ينتظر العرب تقديرا رمزيا من نوبل بعد أن نالوا التحية العسكرية من الناتو والحكومات الغربية امتنانا بثوراتهم. ويبشر موسم نوبل هذا العام بجائزتين للعرب واحدة لصنّاع الثورات وأخرى لصنّاع الأدب، وهي فرصة للحديث عن العرب في وسائل الإعلام العالمية بعيدا عن أخبار الدم اليومية. ثمة هوس بالتقدير الغربي في الدوائر الإعلامية والثقافية العربية، مع أن النظرة الغربية إلى العرب باتت واضحة تماما ومعلنة، و أدونيس بالذات يعرفها وكتب عنها في رسالته الشهيرة للأسد حيث انتقد الغرب الذي "يقنّع استعماره الجديد بالدفاع عن الإنسان وحقوقه". والسيد حسين أوباما الذي يكتم إسلامه كما يتخيله العرب كان واضحا أيضا في رسالته الأخيرة إلى من يهمهم الأمر حين قال أنه لن يتخلى عن إسرائيل ولن يقبل بالدولة الفلسطينية كما يتمناها العرب، ونصير الثوار العرب برنار هنري ليفي كتب بعد أن استكمل انجاز الثورة الليبية أنه لن يقبل بقيام دولة فلسطينية لأن عباس الذي وإن كان يشبه غورباتشوف أخطأ حين ترك اسم عرفات يجري على لسانه في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. أما السيد ساركوزي الذي سبق وأن أرسل زوجته إلى خيمة العقيد طمعا في كرم الجماهيرية والذي خاض الحرب على نفس البلد للسبب ذاته، فإنه لا يخفي أغراضه حتى وإن ألبسها ثوب الحرية، ولازال الرجل يمجد استعمار الجزائر في الوقت الذي يجرّم فيه استعمار القذافي، بل ويجاهر بالمقولات الاستعمارية التي تحاول النيوكولونيالية ترجمتها إلى أفعال دون الإفصاح عنها، حفاظا على مصداقية خطاب الحرية وحقوق الإنسان الذي يقدمه الغرب كعقيدة ويدوسه كلما تعلق الأمر بمصالحه. لا يحتاج العرب الآن إلى تقدير من الآخر، وهم في مأزق تاريخي يضطرهم عند أي رغبة في التغيير إلى الاستقواء بلصوص الخارج على لصوص الداخل، أو إلى ممارسة العنف في أشكاله البدائية، و لأنهم لم يحصلوا أبسط الحقوق التي حصلتها الأمم منذ قرون أو عقود طويلة إلى درجة أن السماح للشعوب بالمشاركة في انتخابات مزورة أصبح منّة من الحاكم بأمر نفسه، في انتظار أن يمنّ بالحق في الكلام والحق في الحياة. لا يحتاج العرب إلى تقدير غربي على الورق يحجب احتقارا في الواقع. لا يستحق النشطاء العرب تقديرا على ثورات لم تكتمل. يستحق أدونيس، حقا، جائزة نوبل لكنه لا يستحقها الآن!