احتضنت المكتبة المركزية لجامعة 20 أوت 55 بسكيكدة فعاليات الأيام الأولى الطبية الجراحية للمؤسسة الاستشفائية لسكيكدة حول موضوع الصدمات متعددة الأضرار، بمشاركة عدد من المختصين من المؤسسات الاستشفائية الجامعية لعنابة وقسنطينة والجزائر العاصمة.. وحسب الدكتور بورقعة مختص في الجراحة العامة على مستوى المؤسسة الاستشفائية لسكيكدة وعضو لجنة التنظيم فإن الهدف المتوخى من عقد هذا اللقاء، هو العمل من أجل وضع استراتيجية عملية وميدانية تمكن من التكفل الناجع بالحالات الاستعجالية التي تستقبلها المؤسسات الاستشفائية خاصة وأن المشكل الذي تبقى تواجهه هذه الأخيرة هو عدم التفريق بين الحالات الاستعجالية البسيطة والحالات الاستعجالية المستعصية متعددة الصدمات، والتي تتطلب تدخل عدة أطراف انطلاقا من مصلحة الاستعجالات الطبية إلى غرفة العمليات.. ومن جهته أكد البروفيسور بودهان عمار أستاذ متخصص في الانعاش والتخدير بمستشفى قسنطينة الجامعي في تصريح ل''المساء'' على الأهمية التي تشكلها عملية التكفل الناجع بالحالات متعددة الصدمات الناجمة عن حوادث المرور، وذلك بداية من ساعة الوصول إلى المستشفى من خلال تقييم مدى خطورة تلك الصدمات على أصحابها بإجراء مختلف التحاليل والفحوصات اللازمة، وكذا التكفل بالحالات الاستعجالية الحيوية، سواء كانت إصابات نفسية أو إصابات متعلقة بالدورة الدموية، أو إصابات دماغية إلى غاية تحديد ما يمكن اتخاذه من قرارات فيما يخص الإجراءات الجراحية، مشددا على ضرورة أن تكون المصالح الاستعجالية المستقبلة مجهزة بكل التجهيزات الطبية الضرورية اللازمة من أجل التكفل الناجع بالمصابين، سواء من ناحية التخدير أو الانعاش أو الجراحة المستعصية، سواء جراحة عامة أو جراحة على مستوى الدماغ أو الصدر أو على مستوى المفاصل.. وفي معرض حديثه أشار البروفيسور بودهان إلى أن هناك 3 حالات للوفيات عند الحالات الاستعجالية الناجمة عن الصدمات المتعددة الأضرار، ففي الحالة الأولى يرى أن 50 بالمائة من المصابين يتوفون خلال الساعات الأولى بسبب النزيف الدموي الحاد أو جراء الإصابة بالصدمة الدماغية الحادة، وفي الحالة الثانية 30 بالمائة يتوفون في الساعات الخمسة الأولى، وهذا الصنف - حسبه - يمكن إسعافه وإنقاذه بسبب الوقت المتسع المقدر بخمس ساعات، أما الحالة الثالثة فإن العديد من المصابين يتوفون بعد أسبوع من إجراء العملية الجراحية المستعجلة جراء المضاعفات، على أساس أن المريض المتعددة صدماته تكون مناعته ضعيفة، مؤكدا على ضرورة التكفل بالمصاب منذ الساعات الأولى أو كما سماها أثناء الساعة الذهبية التي فيها يمكن إنقاذ الأرواح. وإذا كانت هناك إمكانات كبيرة ومتوفرة على مستوى كل المصالح الاستشفائية المتواجدة على المستوى الوطني فإن محدثنا يرى أن هذه الأخيرة تبقى بحاجة جد ماسة إلى تنظيم ناجع وجيد لكل المصالح الاستعجالية مع أخذ بعين الاعتبار أولويات الإصابة.