الروائي: رشيد بوجدرة المتوج بنوبل يعرف هذا الخميس، بعد أن ساد صمت مطبق من قبل اللجنة المشرفة، فيما رشح الشارع أسماء من هنا وهناك، أبرزها إعادة ترشيح آسيا جبار والشاعر السوري أدونيس. ولكن كم هي حظوظ هؤلاء في الفوز بالجائزة؟ ولماذا يتم إقصاء العرب في كل مرة؟ * * في الإجابة عن هذا السؤال اتفق أغلب المثقفين الجزائريين الذين اتصلنا بهم، على أنها جائزة سياسية تقدم بحسابات سياسية خارج معايير الأدب والالتزام الجمالي، وأن الغرب دائما يتعامل مع العرب من منطلق سياسي لا جمالي، والترشيحات التي تظهر كل مرة لأسماء * عربية، هي مجرد تمويه وذر للرماد في العيون، حيث يقول الشاعر عز الدين ميهوبي: "إن أدونيس الذي يرشح كل موسم لنوبل بدون أن يفوز بها، ما زالت تطارده قصيدة "قبر من أجل نيويورك" التي كتبها في السبعينات، وهي القصيدة التي قال إن بعض الدوائر استعملتها لقطع الطريق أمام أدونيس؛ لأن ثمة من يعتقد أن مثل هذه القصيدة تدخل ضمن الأدب المحرض على الإرهاب". من هنا يرى ميهوبي أن نوبل ترتبط بالسياسة التي يتعامل بها الغرب عموما مع العرب، وأن ترشيح آسيا جبار وأدونيس رغم كونهما يستحقان فعلا نوبل كما استحقها من قبل، ويستحقها الكثير من المثقفين، يندرج في إطار التمويه. ويرى رشيد بوجدرة أن نوبل يسيطر عليها الصهاينة واللوبي اليهودي العالمي منذ 1946، وحدث أن رشحت لها أسماء كثيرة من قبل العرب وغير العرب، أمثال محمد ديب، وحتى هو نفسه كان ضمن القائمة، لكن الأسماء العربية يقول بوجدرة لا تمر بسبب حسابات سياسية، "وهي الحسابات نفسها التي منحت بسببها بنوبل لنجيب محفوظ الذي بارك اتفاق كامب ديفيد، بينما تم إقصاء العديد من المثقفين الحاملين لقضايا إنسانية، أمثال درويش". * ويذهب الدكتور أمين الزاوي إلى أبعد من ذلك عندما يقول: "إن الغرب يتعامل مع العرب من منطلق حسابات ونظرة مسبقة تنطوي على ما هو سياسي بعيدا عن الجماليات. من هنا فإن نوبل تعمل على قطع الطريق أمام العرب للتتويج بالجائزة؛ لأنها تتعامل معهم من منطلق خطاب سياسي يقوم على التصنيف، دون أن تفهم خلفياتهم الجمالية ونصوصهم الأدبية. لهذا تعمد نوبل لترشيح بعض الأسماء لذر الرماد في العيون". * ولأن نوبل لا تريد الاعتراف بالعرب، يدعو جمال فوغالي إلى عدم الاكتراث كثيرا بها؛ "لأنها جائزة منحازة وعلينا أن نعترف أن العديد من الذين لم يتوجوا بها كانوا أكبر منها أدبيا وإنسانيا، ويبقون خالدين حتى دونها". وخارج هذه الآراء، يرى بشير مفتي أن الأدب العربي لم يصل بعد إلى العالمية، كما وكيفا وحضورا، بطريقة تجعله يصل إلى نوبل بعيدا عن نظرة الإقصاء. كما أن نوبل ظلم بسببها العديد من الكتاب العالميين من غير العرب، أمثال جيمس جويس وبورخيس.