50 بالمائة من ضحايا حوادث المرور في الجزائر يموتون بسبب سوء التكفل بهم كشف أمس أطباء مختصون أن أكثر من نصف المصابين في حوادث المرور بالجزائر، يموتون في ظرف ثلاث ساعات من وقوع الحادث، بسبب عدم تجهيز سيارات الإسعاف بالوسائل الحديثة وضعف التكفل داخل المستشفيات. وذكر البروفيسور عمر بودهان المختصّ في أمراض التخدير والإنعاش بالمستشفى الجامعي ابن باديس، خلال فعاليات الأيام الطبية الجراحية العاشرة المُنظمة بالمستشفى العسكري الجهوي بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة، بأن 50 بالمائة من القتلى في مختلف الحوادث ومنها حوادث السير يلقون حتفهم في عين المكان، بينما يُتوفى 30 في المائة منهم خلال الساعتين أو الثلاث اللتين تسبقان وصولهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية، بسبب بطئ التدخل وعدم تجهيز سيارات الإسعاف بالآلات الطبية الحديثة، أما ال 20 في المائة المتبقون فيموتون بعد نحو أسبوع نتيجة لتعفن جروحهم وضعف التكفل داخل المراكز الصحية. و قد فرضت هذه الإحصائيات على الجهات المختصة، أمام ترتيب الجزائر الرابعة عالميا في عدد قتلى حوادث المرور بمعدل 4 آلاف قتيل سنويا، الشروع في تطبيق استراتيجيات جديدة لعلاج مصابي حوادث المرور، أولها التكفّل الفوري بالمصاب في عين المكان باستعمال مخابر متنقلة وتجهيزات حديثة للإنعاش، على غرار ما هو معمول به في ألمانيا من أجل التقليل ولو بنسبة 20 في المائة من حالات الوفيات، كما سيتم- حسب البروفيسور بودهان- وضع برنامج لتجهيز سيارات الإسعاف ومراكز الاستقبال والمستشفيات بالوسائل الطبية الحديثة، مع دعم مختلف مصالح الاستعجالات بأطباء وجراحين ذوي تكوين وخبرة عاليين. يذكر أن المستشفى العسكري الجهوي الجامعي الرائد عبد العالي بن بعطوش، يحتضن ليومين محاضرات ومداخلات عن الأمراض الذاتية وعن الصدمات المتعددة الناجمة عن مختلف الحوادث، وذلك بحضور أطباء ومختصين من مختلف المستشفيات العسكرية والمدنية من الجزائر وخارجها ، حيث يناقشون الطرق الأنجع للتكفل بمصابي حوادث المرور والمنازل وحوادث العمل، وأيضا المصابين بالرصاص الذين تتطلب حالاتهم التدخل الفوري لأخصائيي التخذير والجراحة، كما ستنظم خلال الملتقى طاولات مستديرة حول الأمراض المعدية للجهاز التنفسي، والصدمات الجسمانية والنفسية.