نشب أمس الجمعة قتال شرس بين قوات المجلس الوطني الانتقالي والقوات الموالية للزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي في مسقط رأسه سرت. وإلى ذلك أكدت قوات المجلس الانتقالي الليبي سيطرتها على الوادي المؤدي إلى بني وليد، جنوبطرابلس، وتقدمها صوب قلب البلدة. وقد تدفق مقاتلو المجلس الوطني الانتقالي امس الجمعة على بلدة بني وليد، بينما ترددت أصوات الانفجارات وإطلاق النيران في الوديان والتلال التي تحيط بها. وإلى ذلك، أعلنت القوات التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الليبي في مصراته امس أنها تكبدت خسائر فادحة بسقوط ما لا يقل عن 11 قتيلا و34 جريحا في صفوفها خلال المعركة التي جرت الخميس للسيطرة على سرت على بعد 360 كلم شرق طرابلس، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس امس الجمعة. من جهة أخرى، أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في مؤتمر صحافي عقداه في طرابلس الخميس، على ضرورة ملاحقة معمر القذافي، واستمرار مهمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في ليبيا حتى السيطرة الكاملة على أراضيها. وقد أعلن مقاتلو المجلس الانتقالي أنهم باتوا يسيطرون على مداخل مدينة سرت مسقط رأس القذافي بعد أن اقتحموها الخميس وانسحبوا منها تكتيكياً، نقلا عن تقرير لقناة "العربية" أمس الجمعة. وقد انسحب مقاتلو الانتقالي من سرت بعد يوم كامل من المعارك الطاحنة تمكن بعدها المقاتلون من السيطرة على المدينة، إلا أن انسحابهم جاء، بحسب تصريحات قائد القوات البرية في الجيش الوطني الليبي، لأسباب إستراتيجية. وجاء اقتحام سرت من 3 محاور رئيسية الجنوبية والشرقية والغربية ومن على طول الساحل، وهناك على الأرض دارت معارك عنيفة بين كتائب القذافي ومقاتلي الانتقالي، وعلى الرغم من مواجهة المقاتلين مشكلة تمركز قناصة في مختلف أنحاء المدينة، إلا أنهم تمكنوا من السيطرة على كامل سرت، قبل أن ينسحبوا منها. وقال المجلس العسكري لمصراتة إن المقاتلين ينتشرون على مداخل المدينة بهدف صد أي هجوم مضاد لكتائب القذافي، وإنهم يقومون بعمليات تمشيط للقضاء على جيوب الكتائب. وفي الوقت الذي وصلت فيه قوافل تعزيزات جديدة من مصراته لدعم المقاتلين في السيطرة على سرت وتحرير من تحتجزهم قوات القذافي من الأهالي، أكدت الأنباء الواردة من هناك أن معظم سكان سرت قد ثاروا في وجه كتائب القذافي ووقفوا إلى جانب مقاتلي المجلس الانتقالي الذين اقتحموا المدينة من الخارج ما دعم السيطرة عليها. ومن جهة أخرى، يشتبه أن موالين للقذافي قد أشعلوا النيران في مخزن للذخيرة في قرية شويرف الواقعة جنوب سبها أحد معاقل القذافي، والتي لاتزال تسيطر عليها كتائبه في محاولة لمنع مقاتلي الانتقالي من التقدم إليها. وكان المتحدث باسم قوات القذافي موسى إبراهيم قد اعتبر أن المعركة لم تنته بعد وأن النصر في النهاية هو حليف القذافي، متوعدا المقاتلين ب"هزيمة ساحقة في سرت وبني وليد وسبها ستكون قاصمة لظهورهم ومقدمة لتحرير طرابلس"، على حد قوله. وفي المقابل، أكد حلف شمال الأطلسي أن 15 بالمئة فقط من قوات القذافي لاتزال عاملة.