مقاتلو الانتقالي يؤكدون سيطرتهم على نصف سرت والسكان يشتكون من أعمال قتل ودمار أكد مقاتلو الانتقالي الليبي أمس سيطرتهم على أكثر من نصف مدينة سرت، معربين عن حاجتهم ليومين فقط للسيطرة الكاملة على المدينة، التي يوجه بعض سكانها للمهاجمين اتهامات، بارتكاب أعمال قتل ودمار في سرت وفي بلدة أبو هادي مسقط رأس القذافي. بعد حصار مدينة سرت لأسابيع، يبدو أن الأمور تتجه إلى الحسم النهائي، وذلك بحسب قائد محلي لقوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي أكد بأن قوات المجلس تسيطر الآن على أكثر من نصف مدينة سرت، ويعتقد بأن المدينة ستخضع كاملة لسيطرة الثوار خلال يومين. وقال القائد عادل الحاسي: "أكثر من نصف المدينة يخضع الآن لسيطرة الثوار... وخلال يومين ستكون سرت حرة بإذن الله." وفي سرت يلقي العديد من أبناء المدينة باللائمة على حكام ليبيا الجدد وحلفائهم الغربيين، في القتل والدمار الذي حل بمدينتهم، من جراء أسابيع من القتال. وتحجم الغالبية عن التحدث بصراحة عن انتماءاتها خوفا من اعتبارهم أعضاء طابور خامس موال للقذافي. لكن غضبهم وشعورهم بالمرارة واضح. وتمثل سرت أصعب اختبار لقدرة الحكومة المؤقتة، متمثلة في المجلس الوطني الانتقالي، على كسب تأييد القبيلة التي ينتمي لها القذافي ومنعها من شن حركة تمرد، على غرار العراق، تزعزع استقرار ليبيا والمنطقة. وفي حين أن معظم المدن التي سيطر عليها المجلس احتفلت، أو على الأقل أعطت هذا الانطباع، فإن سرت مختلفة لأن قبيلة القذافي التي تدعمه بقوة تعيش بها. وقال أحد سكان سرت لرويترز: "إن قوات المجلس "كانت تبدأ يومها بقصفنا وتنهيه بقصفنا. الأطفال كانوا يسمعون القصف مثل الموسيقى". أما قوات المجلس فتقول إنها تقوم بتوغل أخير للسيطرة على سرت بعد أن توقفت، حتى تسمح للمدنيين بالمغادرة. وتشير إلى أن من تبقوا مرتزقة وبعض المقاتلين الأشداء، وتعتقد أن المعتصم ابن القذافي هناك. ويقول مقاتلو المجلس، الذين تدعمهم غارات حلف شمال الأطلسي الجوية، إنهم يعاملون السكان الفارين جيدا ويعطونهم الطعام والماء، ولا يعتقلون إلا من يشتبهون أنهم من مقاتلي القذافي. ولكن العديد من المقيمين قالوا إن هذا غير صحيح. وكانت قوات النظام الجديد في ليبيا قد تمكنت الأسبوع الماضي، بعد حصار طويل، من السيطرة على بلدة قصر أبو هادي، مسقط رأس معمر القذافي، التي كانت تنعم في عهده بمزايا غير مسموح بها لباقي البلاد. ويرى مئات من هؤلاء المقاتلين، وخاصة القادمين منهم من مدينة مصراتة، أن ساعة الانتقام حانت، بانتظار السيطرة على سرت، التي تبعد 360 كلم شرق طرابلس. وفي بلدة قصر أبو هادي، ذات المساكن الفاخرة المحاطة بأسوار إسمنتية، والحقول المليئة بخزانات المياه، والمصابيح التي تنير كل الطريق السريع المزدوج المؤدي إليها، تعرض الكثير من المباني للنهب والتخريب، كما شاهد مراسل لفرانس برس في المكان. فيقوم المسلحون باقتحام المنازل، حيث ينهبون كل ما تقع عليه أيديهم، ولا يترددون في إحراق بعض المباني الأخرى غير مبالين على الإطلاق بوجود صحافيين. وهذا السلوك ليس جديدا عليهم. فخلال تقدمهم نحو سرت، كثيرا ما ارتكب عناصر قوات النظام الجديد هذا النوع من التجاوزات في الكثير من البلدات المعروفة بعدائها لهم، مثل بن جواد أو تورغا. لكنهم في قصر أبو هادي عبروا عن غضبهم الشديد على "الطاغية"و"أزلامه" من أفراد قبيلة القذاذفة التي تشكل الأغلبية في هذه البلدة. ويقر أحد قادة هذه القوات، وهو من أبناء بنغازي بأن "أعمال النهب هذه ليست أمرا جيدا"، مضيفا أن "أبناء مصراتة يريدون الانتقام لكننا نرفض المشاركة في ذلك". وكانت منظمات انسانية قد تحدثت في تقارير لها عن تدهور الوضع الانساني والمعيشي في مدينة سرت، لكن لم يتسن بعد الاطلاع على تقارير منظمات إنسانية بشأن شكاوى بعض السكان من تجاوزات يرتكبها المقاتلون الموالون للمجلس الانتقالي.