا مجهولا، خاصة و أن عدد سكان القرية في تزايد مستمر و دفع ببعضهم إلى بناء شبه أكواخ إضافية، لأن منازلهم لم تعد تتسع للمزيد و أصبح أكثر من 6 أفراد مضطرين للمبيت في غرفة واحدة. و قال السكان أن الوضع الصعب الذي يعيشونه منذ سنوات، دفعهم للاستعانة بقارورات غاز البوتان و بالتوصيلات الكهربائية للفيلات المجاورة، رغم خطورة ذلك على حياتهم، مؤكدين أنهم دفعوا قبل حوالي 12 سنة مستحقات ربطهم بالطاقة الكهربائية لمؤسسة "سونلغاز"، التي باشرت آنذاك عمليات تثبيت للأعمدة و توقفت عنها، بشكل مفاجئ، حسب محدثينا الذين أضافوا أن الغبار يعُمّ طرقاتهم المهترئة في فصل الصيف، كما تمتلئ شتاءا بالأوحال، الأمر الذي جعلهم يجدون صعوبة كبيرة في التنقل، قبل أن يطالبوا السلطات المحلية بإيجاد حل لوضعهم المقعد، الذي لم تلتفت إليه، حسبهم، أية جهة رغم أنهم أولى الساكنين بحي والصوف. مصدر مسؤول بمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز "سونلغاز" بقسنطينة، أوضح أن مصالحه لا تستطيع ربط مساكن مُشيدة فوق أراض ملك لخواص بشبكتي الغاز و الكهرباء أو حتى تثبيت الأعمدة بجانبها، مضيفا أن ذلك قد يتم فقط في حال تلقي الموافقة من البلدية و صاحب الأرض، فيما حاولنا لأكثر من مرة الاتصال برئيس بلدية قسنطينة لتلقي توضيحات منه حول الوضعية القانونية للقرية لكننا لم نتمكن.