يلتحق أزيد من 9 ملايين تلميذ على المستوى الوطني بمقاعد الدراسة اليوم الأربعاء ، وهذا في ظل ظروف خاصة تعيشها البلاد، على وقع استمرار الحراك الشعبي، ورغم ذلك من المنتظر، أن يتم الدخول المدرسي في ظروف عادية وهادئة بالنظر إلى التحضيرات الجادة، واتخاذ مجموعة من التدابير "غير المسبوقة" لإنجاحه. وحسب أرقام وزارة التربية، يبلغ العدد الاجمالي للتلاميذ 9 ملايين و110 ألف، من بينهم 155 ألف تلميذ يلتحقون بالمدرسة لأول مرة ، وقد حرصت الحكومة على التحضير الجيد للدخول المدرسي للسنة الجديدة 2019-2020 باتخاذ تدابير وإجراءات "غير مسبوقة" بهدف ضمان السير الحسن للدخول المدرسي، رغم خصوصية الوضع الذي تمر به البلاد منذ 22 فيفري الماضي، حيث تتواصل المسيرات الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير الجذري، وفي ظل هذه الأجواء التي تميز الساحة الوطنية، مع تزايد التحذيرات من الدخول في أزمة اقتصادية خانقة، تواصلت التحضيرات منذ فترة قصد تهيئة الظروف الضرورية لإنجاح الدخول المدرسي وإيجاد الحلول للمشاكل المطروحة . وفي هذا الإطار كان وزير التربية الوطنية، عبد الحكيم بلعابد، قد أكد في وقت سابق، أن كل الظروف مهيأة لاستقبال التلاميذ ، موضحا أن الدخول المدرسي لهذه السنة يعرف تحضيرا جيدا مشيرا إلى التدابير التي تم اتخاذها لا سيما رفع قيمة منحة التمدرس التضامنية المقدرة ب 3000 دج إلى 5000 دج والتي يستفيد منها حاليا حوالي 3 ملايين تلميذ ورفع مبلغ علاوة الدراسة السنوية المقدرة منذ سنة 1994 ب 400 دج وتثمينها إلى 3000 دج عن كل طفل متمدرس في الأطوار الثلاثة (ابتدائي ومتوسط وثانوي). ويستفيد من هذه العلاوة أكثر من 9 ملايين متمدرس، حيث ستتكفل البلديات بصرف هذه المنحة أيضا لأولياء التلاميذ بدون دخل، عبر تجنيد صندوق الضمان والتضامن للجماعات المحلية. وكان الوزير الأول، نورالدين بدوي قد أكد خلال ترؤسه اجتماع الحكومة الأحد الماضي ، أن هذين القرارين "ينبعان من وعي الحكومة بضرورة دعم العائلات بمناسبة الدخول المدرسي، كما يأتيان تكريسا للقيم السامية للتضامن والتكافل الاجتماعيين بهذه المناسبة وذلك قصد ضمان نفس مستويات التكفل والتحضير الجيد لأبنائنا التلاميذ، وبالتالي نفس فرص وحظوظ التفوق في دراستهم". ومن المنتظر أن تساهم هذه الزيادات في تمكين الأولياء من توفير الحد الأدنى من مستلزمات الدخول المدرسي ، حيث وصفت الزيادة في مبلغ علاوة الدراسة السنوية بالمعتبرة وقد لقيت هذه الزيادات إشادة من قبل أولياء التلاميذ. هياكل ومرافق جديدة وفتح المطاعم وتعزيز النقل كما أكد وزير التربية في وقت سابق، أنه سيتم تسلم هياكل ومرافق مدرسية قاعدية ومرافق الدعم بعدد «كبير غير مسبوق» ، مشيرا إلى انعدام حالات الاكتظاظ في الأقسام هذه السنة و هذا نظرا لعدد المؤسسات التربوية التي تم استلامها ، باستثناء بعض المناطق التي تعرف حركة سكانية في إطار عمليات الترحيل . و سيتم استلام 656 مؤسسة تربوية، منها 426 مدرسة ابتدائية و 137 متوسطة