إسلاميون تونسيون يحاولون إحراق تلفزيون "نسمة " وجامعة رفضت تسجيل منقبة ذكرت مصادر رسمية في تونس أن حوالي 300 شخص من الإسلاميين حاولوا حرق مقر فضائية "نسمة" التونسية الخاصة، احتجاجاً على عرضها لفيلم كارتوني أجنبي مدبلج إلى اللهجة التونسية العامية، حيث يقول المحتجون أن هذا الفيلم يسيء إلى "الذات الإلهية" والحركات الإسلامية. وقد نقلت وكالات الأنباء أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفرقة مئات الإسلاميين الذين هاجموها بدورهم بالحجارة والهراوات، واتهم المحتجون القناة بمحاولة "زرع التفرقة" واستفزاز مشاعر التونسيين، وتخويفهم - كما أضافوا- من الحركات الإسلامية في تونس، خاصة في هذا التوقيت الذي تستعد فيه البلاد لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في 23 من أكتوبر الجاري. الفيلم موضوع الاحتجاج، يروي قصة فتاة إيرانية من "أسرة متحرّرة" تعيش أجواء الثورة الإسلامية في إيران التي قادها الخميني، والتي أطاحت بحكم الشاه في العام 1979. وقد أدانت من جانبها حركة النهضة الإسلامية التونسية الهجوم على قناة نسمة، معتبرة أن الأمر يتعلق "بعمل معزول"، وقال عضو المكتب السياسي للحركة النهضة سمير ديلو، أنه "لا يمكن إلا إدانة هذا النوع من الحوادث، وأنه ينبغي عدم خلط الأوراق وعلى الناس التزام الهدوء"، وأضاف أنه إذا كان للناس انتقادات ضد نسمة، فإن عليهم كما أضاف "أن يعبّروا عن أنفسهم في الصحافة وألا يستخدموا العنف"، وكانت قناة "نسمة تي في" كانت قد تعرضت في وقت سابق إلى هجمة مماثلة، حينما بثت مسلسلا رمضانيا تضمن تجسيدا للنبي يوسف عليه السلام.كما شهد يوم أمس تجمع مئات الإسلاميين أمام الحرم الجامعي الرئيسي في تونس العاصمة احتجاجا على منع المنقبات من الدراسة في الجامعة، حيث اشتبكوا مع الشرطة التي حاولت تفريقهم، وقاموا بسد طريق رئيسي يؤدي إلى المنطقة ورشقوا عربات الشرطة بالحجارة في محاولة للمرور وهم يكبّرون، وقبل ذلك شهد يوم أول أمس السبت اندلاع اضطرابات عندما حاول إسلاميون اقتحام جامعة في مدينة سوسة على بعد نحو 150 كيلومترا جنوبي تونس، بسبب رفض الإدارة التحاق منقبة بالجامعة تنفيذا لقرار حكومي. هذه الأحداث تظهر الصراع المحتدم بين المؤسسة العلمانية والتيار الديني في تونس قبل أيام فقط من انتخابات ينتظر أن يفوز فيها حزب النهضة الإسلامي بالنصيب الأكبر من الأصوات، حيث ستجرى يوم 23 أكتوبر الجاري، وتشهد مواجهة بين الإسلاميين والعلمانيين التونسيين الذين يقولون إن القيم الليبرالية مهدّدة في بلادهم خلال المرحلة المقبلة، حيث أثار انتشار النقاب ولو بشكل محدود في تونس مخاوف بعض السياسيين والعلمانيين خاصة في الداخل والخارج من أن تتحول تونس التي كانت توصف بأنها قلعة للعلمانية إلى مركز للتشدد الديني. وللإشارة فإن حادثا مشابها كانت قد شهدته تونس شهر جوان الماضي، حين اقتحمت مجموعة من الإسلاميين قاعة سينما وسط العاصمة واعتدوا على بعض المشاركين في تظاهرة ثقافية ومنهم مدير القاعة وبعض الناشطين، وطالبت المجموعة المحتجة بإيقاف عرض فيلم لمخرجة تونسية تدعى نادية الفاني، حيث اتهموها بالإساءة للذات الإلهية، ورفعوا حينها شعارات معادية للعلمانيين، منها"الشعب يريد تجريم الإلحاد"، فيما تعالى التكبير "الله أكبر الله أكبر"، قبل إقدامهم على كسر باب قاعة العرض واقتحامها.