تجدّدت المسيرات الأسبوعية، أمس الجمعة، عندما خرج مواطنون بشرق البلاد للمرة 31 على التوالي، مطالبين بضرورة الوحدة الوطنية والتغيير الجذري في نظام الحكم، مع الإصرار على الإسراع في إنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد. وخرج مواطنون بوسط مدينة قسنطينة، في مسيرة انطلقت كالعادة بعد صلاة الجمعة مباشرة من ساحة الشهداء بالقرب من دار الثقافة محمد العيد آل خليفة، ثم شارع مسعود بوجريو ثم شارع بلوزداد فشارع عبان رمضان، قبل المسير عبر ممرات بن بولعيد، رافعين العلم الوطني وشعارات تحمل جملة من المطالب، مؤكدين على أنهم سيواصلون الحراك الشعبي من أجل تحقيق مكاسب أخرى تضاف للمكاسب التي تحققت في الأشهر السبعة الماضية، وطالب المتظاهرون بضرورة تطبيق المادتين 7 و8 من الدستور ومنح السلطة للشعب، إلى جانب رحيل كل رموز النظام السابق، مطالبين بدولة حرة ديمقراطية، تكفل العدالة الاجتماعية وحرية التعبير. كما شهدت شوارع عاصمة جيجل، خروج متظاهرين، طالبوا بضرورة احترام حرية التعبير وعدم التضييق على الحريات، وترك الشعب يقرر مصيره، وحمل مئات المتظاهرين شعارات عديدة تطالب برحيل رموز النظام السابق، رافضين تواصل وجودهم في المشهد السياسي للبلاد على الرغم من المطالب المتكررة للحراك بوجوب تنحيهم، كما نادى المتظاهرون بإصلاحات و تجسيد حقيقي لمطالب الشعب، مؤكدين على ضرورة تحقيق مطالب الدولة المدنية، ورحيل كل أذناب العصابة. و خرج مواطنون بميلة عقب صلاة الجمعة في مسيرة عرفت هذه المرة توجههم نحو منطقة صناوة والمرور قرب مقر الولاية، قبل مواصلة السير بعد ذلك عبر الطريق المزدوج نزولا في اتجاه وسط المدينة للتجمع في النقطة المعتادة أمام الصورة الرخامية للمجاهد عبد الحفيظ بوالصوف .المشاركون في المسيرة عبروا عن رفضهم تواجد رموز النظام السابق و التدخل في الشأن الداخلي للبلاد. وبمدينة قالمة خرج المئات من المواطنين في مسيرة سلمية جابت الساحات والشوارع الرئيسية كساحة نصب الرئيس الراحل هواري بومدين و شارع سويداني بوجمعة رافعين لافتات تطالب بالديمقراطية والعدالة الحرة المستقلة وتحقيق مزيد من المكاسب التي نادى بها الشعب عندما بدأ حراكه السلمي يوم 22 فيفري الماضي. استمر أمس بولاية باتنة الحراك الشعبي للجمعة 31 حيث خرج المئات من المواطنين للتعبير عن تمسكهم بمطالبهم برحيل رموز النظام السابق، وعبر المتظاهرون الذين ساروا بالشوارع الرئيسية وساحة الحرية عن مواصلتهم للخروج في الحراك إلى غاية تحقيق مطالبهم. و بسطيف تجمع مواطنون، أمام مقر الولاية ومقابل القباضة الرئيسية للبريد، حيث رفعوا العديد من الشعارات ورددوا أخرى، تتعلق أساسا بضرورة انسحاب بقية رموز النظام، تحسبا لإجراء الانتخابات. وقد سارت المسيرة انطلاقا من مقر الولاية، لتجوب عددا من الشوارع الكبرى، قبل أن تتوقف أمام النفق المقابل لمقر المجلس القضائي ثم تعود من جديد للولاية. فيما عبّر جانب من المواطنين على أهمية تجسيد دولة الديمقراطية، مع الوصول بالبلاد إلى بر الأمان. بأم البواقي جابت المسيرة نفس المسار الموضوع لها منذ بداية الحراك، وحرص المشاركون على ترديد عبارات دعوا من خلالها من وصفوهم بأذناب العصابة للرحيل، وردد المتظاهرون هتافات تطالب بالحرية وتنبذ كل ما يضر بالبلاد ومستقبلها، وتفاوتت آراء بعضهم بين ترديد عبارات تدعو لمقاطعة الانتخابات وبين من يفضل إنهاء الأزمة عبر انتخابات شفافة وديمقراطية. و تواصل الحراك الشعبي للجمعة 31 بشوارع العاصمة الرئيسية على غرار المسيرات السابقة، للمطالبة بالتغيير وتجسيد إرادة الشعب، بتكريس المبادئ الديمقراطية ومحاربة رموز الفساد، وضرورة رحيل بعض من يعتبرهم المتظاهرون سببا في الأزمة التي تعيشها البلاد. وبدأ توافد المتظاهرين على العاصمة بشكل محتشم بداية من الصبيحة، ولم تمنع الإجراءات الأمنية من وصول المشاركين في المسيرة، رغم نصب عدة حواجز أمنية وتفتيش بعض العربات بغرض ضمان التأطير الأمني للمسيرة التي انطلقت من شارع حسيبة بن بوعلي باتجاه شارع ديدوش مراد، وإلى إلى ساحة الشهداء. ورفع المتظاهرون لا فتات تدعو إلى التغيير الفعلي واجتثاث رموز الفساد، وتنحية بعض الوجوه التي ما يزال يراها الشارع سببا في الأزمة التي تعيشها البلاد في مختلف المجالات، خاصة في الجانبين السياسي والاقتصادي، ولم تسجل مناوشات أو انزلاقات في المسيرة 31 من الحراك الشعبي، رغم ارتفاع عدد المشاركين مقارنة بالأسابيع الأخيرة التي تراجع فيها نوعا ما الحراك، واستمر توافد المشاركين في المسيرة فور الانتهاء من صلاة الجمعة، رافعين شعارات ولافتات تصر على منح السلطة والسيادة للشعب، عبر تحقيق الديمقراطية، ودعا بعضهم إلى تأجيل الانتخابات الرئاسية، مع ضرورة اتخاذ إجراءات تهدئة، على غرار إطلاق سراح المسجونين السياسيين. وبولاية البليدة خرج مواطنون في مسيرة حاشدة مطالبين بإلغاء الانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12 ديسمبر المقبل، كما رفعوا شعارات تطالب بإسقاط حكومة بدوي، وتوفير الأجواء المناسبة لإجراء الانتخابات الرئاسية، وإطلاق سراح الموقوفين، ، علما أن المسيرة انطلقت من ساحة الحرية بباب السبت مرورا بالشوارع الرئيسية للمدينة. وفي تيزي وزو خرج جمع حاشد للمواطنين الذين جابوا شوارع المدينة، رافعين شعارات تطالب بالتغيير وبمنح السلطة للشعب، وبإطلاق سراح الموقوفين، وأخرى ترفض إجراء الانتخابات الرئاسية قبل تجسيد مطالب الحراك.