و 93 ثانوية، على أن تضاف إليها 161 مؤسسة أخرى مع نهاية السنة الجارية. ومن جهة أخرى ، سيتكفل قطاع التربية بأزيد من 36 ألف تلميذ من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. تسوية نهائية لملف خريجي مدارس الأساتذة وبالنسبة للتأطير البيداغوجي، سيتدعم القطاع ب8041 منصب كما سيتم توظيف خريجي المدارس العليا للأساتذة وهو ملف ظل عالقا لسنوات وكان سببا في حركات احتجاجية قبل أن يتم الإلتزام منذ أسابيع بتسويته نهائيا وادماج 5 آلاف أستاذ كانوا في عداد البطالين ، وهذا بعد أن منح الوزير الأول رخصة لوزارة التربية بهذا الخصوص، كما ستلجأ الوزارة إلى القوائم الاحتياطية التي لا تزال سارية المفعول. وفي مجال الإطعام المدرسي، سيتم فتح 94 بالمئة من المطاعم المدرسية مع تعزيز النقل المدرسي وتحسين ظروف التكفل بالتلاميذ من خلال اقتناء 1000 حافلة نقل جديدة، حيث كانت الحكومة قد أقرت برنامجا لاقتناء 3500 حافلة وتفعيل اللجان الاستشارية للنقل المدرسي على مستوى الولايات وكذا اللجان البلدية للصحة والنظافة والمحيط، بالإضافة إلى تعزيز الأقسام المدمجة الموجهة للمتمدرسين من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة ب 186 قسم جديد ليصبح عددها الإجمالي 851 قسم وكذا عصرنة ورقمنه تسيير المدارس الابتدائية ومنحة التمدرس. مراجعة للكتب ذات العلاقة بالهوية و بخصوص الكتب المدرسية، طمأن وزير التربية، أولياء التلاميذ ، مشيرا إلى أنها متوفرة على مستوى المؤسسات التربوية و المعارض التي سيتم تنظيمها بكل ولاية مع التأكيد على تدارك الأخطاء وإخضاع الكتب ذات العلاقة بالهوية الوطنية للمراجعة، وقد حرصت الوزارة على الطبع المبكر للكتب بتعداد 50 مليون نسخة تضاف إلى الفائض المتبقي عن العام الماضي لتجهز 80 مليون نسخة للدخول الحالي . من جهة أخرى، أشار الوزير أيضا إلى أنه "تم تسليم التجهيزات والمعدات التقنية لتنفيذ عملية ربط المؤسسات التربوية بالإنترنت عبر القمر الصناعي الجزائري ( ألكوم سات-1) في غضون الموسم الدراسي الحالي . وبخصوص ملف اصلاح البكالوريا، ذكر وزير التربية أنه "توجد هناك علاقة بين ملف إصلاح البكالوريا و ملف إصلاح منظومة التعليم الثانوي". و من جهة أخرى، ولضمان نجاح السنة الدراسية الجديدة، تقرر "تنصيب خلايا لمتابعة الدخول المدرسي، واحدة على مستوى الإدارة المركزية تكلف بالتدخل تلقائيا لمعالجة أي نقص يسجل وأخرى على مستوى المفتشية العامة لاستغلال المعلومات التي تردها من المفتشين المكلفين بالمتابعة اليومية والتقييم المستمر للدخول المدرسي، وذلك فضلا عن وضع خلايا استقبال على مستوى مديريات التربية والمؤسسات المدرسية". وللإشارة، فإن الدرس الافتتاحي لهذه السنة الدراسية خصص لموضوع "حب الوطن والوفاء له". وللتذكير ، فإن 9110285 تلميذ سيلتحقون بمقاعد الدراسة اليوم ، حيث يضمن تأطيرهم البيداغوجي 479081 موظفا و250.533 موظفا إداريا على مستوى 27355 مؤسسة تعليمية (19251مدرسة ابتدائية و5616 متوسطة و 2488 ثانوية).