قال ثوار ليبيا إنهم باتوا على وشك السيطرة على كافة أنحاء مدينة سرت (وسط الشريط الساحلي) وذلك في وقت يستمر فيه القتال في شوارع المدينة بين الثوار والكتائب التابعة للعقيد الليبي المخلوع معمر القذافي. وتوقع قائد محلي لقوات المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن يسيطر الثوار على مدينة سرت، مسقط رأس القذافي وآخر معاقله، خلال يومين. وقال القائد عادل الحاسي إن قوات المجلس تسيطر حاليا على أكثر من نصف مدينة سرت وإنه خلال يومين ستكون سرت حرة بإذن الله. ويأتي الحديث عن سيطرة وشيكة على مدينة سرت وشن هجوم شامل عليها بعد انتهاء مهلة للسكان لمغادرتها وسط اتهامات للكتائب باستخدام المواطنين دروعا بشرية. وفي هذه الأثناء تتواصل في المدنية الاشتباكات بين الثوار وكتائب القذافي في محاولة من الثوار للسيطرة الكاملة على المدينة. وقال المراسلون في سرت إن عشرات الثوار قتلوا وجرحوا خلال اشتباكاتهم مع كتائب القذافي، وأضافوا نقلا عن قادة الثوار أن المجموعة تعرضت إلى نيران القناصة الذين يتبعون لكتائب القذافي متمركزين داخل البنايات العالية. وفي الطريق نحو بسط السيطرة التامة على سرت تمكن الثوار في وقت سابق من السيطرة على منطقة بوهاي بالأطراف الجنوبية للمدينة التي تعد آخر معاقل القذافي. وبعد ذلك الإنجاز تقدم الثوار بضعة كيلومترات نحو المدينة، لكن الوضع في المنطقة الشرقية كان مغايرا حيث أفادت وكالة رويترز بأن قوات الثوار تعرضت على مدى ثلاثة أسابيع لنيران المدفعية والصواريخ في الأطراف الشرقية لسرت. ويتحدث قادة ميدانيون من الثوار أنهم باتوا يسيطرون على ربع مدينة سرت وأنهم يعدون العدة لشن هجوم حاسم بعد انتهاء مهلة للسكان لمغادرتها وسط اتهامات للكتائب باستخدام المواطنين دروعا بشرية. حصار ونزوح وعلى وقع الاشتباكات المستمرة، تواصل نزوح السكان من سرت، وتقول وكالات الإغاثة إنها تشعر بالقلق بشأن المدنيين المحاصرين داخل المدينة وسط القتال بينما ينفد ما لديهم من غذاء وماء ووقود ودواء. وتركز القلق بشأن الأزمة الإنسانية على مستشفى ابن سينا الواقع وسط المدينة، حيث قال عاملون في المجال الطبي فروا من سرت إن المرضى يموتون على طاولة العمليات لنقص الأكسجين ووقود مولدات الكهرباء بالمستشفى. وقد دعت منظمة العفو الدولية أطراف النزاع في ليبيا إلى تأمين سلامة المدنيين، وضمان إيصال الإمدادات المطلوبة بأمان إلى مدينة سرت. وقالت المنظمة إن تقارير صحفية أوردت أن المدنيين المحاصرين في سرت معرضون للخطر بفعل استمرار القتال وتضاؤل الإمدادات الطبية والمواد الغذائية والوقود والمياه. وأضافت أن هناك حاجة لإنشاء ممرات إنسانية تشمل إقامة مناطق محايدة وطرق معرفة بوضوح، لتمكين العاملين في المجال الإنساني من الوصول إلى المرضى والجرحى بشكل آمن. وقالت حسيبة حاج صحراوي -نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية- إنه يتعين على جميع أطراف النزاع اتخاذ الاحتياطات اللازمة لسلامة المدنيين، وإقامة ممرات إنسانية على الفور لضمان تسليم المساعدات المطلوبة، والسماح لجميع المدنيين الراغبين بمغادرة سرت بالقيام بذلك فورا بكرامة وسلامة. وأضافت صحراوي أن جميع المشاركين في القتال لديهم التزامات قانونية بتجنيب المدنيين من خلال التوقف فورا عن استخدام الأسلحة العشوائية، مثل صواريخ غراد والمدفعية وقذائف الهاون، على المناطق السكنية. ومع تقدم الثوار في مدينة سرت تتزايد التكهنات عن مكان اختباء العقيد القذافي، وقال رئيس الوزراء الليبي السابق المحمودي البغدادي إن لديه قناعة بأن القذافي لا يزال على الأراضي الليبية وأنه يقاتل إلى جانب رجاله. وأضاف البغدادي -الذي يوجد رهن الاعتقال في تونس- في تصريح صحفي أن القذافي لن يستسلم ولن يضع السلاح حتى النهاية، على حد تعبيره. وعلى صعيد آخر قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا في تصريحات بالقاهرة الثلاثاء إن حلف شمال الأطلسي (ناتو) سيواصل ضرباته الجوية في ليبيا طالما المعارك على الأرض لا تزال مستمرة. وفي الأثناء يعقد وزراء دفاع حلف الناتو اجتماعا يومي الأربعاء والخميس في بروكسل لاستخلاص الدروس الأولى من الحرب في ليبيا. وكان الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن اعتبر الاثنين أن العمليات التي استهدفت حماية المدنيين بليبيا حققت نجاحا كبيرا. ورغم ذلك من غير المتوقع أن يعلن الناتو رسميا هذا الأسبوع انتهاء مهمة الحامي الموحد التي بدأت في 31 مارس ، لأنه لا يزال ينبغي إتمام بعض الأمور حسب دبلوماسي من الحلف.